أبها: الوطن

أصدرت محكمة فيدرالية أمريكية قرارًا يمنع إدارة الرئيس دونالد ترمب من نقل ثلاثة مهاجرين فنزويليين محتجزين في نيو مكسيكو إلى قاعدة غوانتانامو البحرية بكوبا، في خطوة تأتي ضمن سياسة الإدارة المشددة تجاه ملف الهجرة.

أمر مؤقت

جاء القرار بعد دعوى قضائية رفعها مركز الحقوق الدستورية والاتحاد الأمريكي للحريات المدنية في نيو مكسيكو، ومركز لاس أمريكاس الاستشاري للمهاجرين، حيث طالب المحامون بإصدار أمر قضائي يمنع الترحيل، مؤكدين أن الحكومة لم تضمن للمحتجزين حقهم في الإجراءات القانونية أو التواصل مع محامين.

وأصدر القاضي كينيث جيه جونزاليس أمرًا مؤقتًا بوقف نقل المهاجرين، على الرغم من معارضة الحكومة، على أن تتم إعادة النظر في هذا القرار خلال الأسابيع المقبلة. وقالت جيسيكا فوسبرغ، محامية المحتجزين الثلاثة إن القرار يشكل خطوة أولى نحو ضمان حقوق موكليها، بينما لم يصدر تعليق رسمي من هيئة الجمارك والهجرة الأمريكية.

ثقب أسود

تُتهم إدارة ترمب بالسعي إلى استخدام جوانتانامو كـ«ثقب أسود قانوني» لاحتجاز المهاجرين وفقًا لجماعات حقوقية طالبت بالسماح للمحامين بالوصول إلى المعتقلين هناك. وفي حين أعلنت وزيرة الأمن الداخلي كريستي نويم هبوط طائرات تقل مهاجرين في القاعدة البحرية الأمريكية بكوبا، أكدت المتحدثة باسم البيت الأبيض، كارولين ليفات، أن أكثر من 8 آلاف شخص تم احتجازهم منذ بدء ولاية ترمب.

سجن خطير

يُعد سجن جوانتانامو، الواقع داخل القاعدة البحرية الأمريكية في خليج غوانتانامو بكوبا، واحدًا من أكثر السجون إثارة للجدل في العالم. وقد أنشأته الولايات المتحدة في 2002 في أعقاب هجمات 11 سبتمبر، بهدف احتجاز المشتبه بهم في قضايا الإرهاب خارج نطاق النظام القضائي الأمريكي، مما أثار انتقادات واسعة بسبب مزاعم التعذيب، والاحتجاز غير المحدود دون محاكمة. وعلى الرغم من مطالبات عديدة بإغلاقه، لا يزال السجن يضم عددًا من المعتقلين، ويُنظر إليه على أنه رمز لانتهاكات حقوق الإنسان في سياق «الحرب على الإرهاب».



ما هو هدف ترمب من إرسال المهاجرين إلى جوانتانامو؟

تشديد سياسة الهجرة:

جزء من حملته لترحيل ملايين المهاجرين غير الشرعيين، وفرض قيود صارمة على دخول اللاجئين.

استخدام جوانتانامو كمنشأة احتجاز:

الاستفادة من القاعدة البحرية كبديل لمراكز الاحتجاز داخل الولايات المتحدة، حيث تكون عمليات الاحتجاز أكثر عزلة وأقل خضوعا للرقابة القانونية.

ردع المهاجرين: إرسال رسالة قوية للمهاجرين غير الشرعيين بأن محاولتهم دخول الولايات المتحدة قد تؤدي إلى احتجازهم في ظروف صارمة.

الربط بين الهجرة والجريمة:

الترويج لفكرة أن بعض المهاجرين مرتبطون بجماعات إجرامية، مثل عصابة «ترين دي أراغوا» الفنزويلية، وبالتالي تبرير احتجازهم في منشآت أمنية مشددة.

كسب التأييد السياسي: تعزيز شعبيته بين الناخبين اليمينيين والمتشددين في ملف الهجرة من خلال تبني سياسات صارمة ضد المهاجرين غير الشرعيين.

تقليل الضغط على مراكز الاحتجاز داخل أمريكا:

استخدام جوانتانامو لتخفيف الاكتظاظ في مراكز الاحتجاز الأمريكية التي تواجه انتقادات بشأن ظروفها الإنسانية.