في عودة متوقعة إلى قاعة مجلس النواب، الثلاثاء، يستعد الرئيس الأمريكي دونالد ترمب لإلقاء أول خطاب له في جلسة مشتركة للكونجرس منذ استعادته للبيت الأبيض. هذه اللحظة تمثل فرصة له لاستعراض إنجازاته السياسية ورؤيته للعام المقبل، بينما تظل أساليبه الخطابية الاستعراضية تثير الجدل.
فيما تكشف خطابات ترمب السابقة عن أسلوبه المتوقع. ففي خطاب حالة الاتحاد لعام 2020، الذي تزامن مع عزله الأول وأزمة كورونا، قدم خطابًا مزيجًا من التلفزيون الواقعي والمناورات السياسية، مما جعله خطابًا غير تقليدي. هذه الطريقة التي تتسم بالدراما والاستعراض، تجعل من خطاباته محط اهتمام واسع، مع ردود فعل متباينة بين الدعم والانتقاد.
استعراض أكثر من سياسة
البروفيسورة دونا هوفمان، المتخصصة في تحليل خطابات حالة الاتحاد، ترى أن ترمب يضفي على هذه المناسبة طابعًا أشبه بعروض تلفزيون الواقع، مما يجعلها غير متوقعة.
بينما تصف النائبة الديمقراطية السابقة شيري بوستوس أجواء ذلك الخطاب بقولها: «لقد كان مليئًا بالدراما... لم يكن أحد يتوقع ما سيقوله الرئيس. كان خطابًا لا مثيل له».
وعادةً ما يكون خطاب حالة الاتحاد فرصة للرؤساء لاستعراض إنجازاتهم، ومناقشة القضايا الاقتصادية والخارجية، مع طرح بعض المبادرات الجديدة. لكن ترمب، على عكس أسلافه، يفضل نهجًا أكثر استعراضية، حيث يركز على الإشادة بإنجازاته أكثر من تقديم مطالب للمشرعين.
مواجهة غير تقليدية
حتى قبل أن يبدأ ترمب خطابه في عام 2020، كانت الأجواء مشحونة. رئيسة مجلس النواب آنذاك، نانسي بيلوسي، مدّت يدها لمصافحته، لكنه تجاهلها. وردّ الجمهوريون بهتافات «أربع سنوات أخرى»، بينما كانت إجراءات عزله تخيم على المشهد.
ويقول ستيفن جروفز، نائب السكرتير الصحفي للبيت الأبيض آنذاك: «لم يكن ممكنًا فصل خطاب حالة الاتحاد عن السياق السياسي المحتدم الذي كان يحيط به».
لحظات مفاجئة
لطالما تضمنت خطابات الرؤساء تكريمًا لضيوف مميزين في مقصورة السيدة الأولى، لكن ترمب أدخل عنصر المفاجأة. ففي عام 2020، منح طالبة في الصف الرابع منحة دراسية على الهواء مباشرة، وكرّم المذيع المحافظ راش ليمبو، الذي كان مصابًا بسرطان الرئة في مراحله المتقدمة، بمنحه وسام الحرية الرئاسي وسط تصفيق الجمهوريين واستهجان الديمقراطيين.
ولم تتوقف اللحظات العاطفية هنا، فقد فاجأ ترمب زوجة أحد الجنود الأمريكيين بإعادة زوجها من مهمة خارجية، ما جعل القاعة تنفجر بالتصفيق في مشهد مؤثر صُمّم خصيصًا ليناسب الشاشة.
تكرار الأسلوب
في 2020، لم يكن ترمب الوحيد الذي خلق لحظة درامية، فبيلوسي قامت بتمزيق نسخة من خطابه أمام الكاميرات، مما أثار انقسامًا حادًا بين الجمهوريين والديمقراطيين.
لكن المشهد هذه المرة مختلف. سيكون خلف ترمب رئيس جمهوري لمجلس النواب، وسيدخل القاعة وهو في موقع أقوى، بعد فوزه بالانتخابات واستعادة حزبه السيطرة على الكونجرس.
ويرى جروفز أن ترمب لن يغير أسلوبه، متوقعًا أن يواصل نهجه التصادمي برسالة واضحة: «إما أن تنضموا إليّ أو تبتعدوا عن الطريق».
أما بوستوس فتقول إنها تتوقع المزيد من المفاجآت والخروج عن القواعد، مؤكدة: «مع ترمب، لا أحد يعلم ماذا سيحدث. لكنه بالتأكيد لن يكون مملًا».
عقبات محتملةهناك عدد من العقبات التي قد تواجه ترمب في خطابه الأول بعد عودته إلى البيت الأبيض تتعلق بالتحولات السياسية والاقتصادية في البلاد. أولاً، هناك الانقسامات العميقة بين الديمقراطيين والجمهوريين، والتي قد تؤثر على استجابة الكونغرس لخطابه، خاصة في ظل اختلاف الأولويات بين الطرفين. ثانيًا، استمرار تداعيات الاقتصاد قد تضعه في موقف حساس أمام الرأي العام، مما يفرض عليه تقديم حلول واضحة وفعّالة للمشاكل الاقتصادية والاجتماعية التي يعاني منها المواطنون. أخيرًا، تواجهه تحديات متعلقة بالتحقيقات القضائية والتوترات السياسية الداخلية، مما قد يعيق قدرته على الاستمرار في تقديم خطاب موحد وقوي أمام الشعب الأمريكي؛ خاصة بعد سلسلة من قرارته المثيرة للجدل.
معارضة شديدة
يواجه ترمب معارضة شديدة من بعض الأوساط السياسية بسبب قراراته الأخيرة، رخاصة في ما يتعلق بالسياسات الداخلية والخارجية. من أبرز هذه القرارات انسحابه من بعض الاتفاقيات الدولية المهمة، مثل الاتفاق النووي الإيراني، وكذلك نهجه الصارم تجاه قضايا الهجرة التي أثارت انتقادات من جماعات حقوق الإنسان. إضافة إلى ذلك، سياسة ترمب وقراراته الاقتصادية، مثل خفض الضرائب على الشركات الكبرى، كانت محل انتقاد من الديمقراطيين الذين يرون أنها تعزز الفوارق الاجتماعية وتضر بالفئات الضعيفة. هذه القرارات قد تسهم في تعزيز القلق لدى كثير من الأمريكيين بشأن مستقبل البلاد في ظل حكمه.
أسلوب ترمب في الخطابات:
1. استعراضي وغير تقليدي
يضيف طابع تلفزيون الواقع إلى خطاباته، مما يجعلها غير متوقعة ومليئة بالدراما.
2. إشادة بإنجازاته أكثر من تقديم خطط
يركز على استعراض ما يعتبره نجاحاته بدلًا من طرح مطالب واضحة للكونجرس.
3. استخدام الضيوف لتعزيز رسالتهيستغل حضور شخصيات مؤثرة لتوجيه رسائل سياسية أو إثارة العواطف.
4. خطاب مباشر وعاطفييعتمد على أسلوب بسيط وواضح يتحدث فيه مباشرة إلى الجمهور، مبتعدًا عن التعقيدات السياسية.
5. إثارة الجدل والمواجهاتلا يتردد في الهجوم على خصومه أو إثارة لحظات صدامية، كما فعل مع نانسي بيلوسي في 2020. 6. تحفيز قاعدته الجماهيريةيخاطب أنصاره بلغة شعبوية تحفّز مشاعر الوطنية والفخر.
7. عنصر المفاجأةيضيف لحظات غير متوقعة، مثل تكريم شخصيات أو إعلان قرارات مفاجئة أثناء الخطاب.
8. تبسيط القضايا المعقدةيتجنب التفاصيل الفنية، ويقدم رؤيته بلغة مباشرة يسهل فهمها من قبل الجمهور العام.
9. تحدي الأعراف الرئاسيةلا يلتزم دائمًا بالأسلوب التقليدي لخطابات الرؤساء، مما يجعل خطاباته مثيرة للجدل.
10. روح المواجهة والانتصار
يتبنى نبرة المنتصر حتى في الأوقات الصعبة، ويروج لفكرة التفوق الأمريكي تحت قيادته.
فيما تكشف خطابات ترمب السابقة عن أسلوبه المتوقع. ففي خطاب حالة الاتحاد لعام 2020، الذي تزامن مع عزله الأول وأزمة كورونا، قدم خطابًا مزيجًا من التلفزيون الواقعي والمناورات السياسية، مما جعله خطابًا غير تقليدي. هذه الطريقة التي تتسم بالدراما والاستعراض، تجعل من خطاباته محط اهتمام واسع، مع ردود فعل متباينة بين الدعم والانتقاد.
استعراض أكثر من سياسة
البروفيسورة دونا هوفمان، المتخصصة في تحليل خطابات حالة الاتحاد، ترى أن ترمب يضفي على هذه المناسبة طابعًا أشبه بعروض تلفزيون الواقع، مما يجعلها غير متوقعة.
بينما تصف النائبة الديمقراطية السابقة شيري بوستوس أجواء ذلك الخطاب بقولها: «لقد كان مليئًا بالدراما... لم يكن أحد يتوقع ما سيقوله الرئيس. كان خطابًا لا مثيل له».
وعادةً ما يكون خطاب حالة الاتحاد فرصة للرؤساء لاستعراض إنجازاتهم، ومناقشة القضايا الاقتصادية والخارجية، مع طرح بعض المبادرات الجديدة. لكن ترمب، على عكس أسلافه، يفضل نهجًا أكثر استعراضية، حيث يركز على الإشادة بإنجازاته أكثر من تقديم مطالب للمشرعين.
مواجهة غير تقليدية
حتى قبل أن يبدأ ترمب خطابه في عام 2020، كانت الأجواء مشحونة. رئيسة مجلس النواب آنذاك، نانسي بيلوسي، مدّت يدها لمصافحته، لكنه تجاهلها. وردّ الجمهوريون بهتافات «أربع سنوات أخرى»، بينما كانت إجراءات عزله تخيم على المشهد.
ويقول ستيفن جروفز، نائب السكرتير الصحفي للبيت الأبيض آنذاك: «لم يكن ممكنًا فصل خطاب حالة الاتحاد عن السياق السياسي المحتدم الذي كان يحيط به».
لحظات مفاجئة
لطالما تضمنت خطابات الرؤساء تكريمًا لضيوف مميزين في مقصورة السيدة الأولى، لكن ترمب أدخل عنصر المفاجأة. ففي عام 2020، منح طالبة في الصف الرابع منحة دراسية على الهواء مباشرة، وكرّم المذيع المحافظ راش ليمبو، الذي كان مصابًا بسرطان الرئة في مراحله المتقدمة، بمنحه وسام الحرية الرئاسي وسط تصفيق الجمهوريين واستهجان الديمقراطيين.
ولم تتوقف اللحظات العاطفية هنا، فقد فاجأ ترمب زوجة أحد الجنود الأمريكيين بإعادة زوجها من مهمة خارجية، ما جعل القاعة تنفجر بالتصفيق في مشهد مؤثر صُمّم خصيصًا ليناسب الشاشة.
تكرار الأسلوب
في 2020، لم يكن ترمب الوحيد الذي خلق لحظة درامية، فبيلوسي قامت بتمزيق نسخة من خطابه أمام الكاميرات، مما أثار انقسامًا حادًا بين الجمهوريين والديمقراطيين.
لكن المشهد هذه المرة مختلف. سيكون خلف ترمب رئيس جمهوري لمجلس النواب، وسيدخل القاعة وهو في موقع أقوى، بعد فوزه بالانتخابات واستعادة حزبه السيطرة على الكونجرس.
ويرى جروفز أن ترمب لن يغير أسلوبه، متوقعًا أن يواصل نهجه التصادمي برسالة واضحة: «إما أن تنضموا إليّ أو تبتعدوا عن الطريق».
أما بوستوس فتقول إنها تتوقع المزيد من المفاجآت والخروج عن القواعد، مؤكدة: «مع ترمب، لا أحد يعلم ماذا سيحدث. لكنه بالتأكيد لن يكون مملًا».
عقبات محتملةهناك عدد من العقبات التي قد تواجه ترمب في خطابه الأول بعد عودته إلى البيت الأبيض تتعلق بالتحولات السياسية والاقتصادية في البلاد. أولاً، هناك الانقسامات العميقة بين الديمقراطيين والجمهوريين، والتي قد تؤثر على استجابة الكونغرس لخطابه، خاصة في ظل اختلاف الأولويات بين الطرفين. ثانيًا، استمرار تداعيات الاقتصاد قد تضعه في موقف حساس أمام الرأي العام، مما يفرض عليه تقديم حلول واضحة وفعّالة للمشاكل الاقتصادية والاجتماعية التي يعاني منها المواطنون. أخيرًا، تواجهه تحديات متعلقة بالتحقيقات القضائية والتوترات السياسية الداخلية، مما قد يعيق قدرته على الاستمرار في تقديم خطاب موحد وقوي أمام الشعب الأمريكي؛ خاصة بعد سلسلة من قرارته المثيرة للجدل.
معارضة شديدة
يواجه ترمب معارضة شديدة من بعض الأوساط السياسية بسبب قراراته الأخيرة، رخاصة في ما يتعلق بالسياسات الداخلية والخارجية. من أبرز هذه القرارات انسحابه من بعض الاتفاقيات الدولية المهمة، مثل الاتفاق النووي الإيراني، وكذلك نهجه الصارم تجاه قضايا الهجرة التي أثارت انتقادات من جماعات حقوق الإنسان. إضافة إلى ذلك، سياسة ترمب وقراراته الاقتصادية، مثل خفض الضرائب على الشركات الكبرى، كانت محل انتقاد من الديمقراطيين الذين يرون أنها تعزز الفوارق الاجتماعية وتضر بالفئات الضعيفة. هذه القرارات قد تسهم في تعزيز القلق لدى كثير من الأمريكيين بشأن مستقبل البلاد في ظل حكمه.
أسلوب ترمب في الخطابات:
1. استعراضي وغير تقليدي
يضيف طابع تلفزيون الواقع إلى خطاباته، مما يجعلها غير متوقعة ومليئة بالدراما.
2. إشادة بإنجازاته أكثر من تقديم خطط
يركز على استعراض ما يعتبره نجاحاته بدلًا من طرح مطالب واضحة للكونجرس.
3. استخدام الضيوف لتعزيز رسالتهيستغل حضور شخصيات مؤثرة لتوجيه رسائل سياسية أو إثارة العواطف.
4. خطاب مباشر وعاطفييعتمد على أسلوب بسيط وواضح يتحدث فيه مباشرة إلى الجمهور، مبتعدًا عن التعقيدات السياسية.
5. إثارة الجدل والمواجهاتلا يتردد في الهجوم على خصومه أو إثارة لحظات صدامية، كما فعل مع نانسي بيلوسي في 2020. 6. تحفيز قاعدته الجماهيريةيخاطب أنصاره بلغة شعبوية تحفّز مشاعر الوطنية والفخر.
7. عنصر المفاجأةيضيف لحظات غير متوقعة، مثل تكريم شخصيات أو إعلان قرارات مفاجئة أثناء الخطاب.
8. تبسيط القضايا المعقدةيتجنب التفاصيل الفنية، ويقدم رؤيته بلغة مباشرة يسهل فهمها من قبل الجمهور العام.
9. تحدي الأعراف الرئاسيةلا يلتزم دائمًا بالأسلوب التقليدي لخطابات الرؤساء، مما يجعل خطاباته مثيرة للجدل.
10. روح المواجهة والانتصار
يتبنى نبرة المنتصر حتى في الأوقات الصعبة، ويروج لفكرة التفوق الأمريكي تحت قيادته.