أبها: الوطن

امتنع الأمين العام لحلف شمال الأطلسي، مارك روته، عن الإجابة على أسئلة تتعلق بإمكانية انضمام أوكرانيا إلى التحالف العسكري، وأكد أن التركيز الحالي يجب أن ينصب على تعزيز موقف أوكرانيا في أي مفاوضات سلام مستقبلية مع روسيا، وذلك من خلال تكثيف إرسال الأسلحة إليها.

وجاءت تصريحاته قبيل اجتماع وزراء خارجية الحلف، وذلك بعد أيام من تصريح الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، الذي أشار إلى أن توسيع عضوية الناتو لتشمل الأراضي الواقعة تحت سيطرة كييف قد يسهم في إنهاء «المرحلة الساخنة» من الحرب المستمرة في أوكرانيا منذ قرابة ثلاث سنوات، والتي تشهد تصعيدًا من قبل القوات الروسية داخل الأراضي الأوكرانية.

موقف قوة

وقال روته «إن الجبهة لا تتحرك شرقًا بل تتحرك ببطء غربًا، لذا يتعين علينا أن نتأكد من أن أوكرانيا أصبحت في موقف قوة، ثم يتعين على الحكومة الأوكرانية أن تقرر الخطوات التالية فيما يتصل بفتح محادثات السلام وكيفية إجرائها».

وفي قمتهم، التي عقدت في واشنطن في يوليو، أصر زعماء الدول الأعضاء في حلف شمال الأطلسي البالغ عددها 32 دولة على أن أوكرانيا تسير على طريق «لا رجعة فيه» نحو العضوية، ولكن البعض، بقيادة الولايات المتحدة، ترددوا في المضي قدمًا في حين تستعر الحرب وقبل ترسيم حدود البلاد بوضوح، ويتعين على الدول الأعضاء في الحلف أن توافق بالإجماع على انضمام أوكرانيا إلى الحلف.



هجوم واسع

وتأسس حلف شمال الأطلسي على مبدأ أن أي هجوم على أي حليف ينبغي اعتباره هجومًا على الجميع، وقد حاول التحالف باستمرار تجنب الانجرار إلى حرب أوسع مع روسيا المسلحة نوويًا.

وقال زيلينسكي إنه بمجرد انتهاء الصراع المفتوح، فإن أي اقتراح للانضمام إلى حلف شمال الأطلسي يمكن أن يمتد إلى جميع أجزاء البلاد التي تقع تحت حدود معترف بها دوليًا.

وقال روته ردًا على سؤال من الصحافيين: «أود أن أقول إنه لا ينبغي لنا أن نجري كل هذه المناقشات خطوة بخطوة حول الشكل الذي قد تبدو عليه عملية السلام»، وأضاف أن الخطوة الأولى يجب أن تتمثل في «التأكد من أن أوكرانيا لديها ما تحتاجه للوصول إلى موقف القوة عندما تبدأ محادثات السلام».

وأكد المسؤولون الأوكرانيون أنهم لن يتسامحوا مع أي إجراءات نصفية أو حلول مؤقتة بشأن عضوية حلف شمال الأطلسي.

وأصدرت وزارة الخارجية الأوكرانية بيانًا شديد اللهجة قالت فيه إن أوكرانيا «لن تقبل بأي بدائل للعضوية الكاملة لأوكرانيا في حلف شمال الأطلسي»، مستشهدة بـ«تجربتها المريرة مع مذكرة بودابست».

وبموجب الاتفاق الدولي الذي تم توقيعه في العاصمة المجرية قبل 30 عامًا، وافقت أوكرانيا على التخلي عن أسلحتها النووية التي تعود إلى الحقبة السوفييتية، والتي كانت تشكل ثالث أكبر ترسانة نووية في العالم، مقابل ضمانات أمنية من روسيا والولايات المتحدة والمملكة المتحدة.



اتخاذ القرارات

ووصف بيان وزارة الخارجية اتفاق بودابست بأنه «رمز لقصر النظر في اتخاذ القرارات الأمنية الإستراتيجية».

وقالت الوزارة «نحن مقتنعون بأن الضمانة الحقيقية الوحيدة للأمن بالنسبة لأوكرانيا، فضلا عن كونها رادعًا لمزيد من العدوان الروسي ضد أوكرانيا والدول الأخرى، هي العضوية الكاملة لأوكرانيا في حلف شمال الأطلسي»، وفي مقر حلف شمال الأطلسي في بروكسل، أظهر وزير الخارجية الأوكراني أندري سيبيا للصحافيين نسخة من وثيقة بودابست.

وقال بالإنجليزية «إن هذه الوثيقة، هذه الورقة، فشلت في تأمين الأمن الأوكراني والأمن عبر الأطلسي؛ لذا يتعين علينا أن نتجنب تكرار مثل هذه الأخطاء».

وفي تعليقه على اجتماعه الأخير مع الرئيس الأمريكي المنتخب، دونالد ترامب، قال روته إنه أكد على أن الصين وكوريا الشمالية وإيران تدعم روسيا، وهو ما يعرض الولايات المتحدة ومنطقة آسيا والمحيط الهادئ للخطر.

وأضاف روته «عندما نتوصل إلى اتفاق بشأن أوكرانيا، يجب أن يكون اتفاقًا جيدًا، لأننا لا يمكن أن نحصل أبدًا على التصفيق لكيم جونج أون وشي جين بينج وأي شخص آخر»، مشيرًا إلى أن هذا من شأنه فقط تشجيع زعماء كوريا الشمالية والصين على تأييد استخدام القوة في أماكن أخرى.

وذكر رئيس الوزراء البريطاني، كير ستارمر، أن حلفاء أوكرانيا يجب أن «يفعلوا ما يلزم لدعم دفاعهم عن أنفسهم لأطول فترة ممكنة»، لكنه أقر بأن الحرب ستنتهي بالمفاوضات والتسوية المحتملة.

قائلا في خطاب ألقاه إن الحلفاء يجب أن «يضعوا أوكرانيا في أقوى موقف ممكن للمفاوضات حتى يتمكنوا من تأمين سلام عادل ودائم بشروطهم التي تضمن أمنهم واستقلالهم -وحقهم في اختيار مستقبلهم»



1. مبدأ تأسيس الناتو

- أي هجوم على أحد أعضاء الحلف يُعتبر هجومًا على الجميع، مع تجنب التصعيد مع روسيا النووية.

2. التصريحات

زيلينسكي

- بعد انتهاء الصراع تسعى أوكرانيا لعضوية الناتو، التي تشمل كامل أراضيها بحدود معترف بها دوليًا.

مارك روته

- التركيز على تزويد أوكرانيا بما تحتاجه لتعزيز موقفها التفاوضي في محادثات السلام.

- تجنب النقاشات المفصلة حاليًا حول عملية انضمام أوكرانيا للناتو.

- أي اتفاق حول أوكرانيا يجب أن يكون قويًا لتجنب تشجيع استخدام القوة من قبل الصين وكوريا الشمالية.

رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر

- دعم أوكرانيا في الدفاع عن نفسها أطول فترة ممكنة.

- الحرب ستنتهي بالتفاوض، مع ضرورة وضع أوكرانيا في أقوى موقف لتحقيق سلام عادل ودائم بشروطها.

3. موقف أوكرانيا

- ترفض الحلول المؤقتة أو أي بدائل عن العضوية الكاملة.

- تستشهد بخيبة الأمل من مذكرة بودابست التي فشلت في تأمين أمنها.