اضطرت طائرة شحن تابعة لشركة «فيديكس» للهبوط الاضطراري في مطار نيوارك ليبرتي الدولي بولاية نيوجيرسي، بعد اصطدامها بطائر أدى إلى اندلاع حريق في أحد محركاتها. ووقع الحادث عندما كانت الطائرة متجهة إلى إنديانابوليس، إلا أن الطاقم أعلن حالة الطوارئ وعاد إلى المطار بعد أن تسبب الاصطدام في تلف المحرك واشتعاله.
وأكدت هيئة الموانئ في نيويورك ونيوجيرسي عدم وقوع إصابات بين طاقم الطائرة المكون من ثلاثة أشخاص، مشيرة إلى أن الحريق اقتصر على المحرك. وأظهر تسجيل صوتي لمراقبة الحركة الجوية أن الطيار أبلغ بهدوء عن الحاجة إلى «الإغلاق الفوري بسبب احتمال اصطدامها بطائرة»، قبل أن يُسمع تعليق آخر يشير إلى أن «المحرك قد سقط من الجناح الأيمن».
تجنب الكوارث
وأغلقت السلطات المطار مؤقتًا كإجراء احترازي قبل استئناف العمليات بعد دقائق من الهبوط. من جهتها، أشادت شركة «فيديكس» باحترافية طياريها في التعامل مع الحادث، مؤكدة أن سرعة استجابتهم جنّبت وقوع كارثة.
ويأتي هذا الحادث ليؤكد التهديد المستمر الذي تشكله اصطدامات الطيور على سلامة الطيران، حيث أصبحت هذه الحوادث أكثر شيوعًا في السنوات الأخيرة. ووفقًا لإدارة الطيران الفيدرالية (FAA)، تم تسجيل أكثر من 19 ألف حادث اصطدام بين الطائرات والحياة البرية في 713 مطارًا أمريكيًا خلال عام 2023 وحده، مما يعكس تزايد المخاطر رغم التدابير الاحترازية.
وتُعد حوادث اصطدام الطيور بالطائرات أحد أكبر التحديات التي تواجه الطيران المدني، حيث تسببت في عدة كوارث جوية، كان أشهرها حادثة عام 2009 عندما أجبر الطيار تشيسلي «سولي» سولينبرجر على الهبوط الاضطراري في نهر هدسون بعد اصطدام طائر بمحرك طائرته.
أضرار كبيرة
ورغم أن معظم هذه الحوادث لا تؤدي إلى خسائر بشرية، إلا أنها تسببت في أضرار مادية كبيرة وأجبرت بعض الطائرات على الهبوط الاضطراري، كما حدث في نيوجيرسي. وأعلنت إدارة الطيران الفيدرالية أنها ستجري تحقيقًا لمعرفة تفاصيل الحادث، وسط مطالبات بتعزيز إجراءات الحماية في المطارات الأمريكية.
قلق متزايد
ويتزامن هذا الحادث مع تصاعد القلق بشأن سلامة الطيران في الولايات المتحدة، حيث شهدت أمريكا الشمالية أربع كوارث جوية كبرى خلال الأسابيع الماضية، أبرزها تحطم طائرة ركاب في ألاسكا في فبراير، مما أسفر عن مقتل عشرة أشخاص، بالإضافة إلى اصطدام مروحية تابعة للجيش بطائرة ركاب في مطار ناشيونال، مما أدى إلى مقتل 67 شخصًا.
وفي ظل تزايد المخاطر الجوية، تواجه شركات الطيران والهيئات التنظيمية تحديًا كبيرًا في الحد من تأثيرات الحياة البرية على حركة الطيران، وسط تساؤلات حول جدوى الإجراءات الحالية ومدى الحاجة إلى تعزيزها لتفادي المزيد من الحوادث.
حوادث سابقة
ورغم التدابير، لا تزال اصطدامات الطيور تُشكل تهديدًا حقيقيًا للطيران، ما يجعل تحسين إجراءات الوقاية أمرًا ضروريًا لحماية الركاب والطواقم الجوية
و تُعدّ من المخاطر الجوية الشائعة، وقد تسببت في عدة حوادث خطيرة على مر العقود. فيما يلي بعض أبرز الحوادث التي وقعت بسبب الطيور:
01. حادثة «معجزة نهر هدسون» (2009)
• التاريخ: 15 يناير 2009
• المكان: نيويورك، الولايات المتحدة
• الطائرة: إيرباص A320 – رحلة الخطوط الجوية الأمريكية (US Airways) رقم 1549
• التفاصيل: اصطدمت الطائرة بسرب من الإوز الكندي بعد وقت قصير من إقلاعها من مطار لاغوارديا، مما أدى إلى تعطل كلا المحركين. تمكن الطيار تشيسلي «سولي» سولينبرجر من الهبوط بالطائرة بأمان على سطح نهر هدسون، ونجا جميع الركاب الـ 155.
02.حادثة طائرة رايان إير في روما (2008)
• التاريخ: 10 نوفمبر 2008
• المكان: مطار روما تشامبينو، إيطاليا
• الطائرة: بوينغ 737-800
• التفاصيل: أثناء الهبوط، اصطدمت الطائرة بعدد كبير من الطيور، مما أدى إلى تلف شديد في المحركات وإطارات الهبوط. ورغم أن الطائرة تمكنت من الهبوط بسلام، إلا أن الحادث أدى إلى إصابات طفيفة بين الركاب وتضررت الطائرة بشكل كبير.
03. حادثة الخطوط الجوية الإثيوبية في جيبوتي (2012)
• التاريخ: 10 يناير 2012
• المكان: مطار جيبوتي الدولي
• الطائرة: بوينغ 737
• التفاصيل: اصطدمت الطائرة بسرب من الطيور أثناء الإقلاع، مما أدى إلى تعطل أحد المحركات. عاد الطيار إلى المطار بسلام، لكن الحادث كشف عن ضعف البنية التحتية لمواجهة مخاطر الطيور في بعض المطارات الأفريقية.
04.حادثة طائرة دلتا في نيويورك (2019)
• التاريخ: 19 أبريل 2019
• المكان: مطار جون إف كينيدي الدولي، نيويورك
• الطائرة: بوينغ 757
• التفاصيل: اصطدمت الطائرة بسرب من الطيور بعد وقت قصير من الإقلاع، مما تسبب في فقدان أحد المحركات القدرة على العمل. اضطر الطيارون إلى العودة للمطار والهبوط اضطراريًا، دون وقوع إصابات.
لماذا تُعدّ الطيور خطراً على الطائرات؟
يمكن أن يؤدي اصطدام الطيور بالمحركات إلى تعطلها، خاصة عند الاصطدام بأسراب كبيرة.
الزجاج الأمامي للطائرات قد يتعرض لأضرار جسيمة عند الاصطدام بطائر كبير، مما يؤثر على رؤية الطيارين.
يمكن أن تؤدي الاصطدامات إلى فقدان السيطرة على الطائرة، خاصة أثناء الإقلاع أو الهبوط.
إجراءات تقليل المخاطر:
استخدام أنظمة رادار متقدمة لرصد تحركات الطيور حول المطارات.
تسيير طائرات بدون طيار أو إطلاق أصوات مزعجة لإبعاد الطيور عن المدارج.
تحسين تصميم المحركات والزجاج الأمامي للطائرات لتحمل الاصطدامات.
وأكدت هيئة الموانئ في نيويورك ونيوجيرسي عدم وقوع إصابات بين طاقم الطائرة المكون من ثلاثة أشخاص، مشيرة إلى أن الحريق اقتصر على المحرك. وأظهر تسجيل صوتي لمراقبة الحركة الجوية أن الطيار أبلغ بهدوء عن الحاجة إلى «الإغلاق الفوري بسبب احتمال اصطدامها بطائرة»، قبل أن يُسمع تعليق آخر يشير إلى أن «المحرك قد سقط من الجناح الأيمن».
تجنب الكوارث
وأغلقت السلطات المطار مؤقتًا كإجراء احترازي قبل استئناف العمليات بعد دقائق من الهبوط. من جهتها، أشادت شركة «فيديكس» باحترافية طياريها في التعامل مع الحادث، مؤكدة أن سرعة استجابتهم جنّبت وقوع كارثة.
ويأتي هذا الحادث ليؤكد التهديد المستمر الذي تشكله اصطدامات الطيور على سلامة الطيران، حيث أصبحت هذه الحوادث أكثر شيوعًا في السنوات الأخيرة. ووفقًا لإدارة الطيران الفيدرالية (FAA)، تم تسجيل أكثر من 19 ألف حادث اصطدام بين الطائرات والحياة البرية في 713 مطارًا أمريكيًا خلال عام 2023 وحده، مما يعكس تزايد المخاطر رغم التدابير الاحترازية.
وتُعد حوادث اصطدام الطيور بالطائرات أحد أكبر التحديات التي تواجه الطيران المدني، حيث تسببت في عدة كوارث جوية، كان أشهرها حادثة عام 2009 عندما أجبر الطيار تشيسلي «سولي» سولينبرجر على الهبوط الاضطراري في نهر هدسون بعد اصطدام طائر بمحرك طائرته.
أضرار كبيرة
ورغم أن معظم هذه الحوادث لا تؤدي إلى خسائر بشرية، إلا أنها تسببت في أضرار مادية كبيرة وأجبرت بعض الطائرات على الهبوط الاضطراري، كما حدث في نيوجيرسي. وأعلنت إدارة الطيران الفيدرالية أنها ستجري تحقيقًا لمعرفة تفاصيل الحادث، وسط مطالبات بتعزيز إجراءات الحماية في المطارات الأمريكية.
قلق متزايد
ويتزامن هذا الحادث مع تصاعد القلق بشأن سلامة الطيران في الولايات المتحدة، حيث شهدت أمريكا الشمالية أربع كوارث جوية كبرى خلال الأسابيع الماضية، أبرزها تحطم طائرة ركاب في ألاسكا في فبراير، مما أسفر عن مقتل عشرة أشخاص، بالإضافة إلى اصطدام مروحية تابعة للجيش بطائرة ركاب في مطار ناشيونال، مما أدى إلى مقتل 67 شخصًا.
وفي ظل تزايد المخاطر الجوية، تواجه شركات الطيران والهيئات التنظيمية تحديًا كبيرًا في الحد من تأثيرات الحياة البرية على حركة الطيران، وسط تساؤلات حول جدوى الإجراءات الحالية ومدى الحاجة إلى تعزيزها لتفادي المزيد من الحوادث.
حوادث سابقة
ورغم التدابير، لا تزال اصطدامات الطيور تُشكل تهديدًا حقيقيًا للطيران، ما يجعل تحسين إجراءات الوقاية أمرًا ضروريًا لحماية الركاب والطواقم الجوية
و تُعدّ من المخاطر الجوية الشائعة، وقد تسببت في عدة حوادث خطيرة على مر العقود. فيما يلي بعض أبرز الحوادث التي وقعت بسبب الطيور:
01. حادثة «معجزة نهر هدسون» (2009)
• التاريخ: 15 يناير 2009
• المكان: نيويورك، الولايات المتحدة
• الطائرة: إيرباص A320 – رحلة الخطوط الجوية الأمريكية (US Airways) رقم 1549
• التفاصيل: اصطدمت الطائرة بسرب من الإوز الكندي بعد وقت قصير من إقلاعها من مطار لاغوارديا، مما أدى إلى تعطل كلا المحركين. تمكن الطيار تشيسلي «سولي» سولينبرجر من الهبوط بالطائرة بأمان على سطح نهر هدسون، ونجا جميع الركاب الـ 155.
02.حادثة طائرة رايان إير في روما (2008)
• التاريخ: 10 نوفمبر 2008
• المكان: مطار روما تشامبينو، إيطاليا
• الطائرة: بوينغ 737-800
• التفاصيل: أثناء الهبوط، اصطدمت الطائرة بعدد كبير من الطيور، مما أدى إلى تلف شديد في المحركات وإطارات الهبوط. ورغم أن الطائرة تمكنت من الهبوط بسلام، إلا أن الحادث أدى إلى إصابات طفيفة بين الركاب وتضررت الطائرة بشكل كبير.
03. حادثة الخطوط الجوية الإثيوبية في جيبوتي (2012)
• التاريخ: 10 يناير 2012
• المكان: مطار جيبوتي الدولي
• الطائرة: بوينغ 737
• التفاصيل: اصطدمت الطائرة بسرب من الطيور أثناء الإقلاع، مما أدى إلى تعطل أحد المحركات. عاد الطيار إلى المطار بسلام، لكن الحادث كشف عن ضعف البنية التحتية لمواجهة مخاطر الطيور في بعض المطارات الأفريقية.
04.حادثة طائرة دلتا في نيويورك (2019)
• التاريخ: 19 أبريل 2019
• المكان: مطار جون إف كينيدي الدولي، نيويورك
• الطائرة: بوينغ 757
• التفاصيل: اصطدمت الطائرة بسرب من الطيور بعد وقت قصير من الإقلاع، مما تسبب في فقدان أحد المحركات القدرة على العمل. اضطر الطيارون إلى العودة للمطار والهبوط اضطراريًا، دون وقوع إصابات.
لماذا تُعدّ الطيور خطراً على الطائرات؟
يمكن أن يؤدي اصطدام الطيور بالمحركات إلى تعطلها، خاصة عند الاصطدام بأسراب كبيرة.
الزجاج الأمامي للطائرات قد يتعرض لأضرار جسيمة عند الاصطدام بطائر كبير، مما يؤثر على رؤية الطيارين.
يمكن أن تؤدي الاصطدامات إلى فقدان السيطرة على الطائرة، خاصة أثناء الإقلاع أو الهبوط.
إجراءات تقليل المخاطر:
استخدام أنظمة رادار متقدمة لرصد تحركات الطيور حول المطارات.
تسيير طائرات بدون طيار أو إطلاق أصوات مزعجة لإبعاد الطيور عن المدارج.
تحسين تصميم المحركات والزجاج الأمامي للطائرات لتحمل الاصطدامات.