لدي يقين لا يخالجه شك أن نادي الشباب سيعود بطلاً كما كان، فلم يعتد هذا الكيان العريق إلا أن يصبح في مقدمة الركب كما عهدناه منذ أكثر من ربع قرن انصرمت، يفخر بذاته ويفاخر به أنصاره، ويفخر بأنه من يصنع الرؤوساء والإدارات لا العكس.
لم توجد حتى الآن هذه الإدارة التي تصنع الليث أو تمنحه المكانة الرفيعة أو تنصبه في عداد الكبار، ولم يوجد الرجل الفلتة (عبقري زمانه) القادر على جلب الأنصار لكيان الليث بقدومه وإعلان رحيلهم برحيله.
نادي الشباب هو من يصنع الرجال، ومن يمنحهم المجد والشهرة، فقد استطاع أن يصنع النقلة النوعية في كرة القدم المحلية، وأعطاها القدرة لتنافس على مستوى القارات والبلدان، فكان نجومه الذين تخرجوا من مدرسته هم الأفضل محليا على الإطلاق.
من كان يعتقد أن الشباب ينهض بقدوم فرد بعينه، ويتهافت برحيل ذات الشخص، فإنه إما مدلس أو جاهل بتاريخ الشباب، ومن كان يعتقد أن الشبابيين يفتخرون بناديهم بسبب فرد واحد، وبدون هذا الفرد فإنهم لا يجدون فيه ما يدعو للتفاخر، فإنهم لا يحبون الشباب ولا يعرفون قيمة الشباب، فقد رفعنا رؤوسنا عقودا مديدة من الزمن بهذا الكيان الذي يعد أفضل مدرسة رياضية محلية في إعداد النشء الرياضي.
حتى وهو يعيش أقسى ظروفه أو يخطو خطواته نحو التجديد والبناء، إنها مجرد مرحلة عابرة ستمر سريعا ويعود هذا الليث كما كان، فلن تقدر أي قوة على قتله أو تمزيقه لأنه سريع العودة وسريع البناء.
أنتم يا من رميتم بأنفسكم في أحضان الإدارات السابقة ومنحتم لها كامل الانتماء ومنتهى الولاء، عودوا لأحضان الليث، فهو الأحق بالانتماء والأجدر بالولاء، انتقدوا واغضبوا واهتفوا بأعلى صوت في سبيل الإصلاح، شريطة ألّا تخدعونا وتخدعوا أنفسكم وتجعلوا معارضتكم مجرد مطية في سبيل تلميع الإدارات السابقة.
الشباب أجمل وأرقى وأكثر جاذبية وأعظم مكانة وأهيب جانب، من كل فرد وكل منظومة إدارية عملت فيه، فقد منح هذا الكيان الشهرة والمجد لكل خامل ذكر، ومنح الهيبة والقدر لمن لا يُعرف له قدر ولا هيبة، وأطال في أسوار من لا يملك لنفسه عوناً ولا نصيراً.
إنه الشباب يا سادة، يا من تجهلون مكانته وتاريخه، يا من أمضيتم دهرا في سبيل الحط من شأنه والتقليل من مكانته، يا من جندتم الجنود في الإعلام لتهميشه والخوض في تاريخه، واختراع الشبهات المسيئة لرموزه، وتصويره بأنه لم يكن يوما إلا صنيعة أبطالكم، فاهتفوا بأسماء أبطالكم في الليل والنهار كما تشاؤون، فأصغرنا سنا يدرك أتم الإدراك أن أبطالكم لم يكونوا يوماً سوى صنيعة من صنائع الشباب.
عودوا لأحضان الشباب، واهجروا أصحاب الشعارات الكاذبة والخطب الرنانة، فإنه أحق بالحب والانتماء، وبإذن الله الشباب عائد لا محالة، وحينها ستعود الأمور لنصابها الطبيعي ويرتفع اسم الشباب ويضمحل اسم كل من كان نكرة قبل دخوله أسوار الشباب الشاهقة.