من الأحداث ما لا يمكن تجاوزها أو عدم التعريج عليها، وخصوصا لكاتب رأي في صحيفة عامة، تهتم بقراءة محتوياتها مختلف الأطياف، حتى لو لم يكن الكاتب متخصصا أو مدققا أو متعمقا فيها.
وفاة الأمير بدر بن عبدالمحسن «مهندس الكلمة»، رحمه الله تعالى، من الأحداث التي تفرض نفسها على الناس للكتابة عنها، ومن يجد في نفسه القدرة على قطف ما يستحق من «حديقته»، يحسن به أن يبادر ولا يتأخر، اعتمادا على إجابة رسول الله، صلى الله عليه وسلم، لما سئل عن الشعر فقال: «حسنه حسن، وقبيحه قبيح». واستنادا إلى من ذهب إلى أن سماع الآلات غير محرم إلا إذا اقترنت بشيء من المحرمات، كالمجون والفجور، وما يبعث على الخلاعة والجنون، أو اتخذت وسيلة لذلك، أو أوقعت فيها، أو استعين بها على «المستشنعات»، كما يسميها الفقهاء، واستئناسا بوصف «شاعرنا» الأمير خالد الفيصل، كما لقبه بذلك خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز، رحمه الله؛ للأمير بدر في لقاء مشهور: «الأمير بدر بن عبدالمحسن، شاعر استثنائي، وأنا أحب دائما أطلق عليه»أنشودة الوطن«.. بدر بن عبدالمحسن، حالة استثنائية لا تتكرر؛ أبدا».
المفتش طيلة الأيام الماضية، وتحديدا منذ السبت قبل الأخير، يوم «ذبلت أنوار الشوارع * وانطفا ضي الحروف»، ويوم تحقق بيت الشقيق لأخيه: «لا بدها يا سعود بتغيب شمسي * ذي سنة رب الخلايق فرضها»، سيجد كثيرا من المرثيات عن الفقيد الكبير، ومن أصدقها عندي ما غرد به الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة الشقيقة عن وفاته: «رحل بعد رحلة طويلة من الإبداع، وترك سجلا حافلا من الإرث الأدبي المتميز». فقيدنا الكبير، حاز إجماعا منقطع النظير على تفرده، ولا أشك أن استحقاقه له جاء لأسباب كثيرة وكثيرة جدا، ومنها أن الإبداع الذي لا يضيف ليس إبداعا، عنده، رحمه الله، وهذا الأمر يلاحظه كل متوقف عند أبيات شعره، وكيف أنه استخدم «شعرة معاوية» في تجربته الشعرية: «ليس كل شعري تجديدا وابتكارا، وليس كله مكرورا، ولا مستجيبا لرغبة الجمهور.. والصورة الشعرية بالنسبة لي اكتشاف مثير». ومن يقرأ شعره، يدرك حسن سيطرته على زمام اللغة، وقوة مقدرته وموهبته وذكائه في توظيف المفردات، وتنسيق الألفاظ، ووضع كل كلمة في موضعها الموافق لتخيلاته، مع تكريمه للشعر وتنزيهه عن مهانة الاعتقاد بأنه لمجرد إمتاع الآخرين وإرضائهم وإبهاجهم. ومع هذا الكلام الذي جاء عنه قبل 20 سنة، فهو رحمه الله، ليس شعرا وشاعرا، أو رسما ورساما فقط، بل هو قيمة وقامة فكرية رائعة، ومما ينبغي أن يذكر عنه، وأن يحول إلى حلقات نقاش، وخطط عمل، وعلى المستويات كافة، مفرداته الجميلة. في حوار آخر، عمره 17 سنة جاء فيه: «أنا أقبل بأي اجتهاد طالما بقي في إطار الرأي، لكن عندما تصل الأمور إلى»التكفير«بغير موجب، وإلى الحوار بالسلاح فلا تعود المسألة مجرد رأي أو اجتهاد.. إذا كان الإنسان مسلما، وعقيدته سليمة، وعلمه واسعا؛ لماذا لا يستطيع أن يقنع مخالفيه إلا بالصوت العالي، أو بالضرب؟! الإنسان لا يتجه إلى ممارسة الإلغاء تجاه الآخرين إلا إذا كانت حجته ضعيفة». وداعا أيها البدر، وعظم الله أجر القيادة الرشيدة، والأسرة المالكة الكريمة، وكل قريب وبعيد فيك، وغفر لك، وأجاب دعواتك:
«يالله يالمطلوب ياعالم الغيب
تقبل صلاتي لك وتقبل طوافي
وتصون عرضي يا ملاذي عن العيب
وتجعل»بقايا«العمر ستر وعوافي».
وفاة الأمير بدر بن عبدالمحسن «مهندس الكلمة»، رحمه الله تعالى، من الأحداث التي تفرض نفسها على الناس للكتابة عنها، ومن يجد في نفسه القدرة على قطف ما يستحق من «حديقته»، يحسن به أن يبادر ولا يتأخر، اعتمادا على إجابة رسول الله، صلى الله عليه وسلم، لما سئل عن الشعر فقال: «حسنه حسن، وقبيحه قبيح». واستنادا إلى من ذهب إلى أن سماع الآلات غير محرم إلا إذا اقترنت بشيء من المحرمات، كالمجون والفجور، وما يبعث على الخلاعة والجنون، أو اتخذت وسيلة لذلك، أو أوقعت فيها، أو استعين بها على «المستشنعات»، كما يسميها الفقهاء، واستئناسا بوصف «شاعرنا» الأمير خالد الفيصل، كما لقبه بذلك خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز، رحمه الله؛ للأمير بدر في لقاء مشهور: «الأمير بدر بن عبدالمحسن، شاعر استثنائي، وأنا أحب دائما أطلق عليه»أنشودة الوطن«.. بدر بن عبدالمحسن، حالة استثنائية لا تتكرر؛ أبدا».
المفتش طيلة الأيام الماضية، وتحديدا منذ السبت قبل الأخير، يوم «ذبلت أنوار الشوارع * وانطفا ضي الحروف»، ويوم تحقق بيت الشقيق لأخيه: «لا بدها يا سعود بتغيب شمسي * ذي سنة رب الخلايق فرضها»، سيجد كثيرا من المرثيات عن الفقيد الكبير، ومن أصدقها عندي ما غرد به الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة الشقيقة عن وفاته: «رحل بعد رحلة طويلة من الإبداع، وترك سجلا حافلا من الإرث الأدبي المتميز». فقيدنا الكبير، حاز إجماعا منقطع النظير على تفرده، ولا أشك أن استحقاقه له جاء لأسباب كثيرة وكثيرة جدا، ومنها أن الإبداع الذي لا يضيف ليس إبداعا، عنده، رحمه الله، وهذا الأمر يلاحظه كل متوقف عند أبيات شعره، وكيف أنه استخدم «شعرة معاوية» في تجربته الشعرية: «ليس كل شعري تجديدا وابتكارا، وليس كله مكرورا، ولا مستجيبا لرغبة الجمهور.. والصورة الشعرية بالنسبة لي اكتشاف مثير». ومن يقرأ شعره، يدرك حسن سيطرته على زمام اللغة، وقوة مقدرته وموهبته وذكائه في توظيف المفردات، وتنسيق الألفاظ، ووضع كل كلمة في موضعها الموافق لتخيلاته، مع تكريمه للشعر وتنزيهه عن مهانة الاعتقاد بأنه لمجرد إمتاع الآخرين وإرضائهم وإبهاجهم. ومع هذا الكلام الذي جاء عنه قبل 20 سنة، فهو رحمه الله، ليس شعرا وشاعرا، أو رسما ورساما فقط، بل هو قيمة وقامة فكرية رائعة، ومما ينبغي أن يذكر عنه، وأن يحول إلى حلقات نقاش، وخطط عمل، وعلى المستويات كافة، مفرداته الجميلة. في حوار آخر، عمره 17 سنة جاء فيه: «أنا أقبل بأي اجتهاد طالما بقي في إطار الرأي، لكن عندما تصل الأمور إلى»التكفير«بغير موجب، وإلى الحوار بالسلاح فلا تعود المسألة مجرد رأي أو اجتهاد.. إذا كان الإنسان مسلما، وعقيدته سليمة، وعلمه واسعا؛ لماذا لا يستطيع أن يقنع مخالفيه إلا بالصوت العالي، أو بالضرب؟! الإنسان لا يتجه إلى ممارسة الإلغاء تجاه الآخرين إلا إذا كانت حجته ضعيفة». وداعا أيها البدر، وعظم الله أجر القيادة الرشيدة، والأسرة المالكة الكريمة، وكل قريب وبعيد فيك، وغفر لك، وأجاب دعواتك:
«يالله يالمطلوب ياعالم الغيب
تقبل صلاتي لك وتقبل طوافي
وتصون عرضي يا ملاذي عن العيب
وتجعل»بقايا«العمر ستر وعوافي».