يجادل المختصون في (الصحافة والإعلام) الذين يحملون شهادات جامعية من كليات الإعلام، أن مجال الصحافة والإعلام علم لا يجب أن يقتحمه سوى المتخصصين، وهم بذلك يهدفون لتحويل العمل الصحفي إلى مهنة خاضعة للقيود البيروقراطية التي تمنع نظاما دخول غير المتخصصين عالم الصحافة والإعلام. وبعض خريجي كليات الإعلام عندما يسعون لإضفاء طابع العلمية والتخصصية على مهنة الإعلام، يرغبون في تقليص مساحة المنافسة على المناصب الإعلامية أو المكانة الاجتماعية التي يمنحها عالم الصحافة والإعلام لكل الكفاءات من كل التخصصات ومن كل أطياف المجتمع.
مهارات الصحفي الناجح في الحقيقة، لا تكتسب من كليات الإعلام وقاعات الدراسة، فهي فن يكتسب مع التجربة وخوض ميدان الحياة ومقابلة الناس. وكما أن كليات الآداب لا تصنع روائيين أو شعراء مبدعين، فإن كليات الإعلام لا تصنع بالضرورة إعلاميا ناجحا. والعلاقة الأبوية بين فن الصحافة وفن الرواية يمكن اعتبارها إثباتا مقنعا بأن الصحافة فن يكتسب من ميادين الحياة وتجربة الفرد الإنسانية الخاصة، وهذا ما يجعل الصحافة مدرسة أولى لأبرز الروائيين حول العالم. ويمكن أن نعزو نجاح كثير من الروايات العالمية الخالدة إلى خلفية الروائي الصحفية.
الصحافة ليست تخصصا علميا كالفيزياء والكيمياء، فهي ترضخ لجملة من العوامل والأدوات المتعارضة مع المنهج العلمي الصارم. صحيح أنه يفترض في الصحفيين أن يكتبوا بأسلوب واضح وموجز وموضوعي، ويركزوا على تقديم الحقائق والاقتباسات والمعلومات بطريقة مباشرة دون حقن الآراء الشخصية في الخبر الصحفي أو التحيزات الثقافية أو القومية. فالصحافة تهدف في الأساس إلى توفير معلومات دقيقة وفي الوقت المناسب، وأن تكون موضوعية وغير متحيزة، ولكن الواقع يقول إن الصحفي الماهر يؤطر (التقرير الصحفي) بأسلوب سردي جذاب يجعل القراء يتعاطفون مع قصته، أو يتأثرون بطريقته في الكتابة. الصحفي الناجح يضفي شيئا من الخيال المبطن على أحداث قصته الواقعية، ويستعين بشتى الأدوات البلاغية والاستعارات اللغوية كي يؤثر في القراء، ويكسب المزيد من التعاطف والتأثير في الرأي العام. لذلك يمكن اعتبار الكتابة الصحفية جنسا أدبيا. فالصحفيون يكتبون للإبلاغ عن الأحداث والقضايا والقصص الإخبارية في العالم الحقيقي، ولكنهم لا يتخلون عن الأدوات الأدبية والتصورات المتخيلة في كتاباتهم مهما كانت جدية الموضوع الذي يطرقونه.
الإعلامي الناجح لا يتخلى عن العناصر الأدبية لتعزيز وجهات نظره، وتوظيف العناصر الأدبية في العمل الإعلامي مهارة لا تكتسب في قاعات الدراسة. عالم الصحافة والإعلام يقدم موردا وفيرا للتعرف على العالم الحقيقي والحصول على المعلومات التي يمكن أن تفيد الروائي في عالم الخيال الخصب. مهنة الصحفي تمنح الفرصة للتحدث إلى كثير من الناس ومقابلة الأفراد من مختلف المستويات، الأغنياء والفقراء، الشخصيات الاعتبارية وكذلك الناس البسطاء وفئات المجتمع الكادحة. ومثل هذه الفرصة تقدم للكاتب المواد الخام التي يستعين بها لبناء شخصياته الروائية. فالصحافة تمنح فرصا لتوسيع تصورات الكاتب للواقع بطرق يمكن استكشافها بشكل أوسع في الخيال. لذلك كانت الصحافة هي الأب الروحي لفن الرواية والمدرسة الأولى التي تخرج في صفوفها عدد لا يحصى من الروائيين البارزين حول العالم.
تجربة الصحفي في إعداد التقارير الصحفية والتعرض لقضايا الناس من مختلف شرائح المجتمع، يمكن اعتبارها تجربة إنسانية معقدة ومتشعبة لا يمكن أن ترضخ لشروط التخصص، إذا وضعنا في الاعتبار الاختلاف بين الصحفيين في مستوى الحساسية تجاه قضايا المجتمع، والشعور بهموم الناس وتطلعاتهم. فمثل هذه الشروط الإنسانية ساهمت في تحسين مهارة الروائي عند كتابة القصص الخيالية وتحريرها. فتجربة الكاتب الصحفية في عالم الحياة الواقعية هي امتداد لتجربته الروائية في عالم الخيال الفسيح الذي لا تحده حدود.
مهارات الصحفي الناجح في الحقيقة، لا تكتسب من كليات الإعلام وقاعات الدراسة، فهي فن يكتسب مع التجربة وخوض ميدان الحياة ومقابلة الناس. وكما أن كليات الآداب لا تصنع روائيين أو شعراء مبدعين، فإن كليات الإعلام لا تصنع بالضرورة إعلاميا ناجحا. والعلاقة الأبوية بين فن الصحافة وفن الرواية يمكن اعتبارها إثباتا مقنعا بأن الصحافة فن يكتسب من ميادين الحياة وتجربة الفرد الإنسانية الخاصة، وهذا ما يجعل الصحافة مدرسة أولى لأبرز الروائيين حول العالم. ويمكن أن نعزو نجاح كثير من الروايات العالمية الخالدة إلى خلفية الروائي الصحفية.
الصحافة ليست تخصصا علميا كالفيزياء والكيمياء، فهي ترضخ لجملة من العوامل والأدوات المتعارضة مع المنهج العلمي الصارم. صحيح أنه يفترض في الصحفيين أن يكتبوا بأسلوب واضح وموجز وموضوعي، ويركزوا على تقديم الحقائق والاقتباسات والمعلومات بطريقة مباشرة دون حقن الآراء الشخصية في الخبر الصحفي أو التحيزات الثقافية أو القومية. فالصحافة تهدف في الأساس إلى توفير معلومات دقيقة وفي الوقت المناسب، وأن تكون موضوعية وغير متحيزة، ولكن الواقع يقول إن الصحفي الماهر يؤطر (التقرير الصحفي) بأسلوب سردي جذاب يجعل القراء يتعاطفون مع قصته، أو يتأثرون بطريقته في الكتابة. الصحفي الناجح يضفي شيئا من الخيال المبطن على أحداث قصته الواقعية، ويستعين بشتى الأدوات البلاغية والاستعارات اللغوية كي يؤثر في القراء، ويكسب المزيد من التعاطف والتأثير في الرأي العام. لذلك يمكن اعتبار الكتابة الصحفية جنسا أدبيا. فالصحفيون يكتبون للإبلاغ عن الأحداث والقضايا والقصص الإخبارية في العالم الحقيقي، ولكنهم لا يتخلون عن الأدوات الأدبية والتصورات المتخيلة في كتاباتهم مهما كانت جدية الموضوع الذي يطرقونه.
الإعلامي الناجح لا يتخلى عن العناصر الأدبية لتعزيز وجهات نظره، وتوظيف العناصر الأدبية في العمل الإعلامي مهارة لا تكتسب في قاعات الدراسة. عالم الصحافة والإعلام يقدم موردا وفيرا للتعرف على العالم الحقيقي والحصول على المعلومات التي يمكن أن تفيد الروائي في عالم الخيال الخصب. مهنة الصحفي تمنح الفرصة للتحدث إلى كثير من الناس ومقابلة الأفراد من مختلف المستويات، الأغنياء والفقراء، الشخصيات الاعتبارية وكذلك الناس البسطاء وفئات المجتمع الكادحة. ومثل هذه الفرصة تقدم للكاتب المواد الخام التي يستعين بها لبناء شخصياته الروائية. فالصحافة تمنح فرصا لتوسيع تصورات الكاتب للواقع بطرق يمكن استكشافها بشكل أوسع في الخيال. لذلك كانت الصحافة هي الأب الروحي لفن الرواية والمدرسة الأولى التي تخرج في صفوفها عدد لا يحصى من الروائيين البارزين حول العالم.
تجربة الصحفي في إعداد التقارير الصحفية والتعرض لقضايا الناس من مختلف شرائح المجتمع، يمكن اعتبارها تجربة إنسانية معقدة ومتشعبة لا يمكن أن ترضخ لشروط التخصص، إذا وضعنا في الاعتبار الاختلاف بين الصحفيين في مستوى الحساسية تجاه قضايا المجتمع، والشعور بهموم الناس وتطلعاتهم. فمثل هذه الشروط الإنسانية ساهمت في تحسين مهارة الروائي عند كتابة القصص الخيالية وتحريرها. فتجربة الكاتب الصحفية في عالم الحياة الواقعية هي امتداد لتجربته الروائية في عالم الخيال الفسيح الذي لا تحده حدود.