خالد بن عبدالرحمن آل دغيم

عادت بي الأيام مجدداً للطائف حاضنة الاصطياف الأولى ومدينة السياحة العريقة وديرة الورد والجبال والطبيعة الخلابة ، كنت عام 2001 على رأس شركة متخصصة في إدارة وتنظيم الفعاليات وهي الفترة التي تشرفنا خلالها بزيارة الأمير سلطان بن سلمان عند توليه مسئوليات هيئة السياحة، وأذكر اهتمامه - حفظه الله - بمقومات السياحة حيث كان له الدور الأبرز في دعمنا بقوله (سوف نعمل لتذليل الصعوبات التي تعترضكم في السياحة )وقد كان قولاً وفعلاً منه، فعندما نلتفت للماضي وموقع السياحة من اهتمامات المؤسسات الرسمية والأهلية ومن حياة الناس نجد أنها لا تعدو كونها تهيئة أماكن الرحلات وتجهيز المنتزهات بإشراف مباشر من البلديات. وأعود لأتمعن في حاضر المملكة العربية السعودية وأستعيد عبارة أمير منطقة عسير سابقاً الأمير خالد الفيصل مستشار خادم الحرمين أمير منطقة مكة المكرمة - حفظه الله - عندما كان يطلق مهرجان عسير تحت شعارات محفزه لأنشطة السياحة والتسويق في حيث يقول :

السياحة مصدر رزق .

لم تكن هذه العبارة مجرد قول عابر فهو رجل الفكر والتخطيط والنظر العميق. وبعد زيارتي للطائف خلال اليومين الماضيين بناء على دعوة كريمة من محافظة الطائف لتوقيع شراكة بين جمعية الإعلام السياحي ومبادرة الطائف 94، رصدت نشاطاً منقطع النظير لشباب وفتيات الوطن وهم يديرون الأنشطة والفعاليات بكل همة واقتدار، تذكرت عبارة الأمير خالد الفيصل الذي كان يستشرف هذه اللحظة ويعيشها فكراً وتخطيطاً وبعد نظر، حيث أصبحت السياحة صناعة ومهارة ومصدر رزق لأبناء الوطن ، فمجالات العمل تعددت ومصادر الدخل تهيأت وفرص العمل توسعت، لنجد ابناءنا وبناتنا في كل مجال وفي كل نشاط يؤدون أدواراً غاية في الأهمية وبعزيمة لا تعرف الكلل وبهمة لا تنثني .

وهنا أسجل خالص التقدير والاحترام لمحافظ الطائف الأمير سعود بن نهار مهندس تخطيط المدن والتنمية الحضرية، وهذا مايلمسه الجميع من خلال التحول في مفاهيم السياحة بخبرات منقطعة النظير وفي مبادرة الطائف 94 بالذات، حيث تعتبر من أكبر المبادرات لطائف المستقبل .

كما اسجل شكري لفريق المبادرة الذين منحونا فرصة مشاركة أبناء الطائف والوقوف معهم على حصاد السياحة الذي بلغ في الابداع مبلغاً لم يكن ليكون لولا الهمم والعزائم التي لا تنثني ولا تمل .

وختاماً؛ اكتمل عقد السياحة في الطائف بين الطبيعة والثقافة والتاريخ واحتل " الإنسان الطايفي" مكانة متقدمة في العمل السياحي، واتجه نحوه بقناعة، واصبح الوعي السياحي جزء من ثقافة افراد المجتمع، وهذا هو النجاح الحقيقي لأن العنصر البشري أغلى مايملك الوطن وهو محور اهتمام رؤية 2030. وبأذن الله القادم أحلى وأحلى.