منصور الضبعان

(1)

التواصل بين الذكور والإناث في هذا العالم - داخل أي إطار - لا يمكن أن يصل إلى درجة التفاهم والتجانس والتوافق، هذا أمر مستحيل!، لذا فثنائية «الحب والتفاهم» بين الزوجين، التي يحلم بها الذكور، وتتوهمها الإناث، أمر غير مهم بالعلاقة بين طرفين، لا يمكن لعاقل أن يضع «الحب والتفاهم» ضمن أركان الحياة الزوجية «المستقرة».

(2)

«السعادة» وهمٌ تحت السماء السابعة، لذا دعونا نتحدث عن استقرار الحياة الزوجية لا «السعادة»، الحياة الزوجية تقوم على ثنائية «العقل والرحمة»، فالعقل ركن رئيس في استقرار المنزل، يجعل الطرفين يرتبان أولوياتهما، ويحجّمان مشاكلهما، ويتنازلان لرضا بعضيهما، ويقدران كيان الأسرة، وهذا ما يصنعه العقل، وتعززه الرحمة، لدرجة أن «طرف» قد لا يشعر بـ«التفاهم» ولكن يغلّب «الفهم».

(3)

برامج الواقع التي تجمع الذكور بالإناث في منزل واحد، وعلى كل فرد البحث عن الطرف الأقرب لشخصيته، وقلبه، في مشروع لا تخفى أهدافه على «نحرير» ألمعي، هذه البرامج تعزز - بصفاقة يعز نظيرها - ثنائية «الحب والتفاهم» الواهمة.

(4)

برامج الواقع اللاهثة خلف المال على حساب «المجتمع»، والتي تروّج للعلاقات الحرة بين الذكور والإناث، يتم دعمها بـ«بروباجندا» عالية، وتحليل يومي للأحداث السخيفة عبر «السوشيال ميديا»، في إطار الدعم المشبوه و«دغدغة» مشاعر المراهقين، وأحلام المراهقات.

(5)

لا توجد برامج واقع للعلم، للمعرفة، للقراءة، للتقنية، للمستقبل، يوجد فقط أجساد عارية، وملابس غريبة، وكؤوس مكسورة، وتمثيليات فاشلة، ومشاجرات مفتعلة، وحب كاذب، وإملاءات خبيثة.

(6)

الهدف الاقتصادي المال، والهدف الإستراتيجي ضرب المجتمعات المحافظة، ونظام الأسرة، «الليبرالية الشرسة» قد ضاقت ذرعا بالسياسات التدريجية البطيئة للتخلص من ضوابط الدين، والأسرة، والتقاليد، فطفقت تصنع القدوات التافهة، وتمرر الأفكار السامة، لتشجيع الشباب على عقد العلاقات المفتوحة، والتحرر من المبادئ القديمة كالشرف، والغيرة، والزواج.