مع توجه نحو 6 ملايين طالب وطالبة في مراحل التعليم العام (الابتدائية والمتوسطة والثانوية)، منذ الأحد الماضي، إلى مقاعد الدراسة، حيث بدأوا الفصل الدراسي الثالث للعام الدراسي الحالي، تجدد الحديث عن هذا الفصل الثالث، حيث اقترح عدد من المعنيين بالعملية التعليمية منح مديري التعليم في مناطق المملكة عددا من الصلاحيات، لاتخاذ ما يرونه مناسبا حول نظام الفصول الثلاثة إما باستمرارها أو إلغائها حسب ما تراه كل إدارة مناسبا، وذلك أسوة بعدد من الجامعات والكليات والمعاهد التي بدأت فعليا في تطبيق الأمر، وأسوة كذلك بمنح تلك الإدارات صلاحيات إقرار تأجيل أو إلغاء الدراسة حسب مقتضيات الحالة الجوية.
ووجد الفصل الثالث كثيرا من الجدل، حيث طالب مجلس الشورى وصوّت معظم أعضائه على إعادة النظر في تطبيق نظام الفصول الثلاثة في الجامعات والكليات وبالتعليم العام، وهي مطالبة قوبلت بترحيب واسع من كثير من الأهالي، مواطنين ومقيمين، وكذلك من المعلمين والمعلمات في معظم المدارس والجامعات.
إعلان الاستمرارية
على خلاف مطالبة «الشورى»، فوجئ كثيرون بإعلان وزارة التعليم استمرار تطبيق نظام الفصول الثلاثة بعد أن وافق مجلس الوزراء على اعتماد «القواعد المنظمة للتقويم الدراسي» للعام الدراسي 1445 هجريا.
وأعلنت الوزارة إعادة تقييم لتطبيق نظام الفصول الدراسية الثلاثة على مدارس التعليم العام، بما يؤدي إلى توصيات تدعم استمرار تطبيقه وتطويره أو العودة إلى النظام النصفي، مع إجراء التعديلات اللازمة عليه، موعزة بإجراء مشروع تقييم لعملية تنفيذ الفصول الدراسية الثلاثة في التعليم العام، وبناء ما أسمته «مصفوفة» للإيجابيات والسلبيات، للنظر بها، واتخاذ القرار على ضوئها.
وأشارت الوزارة إلى أن قرارها بهذا الشأن يأتي من منطلق حرصها على متابعة التطورات المستهدفة من برنامج تنمية القدرات البشرية في منظومة التعليم العام، الذي يتضمن مبادرة تحويل العام الدراسي إلى 3 فصول دراسية.
وقد أعلنت الوزارة أواخر 2021 خطة تضمّنت تقسيم العام الدراسي إلى 3 فصول، مدة كل فصل 13 أسبوعا بدلًا من 36، تتخللها 12 إجازة في أثناء العام الدراسي، بواقع 69 يوما غير إجازة العام الدراسي. كما تضمنت الخطة زيادة عدد ساعات التعليم في المرحلة الابتدائية بواقع 176 ساعة إضافية، بزيادة 22%.
وكانت الغاية من تلك الخطة سد الفجوة بين النظام التعليمي في المملكة وبين الدول العالمية في عدد الأيام الفعلية للدراسة، والاستفادة من تجارب طبقت هذا النظام مثل ألمانيا، والمملكة المتحدة، وسنغافورة.
نظام موحد
رأى الموجه الطلابي صالح مصلح آل عباس أن منح إدارات التعليم صلاحية اتخاذ قرار اعتماد نظام الفصول الثلاثة أو العودة إلى نظام الفصلين مسألة صعبة للغاية. وقال: «قرار نظام الفصول وعددها هو قرار موحد، وبالتالي لا يتناسب مع الطرح بمنح الصلاحيات لمديري التعليم في المناطق لاتخاذ قرار بشأنه، فهو قرار موحد، ويجب تطبيقه من قِبل الإدارات مجتمعة في المملكة».
وأضاف: «يظل نظام الفصول الدراسية الثلاثة نظاما جديدا وخاضعا للتقييم من قِبل الوزارة، وسيتم اعتماده أو الرجوع لنظام الفصلين الدراسيين حين الانتهاء الكامل من مراجعة إيجابيات وسلبيات كل نظام. ففي حين يرى بعض أولياء الأمور أن نظام الفصول الثلاثة يمثل إرهاقا ماديا ومعنويا لهم، إلا أنه في المقابل يتخلله عدد من الإجازات المطولة التي تجدد النشاط والحيوية. كما أن عدد الأيام الدراسية هو نفسه سواء في نظام الفصلين أو الفصول الثلاثة».
وتابع مصلح: «في الميدان هناك ضغط لتكوين لجان الاختبارات وتهيئة الطلاب لها، ووضع الأسئلة وتصحيحها ثلاث مرات في العام بدل الاكتفاء بمرتين في العام الدراسي، ويعد هذا من أبرز السلبيات التي حدثت في نظام الفصول الدراسية الثلاثة».
عبء ثقيل
تعتقد المعلمة صباح محمد الفقير أن الفصل الدراسي الثالث شكّل عبئا ثقيلا على الوزارة، جازمة أن منح صلاحيات إقراره من عدمه لمديري التعليم سيكون أنسب.
وقالت: «أعتقد أن منح مديري التعليم أو حتى مديري المدراس صلاحية اعتماد الدراسة في فصلين دراسيين أسوة بما تم في الجامعات مع إعادة الإجازات كما كانت سيكون مناسبا، خصوصا أن نظام الفصل الثالث لم يجد قبولا ورغبة من قِبل الطلاب وأولياء أمور، ولا حتى كوادر التعليم، لأنه لم يشكّل إضافة هادفة للتعليم».
وتابعت صباح: «مشكلة هذا النظام أنه مرهق، ولم يشهد أي تغيير في المناهج بما يعود بالفائدة».
وأكملت: «إن كان لا بد من التيرم الثالث، فهناك حلول جذرية يستطيع الجميع التجاوب معها، وهو جعل هذا التيرم خاصا بتنمية مهارات الطلاب والطالبات مثل التدريب على السباحة وركوب الخيل ولعب الكرة للطلاب، وتلبية ميول الطالبات، بحيث يكون لدينا ما يمكن تسميته «الفصل الدراسي المهاري» بين الفصلين اللذين يسميان الفصلين الدراسيين المعرفيين».
مناقشة الفكرة
يقول مدير ثانوية الفارابي، الدكتور تركي علي الشريف: «سبق للوزارة أن ناقشت نظام الفصول الثلاثة، وتم طرح فكرة منح مديري التعليم صلاحيات هذا الأمر، ولكن كان قرار الاستمرارية هو الأنسب ليُعمل به ويتم تطبيقه».
وأضاف: «لا شك أن الفصل الثالث مرهق جدا بالنسبة للطلاب بشكل واضح للجميع، وذلك على المستويين المادي والذهني، وقد تم إرسال عدة استبيانات لأولياء الأمور استخلصت أنه مرهق ومكلف ماديا، وقد أثر سلبيا على مستويات الطلاب».
وتابع د. تركي: «من أبرز الصعوبات التي تواجه الطلاب للأسف تدني مستوياتهم في المواد، لشعورهم بالملل، وكثرة تأخرهم، وعدم تأديتهم المهام والأنشطة، وتأثر تقييمهم سلبيا، وتدني نسب التفوق العلمي».
وواصل: «أما أبرز ما يواجهه الكادر التعليمي والإداري في الفصل الثالث فهناك نقاط كثيرة يمكن الحديث عنها، من أهمها تدني مستوى الطلاب بسبب التشبع التعليمي، وعدم القيام بالمهام التي يطلبها المعلم، وكذلك صعوبة التواصل مع الطلاب في أثناء الحصص الدراسية حتى مع تغيير طرق التدريس، لخلق بيئة جديدة للطلاب، ولا ننسى انتشار ظاهرة الغياب في الفصل الثالث بكثرة، ما يصعب على المعلم إنهاء خطته الدراسية حسب الفترة الزمنية المحددة له. كما أن المعلم يكون عرضة للمشاحنات مع الطالب سيئ السلوك».
معاناة مستمرة
يوضح المعلم تركي أحمد الفقير أن الطلاب لم يعتادوا حتى الآن نظام الفصول الثلاثة.
وقال: «ربما يحتاج الطلاب إلى سنوات عدة حتى يعتادوا مثل هذا النظام بعد سنوات طويلة جدا من اعتياد النظام التقليدي ذي الفصلين الدراسيين، ولا شك أن معظم الطلاب والطالبات يعانون كثيرا الإرهاق الذهني والجسدي بحكم طول العام الدراسي الذي تتخلله كثير من الإجازات، بالإضافة إلى الإرهاق المادي لأولياء الأمور».
وتابع: «تبدو آراء الأغلبية من أولياء الأمور غير متقبلة هذا النظام المرهق الممتد طيلة العام باستثناء شهرين من السنة فقط. كما عادت الدراسة خلال شهر رمضان، وفيها مشقة على الطلاب والمعلمين وأولياء الأمور كذلك. ناهيك عن التملل والتشبع الذي يسببه هذا النظام للطلاب. وقد لمسنا فعلا أن هناك طلابا تشبعوا بالروتين، بحيث تمر عليهم لحظات لا يصبحون فيها قادرين على تلقي أي شيء في القاعة الدراسية، ويكتفون من اليوم الدراسي فقط بالحضور والانصراف».
صلاحيات الجامعات والمعاهد
أيدت المعلمة فاطمة الحسن مقترح منح مديري التعليم صلاحية إقرار نظام الفصول الثلاثة في مدارسهم من عدمه أسوة بما تم في عدد من الجامعات والكليات والمعاهد، مشيرة إلى أن إدراج فصل ثالث في النظام التعليمي كان أمرا متعبا للغاية ذهنيا وجسديا.
وقالت: «بداية الفصل الثالث هذا العام تأتي متزامنة مع بداية الشهر الفضيل، وللأمانة لا يخفى على الجميع أن الأهالي وأولياء الأمر لم يتقبلوا هذا الفصل الذي نلاحظ فيه كثرة وازدياد الغياب المتكرر، وبالتالي تدني المستوى التعليمي».
انقسام في الآراء
مقابل ما تراه تقية صلاح البيطار، وهي ربة منزل وأم لخمسة طلاب، من إيجابية في التوصيات التي رفعها أعضاء مجلس الشورى، وتصويت معظمهم لمصلحة توصية يطلبون فيها من وزارة التعليم إلغاء نظام الفصول الثلاثة، يرى محمد عبدالله الكستبان، وهو ولي أمر، أن نظام الفصول الدراسية الثلاثة كفكرة يبقى مناسبا جدا، فله إيجابياته الكثيرة التي تعود على الطلاب والطالبات، وسيكون مردودهم معه أفضل، وكذلك تحصيلهم الدراسي، مع وجود اختبارات أكثر للطالب.
وتعود البيطار لتخالفه الرأي، إذ تقول: «صدمنا بقرار الوزارة الاستمرار في نظام الفصول الثلاثة، وهو نظام أرهقنا، وأرهق أبناءنا وبناتنا ذهنيا وجسديا. كما حملنا ما لا نطيق من أعباء مالية، وسبب تشتتا للطلاب، وأرهق المعلمين مع ملاحظة تدني مستويات الطلاب والطالبات، حيث أسهمت كثرة الإجازات القصيرة في كثرة الغياب وعدم الاهتمام».
وتمنت البيطار أن يحمل العام الدراسي القادم أخبارا سارة بالعودة إلى نظام الفصلين، أو منح الصلاحيات لمديري التعليم باتخاذ ما يرونه مناسبا حول ذلك.
ووجد الفصل الثالث كثيرا من الجدل، حيث طالب مجلس الشورى وصوّت معظم أعضائه على إعادة النظر في تطبيق نظام الفصول الثلاثة في الجامعات والكليات وبالتعليم العام، وهي مطالبة قوبلت بترحيب واسع من كثير من الأهالي، مواطنين ومقيمين، وكذلك من المعلمين والمعلمات في معظم المدارس والجامعات.
إعلان الاستمرارية
على خلاف مطالبة «الشورى»، فوجئ كثيرون بإعلان وزارة التعليم استمرار تطبيق نظام الفصول الثلاثة بعد أن وافق مجلس الوزراء على اعتماد «القواعد المنظمة للتقويم الدراسي» للعام الدراسي 1445 هجريا.
وأعلنت الوزارة إعادة تقييم لتطبيق نظام الفصول الدراسية الثلاثة على مدارس التعليم العام، بما يؤدي إلى توصيات تدعم استمرار تطبيقه وتطويره أو العودة إلى النظام النصفي، مع إجراء التعديلات اللازمة عليه، موعزة بإجراء مشروع تقييم لعملية تنفيذ الفصول الدراسية الثلاثة في التعليم العام، وبناء ما أسمته «مصفوفة» للإيجابيات والسلبيات، للنظر بها، واتخاذ القرار على ضوئها.
وأشارت الوزارة إلى أن قرارها بهذا الشأن يأتي من منطلق حرصها على متابعة التطورات المستهدفة من برنامج تنمية القدرات البشرية في منظومة التعليم العام، الذي يتضمن مبادرة تحويل العام الدراسي إلى 3 فصول دراسية.
وقد أعلنت الوزارة أواخر 2021 خطة تضمّنت تقسيم العام الدراسي إلى 3 فصول، مدة كل فصل 13 أسبوعا بدلًا من 36، تتخللها 12 إجازة في أثناء العام الدراسي، بواقع 69 يوما غير إجازة العام الدراسي. كما تضمنت الخطة زيادة عدد ساعات التعليم في المرحلة الابتدائية بواقع 176 ساعة إضافية، بزيادة 22%.
وكانت الغاية من تلك الخطة سد الفجوة بين النظام التعليمي في المملكة وبين الدول العالمية في عدد الأيام الفعلية للدراسة، والاستفادة من تجارب طبقت هذا النظام مثل ألمانيا، والمملكة المتحدة، وسنغافورة.
نظام موحد
رأى الموجه الطلابي صالح مصلح آل عباس أن منح إدارات التعليم صلاحية اتخاذ قرار اعتماد نظام الفصول الثلاثة أو العودة إلى نظام الفصلين مسألة صعبة للغاية. وقال: «قرار نظام الفصول وعددها هو قرار موحد، وبالتالي لا يتناسب مع الطرح بمنح الصلاحيات لمديري التعليم في المناطق لاتخاذ قرار بشأنه، فهو قرار موحد، ويجب تطبيقه من قِبل الإدارات مجتمعة في المملكة».
وأضاف: «يظل نظام الفصول الدراسية الثلاثة نظاما جديدا وخاضعا للتقييم من قِبل الوزارة، وسيتم اعتماده أو الرجوع لنظام الفصلين الدراسيين حين الانتهاء الكامل من مراجعة إيجابيات وسلبيات كل نظام. ففي حين يرى بعض أولياء الأمور أن نظام الفصول الثلاثة يمثل إرهاقا ماديا ومعنويا لهم، إلا أنه في المقابل يتخلله عدد من الإجازات المطولة التي تجدد النشاط والحيوية. كما أن عدد الأيام الدراسية هو نفسه سواء في نظام الفصلين أو الفصول الثلاثة».
وتابع مصلح: «في الميدان هناك ضغط لتكوين لجان الاختبارات وتهيئة الطلاب لها، ووضع الأسئلة وتصحيحها ثلاث مرات في العام بدل الاكتفاء بمرتين في العام الدراسي، ويعد هذا من أبرز السلبيات التي حدثت في نظام الفصول الدراسية الثلاثة».
عبء ثقيل
تعتقد المعلمة صباح محمد الفقير أن الفصل الدراسي الثالث شكّل عبئا ثقيلا على الوزارة، جازمة أن منح صلاحيات إقراره من عدمه لمديري التعليم سيكون أنسب.
وقالت: «أعتقد أن منح مديري التعليم أو حتى مديري المدراس صلاحية اعتماد الدراسة في فصلين دراسيين أسوة بما تم في الجامعات مع إعادة الإجازات كما كانت سيكون مناسبا، خصوصا أن نظام الفصل الثالث لم يجد قبولا ورغبة من قِبل الطلاب وأولياء أمور، ولا حتى كوادر التعليم، لأنه لم يشكّل إضافة هادفة للتعليم».
وتابعت صباح: «مشكلة هذا النظام أنه مرهق، ولم يشهد أي تغيير في المناهج بما يعود بالفائدة».
وأكملت: «إن كان لا بد من التيرم الثالث، فهناك حلول جذرية يستطيع الجميع التجاوب معها، وهو جعل هذا التيرم خاصا بتنمية مهارات الطلاب والطالبات مثل التدريب على السباحة وركوب الخيل ولعب الكرة للطلاب، وتلبية ميول الطالبات، بحيث يكون لدينا ما يمكن تسميته «الفصل الدراسي المهاري» بين الفصلين اللذين يسميان الفصلين الدراسيين المعرفيين».
مناقشة الفكرة
يقول مدير ثانوية الفارابي، الدكتور تركي علي الشريف: «سبق للوزارة أن ناقشت نظام الفصول الثلاثة، وتم طرح فكرة منح مديري التعليم صلاحيات هذا الأمر، ولكن كان قرار الاستمرارية هو الأنسب ليُعمل به ويتم تطبيقه».
وأضاف: «لا شك أن الفصل الثالث مرهق جدا بالنسبة للطلاب بشكل واضح للجميع، وذلك على المستويين المادي والذهني، وقد تم إرسال عدة استبيانات لأولياء الأمور استخلصت أنه مرهق ومكلف ماديا، وقد أثر سلبيا على مستويات الطلاب».
وتابع د. تركي: «من أبرز الصعوبات التي تواجه الطلاب للأسف تدني مستوياتهم في المواد، لشعورهم بالملل، وكثرة تأخرهم، وعدم تأديتهم المهام والأنشطة، وتأثر تقييمهم سلبيا، وتدني نسب التفوق العلمي».
وواصل: «أما أبرز ما يواجهه الكادر التعليمي والإداري في الفصل الثالث فهناك نقاط كثيرة يمكن الحديث عنها، من أهمها تدني مستوى الطلاب بسبب التشبع التعليمي، وعدم القيام بالمهام التي يطلبها المعلم، وكذلك صعوبة التواصل مع الطلاب في أثناء الحصص الدراسية حتى مع تغيير طرق التدريس، لخلق بيئة جديدة للطلاب، ولا ننسى انتشار ظاهرة الغياب في الفصل الثالث بكثرة، ما يصعب على المعلم إنهاء خطته الدراسية حسب الفترة الزمنية المحددة له. كما أن المعلم يكون عرضة للمشاحنات مع الطالب سيئ السلوك».
معاناة مستمرة
يوضح المعلم تركي أحمد الفقير أن الطلاب لم يعتادوا حتى الآن نظام الفصول الثلاثة.
وقال: «ربما يحتاج الطلاب إلى سنوات عدة حتى يعتادوا مثل هذا النظام بعد سنوات طويلة جدا من اعتياد النظام التقليدي ذي الفصلين الدراسيين، ولا شك أن معظم الطلاب والطالبات يعانون كثيرا الإرهاق الذهني والجسدي بحكم طول العام الدراسي الذي تتخلله كثير من الإجازات، بالإضافة إلى الإرهاق المادي لأولياء الأمور».
وتابع: «تبدو آراء الأغلبية من أولياء الأمور غير متقبلة هذا النظام المرهق الممتد طيلة العام باستثناء شهرين من السنة فقط. كما عادت الدراسة خلال شهر رمضان، وفيها مشقة على الطلاب والمعلمين وأولياء الأمور كذلك. ناهيك عن التملل والتشبع الذي يسببه هذا النظام للطلاب. وقد لمسنا فعلا أن هناك طلابا تشبعوا بالروتين، بحيث تمر عليهم لحظات لا يصبحون فيها قادرين على تلقي أي شيء في القاعة الدراسية، ويكتفون من اليوم الدراسي فقط بالحضور والانصراف».
صلاحيات الجامعات والمعاهد
أيدت المعلمة فاطمة الحسن مقترح منح مديري التعليم صلاحية إقرار نظام الفصول الثلاثة في مدارسهم من عدمه أسوة بما تم في عدد من الجامعات والكليات والمعاهد، مشيرة إلى أن إدراج فصل ثالث في النظام التعليمي كان أمرا متعبا للغاية ذهنيا وجسديا.
وقالت: «بداية الفصل الثالث هذا العام تأتي متزامنة مع بداية الشهر الفضيل، وللأمانة لا يخفى على الجميع أن الأهالي وأولياء الأمر لم يتقبلوا هذا الفصل الذي نلاحظ فيه كثرة وازدياد الغياب المتكرر، وبالتالي تدني المستوى التعليمي».
انقسام في الآراء
مقابل ما تراه تقية صلاح البيطار، وهي ربة منزل وأم لخمسة طلاب، من إيجابية في التوصيات التي رفعها أعضاء مجلس الشورى، وتصويت معظمهم لمصلحة توصية يطلبون فيها من وزارة التعليم إلغاء نظام الفصول الثلاثة، يرى محمد عبدالله الكستبان، وهو ولي أمر، أن نظام الفصول الدراسية الثلاثة كفكرة يبقى مناسبا جدا، فله إيجابياته الكثيرة التي تعود على الطلاب والطالبات، وسيكون مردودهم معه أفضل، وكذلك تحصيلهم الدراسي، مع وجود اختبارات أكثر للطالب.
وتعود البيطار لتخالفه الرأي، إذ تقول: «صدمنا بقرار الوزارة الاستمرار في نظام الفصول الثلاثة، وهو نظام أرهقنا، وأرهق أبناءنا وبناتنا ذهنيا وجسديا. كما حملنا ما لا نطيق من أعباء مالية، وسبب تشتتا للطلاب، وأرهق المعلمين مع ملاحظة تدني مستويات الطلاب والطالبات، حيث أسهمت كثرة الإجازات القصيرة في كثرة الغياب وعدم الاهتمام».
وتمنت البيطار أن يحمل العام الدراسي القادم أخبارا سارة بالعودة إلى نظام الفصلين، أو منح الصلاحيات لمديري التعليم باتخاذ ما يرونه مناسبا حول ذلك.