وصلني بعض النقد على مقالي الأخير الذي يحكي عن الواجب الأخلاقي تجاه أعداء الوطن «المرجفين» الذين يسعون دائمًا إلى زعزعة استقرار المجتمع. قال البعض إن محتوى المقال يحمل الكثير من «التطبيل». فسألت أحدهم: ما هو التطبيل الذي تقصده؟ فأجابني بأن التطبيل هو المبالغة في حب الوطن. لا أتفق معه بهذا التعريف، فإن «التطبيل» عرفًا هو المبالغة في مديح شخص/مسؤول دون وجه حق. خصوصًا إذا كان ذلك المسؤول لا يستحق كل هذا الثناء. أما حب الوطن، مهما بلغ من العاطفة العميقة الجياشة فإنه ليس تطبيلًا. المبالغة في حب الوطن فضيلة سامية وغاية وجودية متجذرة في كيان الإنسان. حب الوطن هو العلاقة الوجودية التي تربط الإنسان بالأرض التي عمّرها وسكن فيها واستؤمن عليها من أجداده.
لقد ورثت هذا الحب العميق للوطن من «أمي» التي زرعت هذا الحب في عروقي. كانت تردد لي دائمًا: «يا ولدي، حب الوطن عبادة ووفاء». شدني الوصف والتعبير والعمق المتأصل في مفرداتها عن أرضنا ودولتنا، وكيف أنها جعلت حب الوطن ركنًا من أركان الإيمان، وغاية ترضي الإله الحكيم. وأننا مدينون بالوفاء وممتنون لمؤسسي هذا البلد المبارك وحكامه العظماء، وحان رد الجميل لهم بالحب والعمل. ارتبطت لديها العبادة والوفاء في حب الوطن، وهذا يوحي لنا بأن حب الوطن لديها مبني على العمل ورد الجميل. هناك دَين على رقابنا تجاه أجدادنا، والوفاء بهذا الدَين يكون بالعمل على حماية هذه الأرض التي ضحوا بأعمارهم من أجل عمارتها.
يصبح حب الوطن في مقولة أمي «مسؤولية أخلاقية» متوارثة عبر الأجيال، ويجب أن يعي ذلك كل من ينتمي لهذه الأرض. حيث إن مسؤولية الحفاظ على الإرث واجب أخلاقي فضيل، وليس تطبيلًا. يجب أن نفرق بين الأمرين حتى لا نقع في خطاب الإرجاف الصحوي الذي صنع هذه الفجوة بين المواطن والوطن. كان الخطاب الصحوي السابق لا يعترف بالوطن، وإنما يعترف فقط بالأمة. لذلك، نجد كثيرًا من المتأثرين بذلك الخطاب ما زالوا مشوشين في قضية حب الوطن. بعضهم ينتمي إلى قضية خارج حدود وطنه أكثر من انتمائه لقضايا وطنه، ويعتبر ذلك فضيلة بحسب المعيار الذي ترسخ في تفكيره من أثر الخطابات السابقة المشوهة لمفهوم الوطن.
حب الوطن جزء لا يتجزأ من جوهر الدين، الذي يحث على مصلحة المجتمع والحفاظ على الأرض والمال والعرض كعقيدة كبرى في قلب المؤمن. نرى في العديد من دول العالم الحديث انحصارًا لمفهوم الوطن. أصبح كثير من الغرب يرى الوطن كـ«شركة» تؤمن له غذاءه ومأواه وهو في المقابل يدفع لها الضرائب فحسب، ولا يحمل للوطن أكثر من ذلك. هذه العلاقة النفعية بالأرض خلل كبير في كثير من الدول، وقد يكون ثغرة كبيرة في ثقافتهم ومستقبل وطنهم. بينما نحن في جغرافيتنا، الوطن بالنسبة لنا عقيدة راسخة، والأرض هي المعنى الوجودي الذي نعيش من أجله. هذا ما جعلنا في استقرار وأمان وازدهار منذ تأسيس دولتنا عام 1727 حتى اليوم. نحمل كامل المسؤولية لحماية الإرث العظيم الذي تركه لنا أجدادنا.
إني ورثت هذا الحب العظيم من أمي التي تعامل الأرض كأحد أبنائها. أمي تعشق الريحان الذي تزرعه في حديقتها وتخاف عليه وترعاه كأنه جزء منها. تحكي لنا تفاصيل حبها لهذا الوطن دائمًا، وتفتخر بكل إنجاز يحدث في بلدنا، حتى لو كان في أبسط الأمور. الفخر يغمر حديثها عندما تحكي لنا عن فضيلة الوطن، تدافع عنه بحب وحرص، ولا تقبل بأدنى إساءة تمس هذه الأرض.
لقد ورثت هذا الحب العميق للوطن من «أمي» التي زرعت هذا الحب في عروقي. كانت تردد لي دائمًا: «يا ولدي، حب الوطن عبادة ووفاء». شدني الوصف والتعبير والعمق المتأصل في مفرداتها عن أرضنا ودولتنا، وكيف أنها جعلت حب الوطن ركنًا من أركان الإيمان، وغاية ترضي الإله الحكيم. وأننا مدينون بالوفاء وممتنون لمؤسسي هذا البلد المبارك وحكامه العظماء، وحان رد الجميل لهم بالحب والعمل. ارتبطت لديها العبادة والوفاء في حب الوطن، وهذا يوحي لنا بأن حب الوطن لديها مبني على العمل ورد الجميل. هناك دَين على رقابنا تجاه أجدادنا، والوفاء بهذا الدَين يكون بالعمل على حماية هذه الأرض التي ضحوا بأعمارهم من أجل عمارتها.
يصبح حب الوطن في مقولة أمي «مسؤولية أخلاقية» متوارثة عبر الأجيال، ويجب أن يعي ذلك كل من ينتمي لهذه الأرض. حيث إن مسؤولية الحفاظ على الإرث واجب أخلاقي فضيل، وليس تطبيلًا. يجب أن نفرق بين الأمرين حتى لا نقع في خطاب الإرجاف الصحوي الذي صنع هذه الفجوة بين المواطن والوطن. كان الخطاب الصحوي السابق لا يعترف بالوطن، وإنما يعترف فقط بالأمة. لذلك، نجد كثيرًا من المتأثرين بذلك الخطاب ما زالوا مشوشين في قضية حب الوطن. بعضهم ينتمي إلى قضية خارج حدود وطنه أكثر من انتمائه لقضايا وطنه، ويعتبر ذلك فضيلة بحسب المعيار الذي ترسخ في تفكيره من أثر الخطابات السابقة المشوهة لمفهوم الوطن.
حب الوطن جزء لا يتجزأ من جوهر الدين، الذي يحث على مصلحة المجتمع والحفاظ على الأرض والمال والعرض كعقيدة كبرى في قلب المؤمن. نرى في العديد من دول العالم الحديث انحصارًا لمفهوم الوطن. أصبح كثير من الغرب يرى الوطن كـ«شركة» تؤمن له غذاءه ومأواه وهو في المقابل يدفع لها الضرائب فحسب، ولا يحمل للوطن أكثر من ذلك. هذه العلاقة النفعية بالأرض خلل كبير في كثير من الدول، وقد يكون ثغرة كبيرة في ثقافتهم ومستقبل وطنهم. بينما نحن في جغرافيتنا، الوطن بالنسبة لنا عقيدة راسخة، والأرض هي المعنى الوجودي الذي نعيش من أجله. هذا ما جعلنا في استقرار وأمان وازدهار منذ تأسيس دولتنا عام 1727 حتى اليوم. نحمل كامل المسؤولية لحماية الإرث العظيم الذي تركه لنا أجدادنا.
إني ورثت هذا الحب العظيم من أمي التي تعامل الأرض كأحد أبنائها. أمي تعشق الريحان الذي تزرعه في حديقتها وتخاف عليه وترعاه كأنه جزء منها. تحكي لنا تفاصيل حبها لهذا الوطن دائمًا، وتفتخر بكل إنجاز يحدث في بلدنا، حتى لو كان في أبسط الأمور. الفخر يغمر حديثها عندما تحكي لنا عن فضيلة الوطن، تدافع عنه بحب وحرص، ولا تقبل بأدنى إساءة تمس هذه الأرض.