أبها: الوطن

بعد فوز دونالد ترمب في الانتخابات الرئاسية لعام 2024، ازدادت المخاوف بشأن أمن ونزاهة العملية الانتخابية وسط تهديدات إلكترونية متصاعدة تستهدف التأثير على النتائج وثقة الناخبين. تشمل هذه التهديدات هجمات سيبرانية من جهات دولية ومحلية، تهدف للتلاعب بالمعلومات وبث الشائعات، بل وحتى التأثير في مسار الانتخابات.

حيث كشف تقرير حديث من مختبرات «فورتي جارد» التابعة لشركة فورتينت عن وجود نطاقات خبيثة تتنكر بصفة مرشحين، مسلطًا الضوء على المخاطر التي تواجه الكيانات الأمريكية وعملية الانتخابات خلال عام 2024. مواقع وهمية وكشف التقرير عن تسجيل أكثر من 1000 نطاق وهمي جديد يحمل محتوى انتخابيًا منذ بداية عام 2024، يستهدف خداع الناخبين مستغلًا الاهتمام المتزايد بالانتخابات لتنفيذ أنشطة ضارة، وحذر التقرير من خطر تسريب البيانات الشخصية، إذ تُعرض مليارات السجلات الأمريكية، بما في ذلك أرقام الضمان الاجتماعي والمعلومات الشخصية وكلمات المرور، للبيع على منصات السوق السوداء، مما يجعلها عرضة للتضليل والاحتيال واختراق الحسابات.

الذكاء الاصطناعي

ويعد أحد التهديدات الرئيسية يتمثل في استخدام الذكاء الاصطناعي لإنشاء محتوى مضلل، مثل التزييف العميق (Deepfakes)، الذي يُصمم لجعل الأخبار الكاذبة والمعلومات المضللة تبدو أكثر واقعية، بهدف إرباك الناخبين أو تشويه سمعة المرشحين. كذلك، تُستخدم منصات الإنترنت لنشر رسائل زائفة ومضللة بشأن قضايا سياسية حساسة، مما يزيد من الانقسام الاجتماعي.

كما تواجه الحكومة الأمريكية تصاعدًا في هجمات برامج الفدية (Ransomware) على الوكالات الحكومية، والتي قد تؤدي إلى تعطيل البنية التحتية الأساسية المرتبطة بالانتخابات. وأظهرت تقارير مثل تلك الصادرة عن Fortinet أن الهجمات السيبرانية الحكومية ارتفعت بنسبة 28% مقارنةً بالعام الماضي، ما يزيد المخاوف من تأثيرها على سير الانتخابات وأمن المعلومات.

لذا تسعى الحكومة الأمريكية وشركات الأمن السيبراني لاحتواء هذه التهديدات، من خلال تعزيز أنظمة الحماية وزيادة وعي الجمهور حول أساليب الخداع الإلكتروني، إلا أن النمو السريع للتهديدات التكنولوجية يشكل تحديًا مستمرًا للجهات المسؤولة عن حماية نزاهة العملية الانتخابية.

شبكة مظلمة

وأظهرت التحليلات أن نحو 3% من المنشورات على «الدارك ويب» تحتوي على بيانات حساسة تخص كيانات تجارية وحكومية أمريكية، في الوقت نفسه، شهدت الهجمات الإلكترونية على المؤسسات الحكومية الأمريكية نموًا ملحوظًا، إذ ارتفعت هجمات الفدية بنسبة 28% خلال عام 2024 مقارنة بالعام الماضي، مما جعل «الدارك ويب» بؤرة رئيسية للتهديدات السيبرانية ضد الولايات المتحدة، حيث تتبادل الجماعات المعادية المعلومات وتتعاون لتطوير أساليب جديدة لاستغلال الثغرات الأمنية، مما يجعل البيانات الحساسة، خصوصًا مع اقتراب الانتخابات، هدفًا مغريًا للمهاجمين.

وفي هذا السياق، صرح السيد ديرك مانكي، كبير الاستراتيجيين الأمنيين ونائب رئيس الاستخبارات العالمية للتهديدات في فورتينت، قائلاً: «إنه يستلزم فهمًا معمقًا للتهديدات الإلكترونية التي قد تؤثر على نزاهة وموثوقية العملية الانتخابية وسلامة المواطنين المشاركين فيها، فالجهات المدعومة من الدول ومجموعات الهاكتيفيزم الإلكترونية تكثف أنشطتها قبل الأحداث الكبرى مثل الانتخابات، مما يتطلب يقظة مستمرة وتحليلًا دقيقًا للتهديدات المحتملة ونقاط الضعف لحماية العملية الانتخابية من أي محاولات تدخل إلكتروني». حتى لايتم التشكيك بعد صدور النتائج والتي أعلنت فوز ترمب.



خداع الناخبين

ورصد فريق «فورتي جارد» عروضًا لبيع أدوات تصيّد إحتيالي بقيمة 1260 دولارًا لكل مجموعة، مصممة لانتحال صفة مرشحي الرئاسة بهدف سرقة المعلومات الشخصية للناخبين وتفاصيل بطاقات الائتمان المستخدمة في التبرعات، ومن بين أكثر من 1000 نطاق جديد يحمل مصطلحات انتخابية وأسماء شخصيات سياسية بارزة، تتضمن بعضها مواقع احتيالية تجمع تبرعات مثل secure[.]actsblues[.]com الذي يحاكي الموقع الشرعي ActBlue، وهو منصة تبرعات غير ربحية.

وبيّن التقرير أن مزودي استضافة الإنترنت الأكثر استخدامًا لهذه المواقع هما AMAZON-02 وCLOUDFLARENET، حيث تستغل جهات التهديد هذه المنصات لتعزيز مصداقية نطاقاتها الضارة، كما نوهت التحليلات إلى أن عددًا كبيرًا من هذه النطاقات يتركز في عناوين IP محدودة، مما يعكس نهجًا مركزيًا تتبعه هذه الجهات لإدارة الحملات الضارة.

مخاطر متصاعدة

كما أشار التقرير إلى وجود قواعد بيانات على «الدارك ويب» تحتوي على معلومات حساسة، تشمل هذه البيانات أكثر من 1.3 مليار مجموعة تتضمن بيانات تسجيل الدخول مثل أسماء المستخدمين، وعناوين البريد الإلكتروني، وكلمات المرور، وغيرها، والتي يستخدمها المجرمون للوصول غير المصرح به إلى الحسابات، مما يمثل تهديدًا لنزاهة الانتخابات، بالإضافة إلى ذلك، هناك نحو 300 ألف صف لبيانات بطاقات الائتمان، مما يزيد من احتمالات تنفيذ عمليات احتيال مالي ضد الناخبين والعاملين في الانتخابات.

وأوضح التقرير أن هناك أكثر من 2 مليار صف من بيانات المستخدمين المتاحة على هذه المواقع، مما يزيد من خطر سرقة الهوية وهجمات التصيد الاحتيالي، ولفتت التقديرات إلى أن 10 % من المنشورات على الدارك ويب مرتبطة بأرقام الضمان الاجتماعي، ما يشكل تهديدًا إضافيًا لأمن البيانات الشخصية.

تدابير أمنية

وتُعد تدابير الأمن السيبراني ضرورية لحماية انتخابات الرئاسة الأمريكية لعام 2024، حيث يمكن أن يساعد اتباع أفضل الممارسات الأمنية في منع وتقليل تأثير الحوادث السيبرانية، وتوصي «فورتينت» المواطنين وقادة الأعمال بالانتباه الدائم ومراقبة أي نشاط مشبوه قبل الأحداث المهمة، مع إعطاء الأولوية للأمن السيبراني، وتدريب الموظفين على الوعي بالمخاطر السيبرانية، علاوة على ذلك، يجب تطبيق سياسة التحقق متعدد العوامل، واستخدام كلمات مرور قوية، وتثبيت حلول حماية نقاط النهاية، بالإضافة إلى تحديث أنظمة التشغيل وخوادم الويب بانتظام لضمان حماية فعالة من التهديدات.



تعزيز الأمن السيبراني أمر حتمي لحماية الانتخابات عبر

توصيات تشمل مراقبة النشاط المشبوه

تدريب الموظفين على التهديدات السيبرانية

تفعيل التحقق متعدد العوامل

استخدام كلمات مرور قوية

تحديث الأنظمة بشكل دوري لضمان الحماية الفعالة من التهديدات