الموسيقى هذا الفن العابر للحدود والزمن والتي تحمل في طياتها التجربة الجمالية العميقة باعتبارها شكل مستقل بذاته له تأثير كبير ، ويرسم العديد من الصور التي تتجانس مع تقلبات العقل البشري وتتفاعل معه في شتى مساراته المتشعبة ، وهي تسير بسرعة كبيرة تأتي وتهرب بسرعة البرق ، بالكاد امسكتها اليوم لتكون مدار الحديث في مقالي هذا لتجيب عن سؤالي المعقد بعض الشيء ، هل جمالك احساس أم مفهوم معرفي ؟.
سؤالي هذا فيه ربط عميق بين الفلسفة والجمالية وقد خاض في مضماره العديد من الفلاسفة على مد العصور ، فمنهم من ركز على التجربة الحسية الفورية التي تولدها الموسيقى واخر رأى في الموسيقى بنية معرفية تحتاج الى التأمل والتحليل المستمر ، ومن اكثر الافكار شيوعا حول هذه الجدلية هو ان الموسيقى ترتبط مباشرة بالإحساس وتعمل وسيط ناقل الى عوالم اخرى من خلال التأثيرات الفورية على مشاعرنا نحن المساكين ، فالجمال المنبثق بانسيابية عالية لا ينتمي الى العمل الموسيقي بحد ذاته بل الى الانطباع الذي يتركه في ذهن المتلقي رجل كان ام انثى طفلا كان ام كهل.
تعد الموسيقى محفزا فعالا لتحريك المشاعر المختلفة فهي صديقة الكل ، تارة تراها تسير مع الحزن ومرة تجلس برفقة الحنين وتارة اخرى تهرول مع الفرح وفي احيان اخرى متوترة حالها مثل حالك ، وان هَدَئت قليلا تجدنا هادئين نتمايل بالرؤوس ، الا تجدون ان كل هذا يحتاج تفسيرا معرفيا .
يلعب الحس الموسيقي البشري دورا فعالا مهما في هذه المسألة ، فالإيقاع والنغمة هما الاساس في بناء تجربة جمالية ، وعلماء النفس اكدوا ان المخ البشري يستجيب للإيقاعات بطريقة فطرية طبيعية ، وتؤدي هذه الانماط الصوتية المتكررة الى افراز ( الدوبامين ) المعزز للتجربة الحسية ويعطيك خيار التحديد ان كان هذا النمط جميلا ام مزعجا بصورة فورية.
وفي العودة الى اصل السؤال فان الجمال ليس احساسا لحظيا بل هو تجربة معرفية تستند الى قدرات العقل على التنظيم والربط بين العناصر المختلفة ، لهذا نجد الجمال الفني يتطلب تفكيرا تأمليا حيث يتمكن بنو البشر من انجاز عمل موسيقي من خلال انسجامهم الداخلي وشكله العام .
البعض ذهب للربط بين الموسيقى والروح البشرية وانها ليست مجرد احساس بل هي وسيلة معرفية تساعد الانسان على الوصول الى الحقيقة والانسجام النفسي ، وان الموسيقى تقسم الى نوعين احدهما يخاطب الحواس مباشرة واخرى تخاطب العقل والروح من خلال بنيتها ونظامها ، بل ذهبوا الى ابعد من ذلك واعتبروها قادرة على اثارة الفكر واثارة المشاعر في آن واحد وان التأمل العميق في الموسيقى يؤدي الى تهذيب النفس .
لا اعتقد ان هناك امكانية الى فصل الاحساس عن المعرفة في الموسيقى واجزم ان التجربة الجمالية تمزج بين الاثنين ، فان جمعنا الايقاع والنغمة لبناء تجربة جمالية معينة يبدأ العقل في تحليل هذه البنية مكونا بعدا جماليا يجمع الموسيقى من جهة والعاطفة والتفكير من جهة اخرى ، بحد ذاتها فان هذه اشكالية تختلف فيها الآراء ، السؤال مطروح لك ، هل تعتقد ان الجمال الموسيقي شيئ موضوعي يمكن الاتفاق عليه أم انه مجرد تجارب ذاتية تختلف بين الافراد ؟ وفي حال انك استمعت لشيء من الموسيقى هل سيكون الجمال ( ذاتيا ) ام ( موضوعيا ) فان كان ذاتيا فانك قررت أن تكون تجربتك هذه مختلفة بين الافراد بناءا على مشاعرهم، أما إذا كنت موضوعيا فلا بد انك انتبهت إلى المعيار العالمي المستخدم لتحديد ما إذا كان العمل الموسيقي جميلا من عدمه ، وإن كنت لست من هذا وذاك فأنت تتفق مع الاجماع الذوقي غير الخاضع للمعايير الذوقية .
اأم اخبركم أن الموضوع معقد، ورغم كل هذا التعقيد فالموسيقى مرآة متعددة الابعاد، وهي واحدة من أهم واغنى الفنون. لكن لا يزال السؤال محيرا هل الجمال في عيوننا وأذاننا ، أم الجمال في عقولنا التي تحلل وتفهم ؟ .
سؤالي هذا فيه ربط عميق بين الفلسفة والجمالية وقد خاض في مضماره العديد من الفلاسفة على مد العصور ، فمنهم من ركز على التجربة الحسية الفورية التي تولدها الموسيقى واخر رأى في الموسيقى بنية معرفية تحتاج الى التأمل والتحليل المستمر ، ومن اكثر الافكار شيوعا حول هذه الجدلية هو ان الموسيقى ترتبط مباشرة بالإحساس وتعمل وسيط ناقل الى عوالم اخرى من خلال التأثيرات الفورية على مشاعرنا نحن المساكين ، فالجمال المنبثق بانسيابية عالية لا ينتمي الى العمل الموسيقي بحد ذاته بل الى الانطباع الذي يتركه في ذهن المتلقي رجل كان ام انثى طفلا كان ام كهل.
تعد الموسيقى محفزا فعالا لتحريك المشاعر المختلفة فهي صديقة الكل ، تارة تراها تسير مع الحزن ومرة تجلس برفقة الحنين وتارة اخرى تهرول مع الفرح وفي احيان اخرى متوترة حالها مثل حالك ، وان هَدَئت قليلا تجدنا هادئين نتمايل بالرؤوس ، الا تجدون ان كل هذا يحتاج تفسيرا معرفيا .
يلعب الحس الموسيقي البشري دورا فعالا مهما في هذه المسألة ، فالإيقاع والنغمة هما الاساس في بناء تجربة جمالية ، وعلماء النفس اكدوا ان المخ البشري يستجيب للإيقاعات بطريقة فطرية طبيعية ، وتؤدي هذه الانماط الصوتية المتكررة الى افراز ( الدوبامين ) المعزز للتجربة الحسية ويعطيك خيار التحديد ان كان هذا النمط جميلا ام مزعجا بصورة فورية.
وفي العودة الى اصل السؤال فان الجمال ليس احساسا لحظيا بل هو تجربة معرفية تستند الى قدرات العقل على التنظيم والربط بين العناصر المختلفة ، لهذا نجد الجمال الفني يتطلب تفكيرا تأمليا حيث يتمكن بنو البشر من انجاز عمل موسيقي من خلال انسجامهم الداخلي وشكله العام .
البعض ذهب للربط بين الموسيقى والروح البشرية وانها ليست مجرد احساس بل هي وسيلة معرفية تساعد الانسان على الوصول الى الحقيقة والانسجام النفسي ، وان الموسيقى تقسم الى نوعين احدهما يخاطب الحواس مباشرة واخرى تخاطب العقل والروح من خلال بنيتها ونظامها ، بل ذهبوا الى ابعد من ذلك واعتبروها قادرة على اثارة الفكر واثارة المشاعر في آن واحد وان التأمل العميق في الموسيقى يؤدي الى تهذيب النفس .
لا اعتقد ان هناك امكانية الى فصل الاحساس عن المعرفة في الموسيقى واجزم ان التجربة الجمالية تمزج بين الاثنين ، فان جمعنا الايقاع والنغمة لبناء تجربة جمالية معينة يبدأ العقل في تحليل هذه البنية مكونا بعدا جماليا يجمع الموسيقى من جهة والعاطفة والتفكير من جهة اخرى ، بحد ذاتها فان هذه اشكالية تختلف فيها الآراء ، السؤال مطروح لك ، هل تعتقد ان الجمال الموسيقي شيئ موضوعي يمكن الاتفاق عليه أم انه مجرد تجارب ذاتية تختلف بين الافراد ؟ وفي حال انك استمعت لشيء من الموسيقى هل سيكون الجمال ( ذاتيا ) ام ( موضوعيا ) فان كان ذاتيا فانك قررت أن تكون تجربتك هذه مختلفة بين الافراد بناءا على مشاعرهم، أما إذا كنت موضوعيا فلا بد انك انتبهت إلى المعيار العالمي المستخدم لتحديد ما إذا كان العمل الموسيقي جميلا من عدمه ، وإن كنت لست من هذا وذاك فأنت تتفق مع الاجماع الذوقي غير الخاضع للمعايير الذوقية .
اأم اخبركم أن الموضوع معقد، ورغم كل هذا التعقيد فالموسيقى مرآة متعددة الابعاد، وهي واحدة من أهم واغنى الفنون. لكن لا يزال السؤال محيرا هل الجمال في عيوننا وأذاننا ، أم الجمال في عقولنا التي تحلل وتفهم ؟ .