الأحساء: عدنان الغزال

تكريمًا للتشكيلي السعودي الراحل، محمد الصندل -رحمه الله-، بعد 13 عامًا من وفاته، انطلقت فعاليات معرض دار نورة الموسى السنوي بالأحساء في نسخته الثانية، بتخصيص ركن في المعرض، يضم مجموعة من أعماله، وسيرته الفنية في المدرسة الواقعية، ومرت سيرته التشكيلية بعدة تجارب، التي من بينها: الحياة الاجتماعية، والطبيعة، والأسواق والواحة الزراعية، ورصد بعض المظاهر الاجتماعية في المحيط الأحسائي القديم كليلة الحناء، وحياة الفلاح، والنساء بأزيائهن التقليدية، وبعض أركان المنزل الأحسائي القديم، وطريقة الري القديمة، بالإضافة إلى بعض المهن والحرف الشعبية.

40 عامًا

استطاعت أسرة الراحل الصندل، الحفاظ على جودة اللوحات، وتجاوز أعمار بعضها الـ40 عامًا، بالإضافة إلى طباعة نسخ من لوحات الراحل، وطرحها للاقتناء من المهتمين والمتخصصين، مع إبداء اسرته استعدادهم في المشاركة باللوحات في المحافل والمناسبات المختلفة، مستقبلا حتى تكون لوحات الراحل حاضرة في الفعاليات التشكيلية والثقافية داخل المملكة وخارجها.

الخبرة والدراية

الصندل من مواليد الأحساء في 1364، وعمل في المجال التشكيلي في السبعينيات الميلادية، ومن بين أقواله «قبل وفاته: «المواصلة والاستمرار في البحث والتجريب مع الاطلاع على المعارض واستشارة من لهم الخبرة والدراية في الفن التشكيلي ذلك كفيل بالوصول إلى مستوى أفضل في الفن التشكيلي».

المواهب الفنية

بدوره، أبان مدير فرع جمعية الثقافة والفنون في الأحساء، يوسف الخميس، أنه عمل مع الراحل الصندل في الجمعية، في بدايات تأسيس الجمعية، وكان الصندل معلمًا في مدرسة النجاح الابتدائية في الهفوف، وتعلم منه حب الألوان وخصائصها، وتمازجها، وكيفية استخدامها، وهو واحد من الشخصيات البارزة، التي سعت في تأسيس الجمعية العربية السعودية للثقافة والفنون، ومن التشكيليين الذين اهتموا بهذا المجال، وساهموا بتطويره، وإبرازه في الأحساء من خلال المشاركة في المعارض الفنية والملتقيات، والإشراف وتنظيم الدورات وورش التدريب، لخبرته وحبه وميوله الفنية، وتولى رئاسة لجنة الفنون التشكيلية بجمعية الثقافة والفنون منذ التأسيس في عام 1392 حتى عام 1433، وأسس مرسم نادي الجيل بالأحساء منذ سنوات طويلة، وكان الراحل له تأثير ودور مهم في دعم وتشجيع الرسامين وأصحاب المواهب الفنية، وأسهم في إعداد وتصميم اللوحات التعريفية والكتيبات وشعارات المناسبات، وديكورات بعض المسرحيات والحفلات الغنائية، وفن المكياج للشخوص التمثيلية، وقال الناقد التشكيلي عبدالرحمن السليمان: «كان الصندل اسمًا أصيلًا في مسار الحركة الفنية في المملكة، وأحد المتميزين فيها بعلاقته بمحيطه الأحسائي ومجتمعه وناسه».