الوطن

أوضح المدير التنفيذي لشركة سيسكو السعودية سلمان فقيه في حوار أن "سيسكو" تركز على تلبية احتياجات عملائنا في عصر الذكاء الاصطناعي من خلال تطوير مراكز بيانات متوافقة مع الذكاء الاصطناعي، مؤكدا أن مشاركة الشركة في LEAP 2025 يظهر التزامها بالابتكار والتحول الرقمي في السعودية. كما تتماشى مشاركة "سيسكو" مع دعمها لأهداف رؤية السعودية 2030، فإلى نص الحوار:

ما هي أهم اتجاهات التكنولوجيا التي تتوقع أن تسود في عام 2025، وما هو الدور الذي يمكن أن تلعبه شركة سيسكو في قيادة هذه التحولات في المنطقة؟

من المتوقع أن يلعب الذكاء الاصطناعي دوراً محورياً خلال عام 2025، في تحديد شكل المستقبل عبر مختلف الصناعات، فضلاً عن التأثير على التقنيات الناشئة مثل البيانات الضخمة والروبوتات وإنترنت الأشياء، وإحداث ثورة في الأمن السيبراني وتقنيات الشبكات. ويظهر تأثير الذكاء الاصطناعي بشكل واضح في العديد من القطاعات مثل الرعاية الصحية والتمويل والتعليم، وقد أدى إلى تحسين الكفاءة وخفض التكاليف وتعزيز الدقة في هذه القطاعات.

ومع الإمكانات الهائلة للذكاء الاصطناعي، إلا أنه ينطوي على تحديات تتعلق بالبنية التحتية وجاهزية البيانات، مما يفرض تنفيذ استثمارات متواصلة مع استمرار استكشاف الشركات للإمكانات الكاملة لهذه التكنولوجيا. ومع ظهور تهديدات جديدة، لا سيما بسبب الذكاء الاصطناعي، فإن أهمية الأمن السيبراني ستزداد، مما يدفع المؤسسات إلى تبني استراتيجيات أمنية متقدمة، ويسلط الضوء على الحاجة إلى شبكات آمنة. وعلاوة على ذلك، يمكن لأدوات الذكاء الاصطناعي المساعدة في تقليل وقت تعطل الشبكة، وذلك من خلال تبسيط الإدارة والحد من الأخطاء البشرية.

ونحن في شركة سيسكو نركز على تلبية احتياجات عملائنا في عصر الذكاء الاصطناعي من خلال تطوير مراكز بيانات متوافقة مع الذكاء الاصطناعي، وأماكن عمل مجهزة جيداً بما يناسب احتياجات الغد، وتعزيز المرونة الرقمية. ونهدف إلى مساعدة عملائنا في المنطقة لإطلاق فرص نمو جديدة وتحسين الكفاءة. ونجمع من خلال الاستفادة من قدرات شبكتنا القوية، بين أعلى معايير الأمن والقدرة على المراقبة والتعاون لتقديم حلول شاملة تدمج الذكاء الاصطناعي في أدوات الشبكات والتعاون، مما يضمن اتصالاً سلساً ويعزز تجارب المستخدم.

أصبح مؤتمر ومعرض LEAP منصة رئيسية للابتكار التكنولوجي في المنطقة. هل تخبرنا المزيد عن مشاركة سيسكو وما الذي ستقدمه في نسخة هذا العام من المؤتمر؟

نحن سعداء جداً بالمشاركة في LEAP 2025 تحت شعار "سيسكو تربط وتحمي عصر الذكاء الاصطناعي". ويمثل المؤتمر منصة رئيسية لنا لإظهار التزامنا بالابتكار والتحول الرقمي في المملكة العربية السعودية. وتتماشى مشاركتنا هذه مع دعمنا لأهداف رؤية السعودية 2030، حيث سنعرض تقنيات تمكن المؤسسات من تعزيز كفاءتها وأمنها ومرونتها في عالم يزداد توجهاً نحو الرقمنة. وسيتمكن زوار جناحنا في المعرض من معرفة كيف تستخدم سيسكو القدرات المدعومة بالذكاء الاصطناعي عبر مجموعة منتجاتنا وخدمات العملاء الشاملة، بما في ذلك مراكز البيانات الجاهزة للذكاء الاصطناعي وحلول الأمن السيبراني القوية، إضافةً إلى المرونة الرقمية وتجهيز أماكن العمل تتناسب مع الاحتياجات المستقبلية.

ما مدى أهمية المملكة العربية السعودية كسوق بالنسبة لشركة سيسكو، وما هي الفرص المميزة التي تقدمها لكم؟

تعد المملكة العربية السعودية سوقاً رئيسياً لشركة سيسكو، حيث تقدر قيمة قطاع تكنولوجيا المعلومات والاتصالات فيها بأكثر من 40.9 مليار دولار أمريكي، وتحتل المملكة مرتبة متقدمة في مؤشرات تكنولوجيا المعلومات والاتصالات العالمية. وقد شاركت سيسكو لأكثر من 27 عاماً، بشكل فاعل في الرحلة الرقمية للمملكة، ومن خلال مبادرات مثل برنامج سيسكو للتسريع الرقمي وأكاديمية سيسكو للشبكات، نهدف لسد الفجوة الرقمية ودعم التنمية الاقتصادية. وقمنا في العام الماضي بتأسيس مكتب إقليمي في الرياض، وأطلقنا مراكز بيانات للأمن السحابي ومنصة التعاون Webex، بما يتيح لنا التوافق بشكل أكبر مع أهداف رؤية السعودية 2030، ويعزز التزامنا بالسوق السعودية المتنامية.

ونحن مهتمون جداً بتعزيز الشراكات بين القطاعين العام والخاص والتي تدفع عجلة الابتكار والتحول الرقمي عبر القطاعات. ويلعب برنامج سيسكو للتسريع الرقمي الذي تم إطلاقه في المملكة منذ عام 2016، دوراً محورياً في دعم رؤية السعودية 2030 وأجندة التحول الرقمي الوطنية، من خلال التركيز على الاقتصاد الرقمي والثورة الصناعية الرابعة والاستدامة. وقد نفذ البرنامج حتى الآن أكثر من 20 مشروعاً ذو تأثير وطني، منها مشاريع تم تنفيذها بالتعاون مع جامعة الملك عبد الله للعلوم والتقنية، والهيئة السعودية للبيانات والذكاء الاصطناعي "سدايا"، والمشاريع العملاقة تحت رؤية 2030.

ما هي الأولويات الاستراتيجية لشركة سيسكو في المملكة العربية السعودية لعام 2025؟

تركز أولوياتنا الاستراتيجية في المملكة العربية السعودية التي نتمتع بها بحضور قوي، على دعم أجندات التحول الرقمي لعملائنا من خلال تعزيز البنية التحتية لشبكاتهم، ومستويات الأمن السيبراني، وإعداد أماكن عملهم بما يناسب المستقبل.

ونهدف من خلال مواءمة جهودنا مع رؤية السعودية 2030، إلى تحفيز الابتكار وتعزيز النمو المستدام في المشهد التكنولوجي في المملكة. ويؤكد التقدم الكبير الذي أحرزته المملكة، بدعم وزارة الاتصالات وتقنية المعلومات، ومبادرات من قِبَل هيئة الاتصالات والفضاء والتقنية وهيئة الحكومة الرقمية والهيئة الوطنية للأمن السيبراني، على أهمية التعاون بين القطاعين العام والخاص. وتعد هذه الجهود التعاونية في غاية الأهمية للرحلة الرقمية في المملكة وضمان المرونة الاقتصادية والتنويع لا سيما وأننا نستعد لمستقبل قائم على التكنولوجيا.

كيف تسهم شركة سيسكو في تنمية القوى العاملة وتعزيز المهارات الرقمية وتمكين شركائها وعملائها من تحقيق أهدافهم الرقمية في المملكة؟

تلتزم شركة سيسكو بتعزيز وبناء قوة عاملة متنوعة وماهرة رقمياً في المملكة من خلال مبادرات مثل أكاديمية سيسكو للشبكات. وقد قامت الأكاديمية منذ إطلاقها في المملكة بتدريب أكثر من 400 أالف شخص 36% منهم من الإناث، مما يسلط الضوء على التزامنا بالشمول. ونحن نهدف من خلال تزويد المواهب المحلية بالمهارات الأساسية للعصر الرقمي، إلى المساعدة في بناء قوة عاملة قادرة وجاهزة لتلبية متطلبات السوق المتطورة.

وعلى سبيل المثال، يعزز تعاوننا مع جامعة الملك عبد الله للعلوم والتقنية جهودنا الرامية إلى تحسين المشهد التعليمي، ودعم الطلاب والموظفين الأكاديميين بحلول تكنولوجيا متقدمة. ولا تتوافق استثماراتنا هذه مع أهداف التحول الرقمي في المملكة فحسب، بل تساهم أيضاً في النمو الاقتصادي الرقمي والابتكار في المنطقة.