الدمام: شذى مدن

في شتاء المنطقة الشرقية.. تشهد الخريطة الزراعية تغييرات وتحولات، وتبديل مواقع، بظهور محاصيل جديدة، واختفاء أخرى.. وفي شتاء القطيف تحديدًا.. تتبدل أسئلة المتسوقين واستفساراتهم، أثناء البحث عن فواكه وخضراوات الموسم الجديد، فيقبلون على شرائها، رغم أسعارها المرتفعة «مؤقتًا».

التحولات الزراعية في المحافظة، بدت ملامحها مع بداية ديسمبر الجاري، وشملت قرابة 2000 مزرعة، تشهد بشائر خيرات الأرض، من محاصيل شتوية متنوعة، بعضها ما زال في مرحلة التزهير، ويبشر بموسم شتوي زاخر بالإنتاج المحلي، وأخرى نضجت، وبدأ موسم حصادها وبيعها في الأسواق.

استقبال التوت

في أسواق المحافظة.. تحتل فاكهة الترنج الحمضية مكانتها في صدارة قائمة الفواكه الشتوية الأخرى إذ ما زالت متداولة في الأسواق، ولحقتها فاكهة «الكنار»، أو ما تسمى «النبق، السدر» حيث الإقبال الكبير عليها بألوانها؛ الأصفر، الأخضر التفاحي، والبني. وفي الخضار، تطل «الباميا الخضراء»، التي استقبلتها الأسواق بنوعيها «المحلي والمستورد»، في الوقت ذاته، بدأت «طماطم الرامسي» فترة التزهير، وهي فاكهة حلوة ومنفردة، تتميز القطيف بإنتاجها الوفير، في الوقت نفسه، لا تغفل أنظار المتسوقين صوب الباذنجانيات والورقيات، بينما تستعد الأرض لاستقبال التوت والكعك «الكعكع»، الذي يسمى في مدينة سيهات بـ«السبار».

الهندي والصيني

يترقب أهالي القطيف نضج حبات فاكهة الكنار، ويرون في هذا النضج علامة على قدوم موجات البرد في المنطقة. وتحتضن الأسواق حاليًا الكنار المستورد (الصيني والهندي)، فيما بدأ المحلي بالتكور بعد التزهير، استعدادًا للانضمام إلى بقية أصنافه في السوق.

الطب الشعبي

«السدر» من الفواكه التي لديها مكانة خاصة في قلوب المزارعين في المنطقة الشرقية عامة، والقطيف خاصة، لما لها من أهمية توازي أهمية النخلة، باعتبارها موروثًا شعبيًا قديمًا، يتناسب مع أصالة الأرض وتاريخها، وتستخدم أوراق شجرة السدر في تغسيل الأموات، إضافة إلى الكافور، كما يستخدمها البعض في الطب الشعبي، يرون أنها مفيدة في حالات أمراض الصدر والتنفس، كما أنها منقية للدم.

ودينيًا، وردت فاكهة «السدر» في القرآن الكريم، ما أكسبها أهمية وفائدة كبرى، أما من الناحية الغذائية، فإن لهذه الفاكهة فوائد كثيرة، وكذا عصيرها، فضلًا عن أن نحل العسل يرعى بين أزهار السدر، ويتغذى على رحيقها وينتج منها عسلًا جيدًا ذا قيمة غذائية عالية، يسمى بالاسم نفسه، ويُباع بأسعار مرتفعة، إذ يستخدمه بعض المرضى علاجًا لأمراضهم.

إقبال كبير

وبحسب ما ذكر المزارع حسن الجمعان، هناك سر وراء إقبال الناس على شراء فاكهة «الكنار»، يكمن في خلوها من المعالجات الكيميائية، والمبيدات الحشرية، فهي من الثمار الطبيعية، حلوة المذاق، ومرتفعة في قيمتها الغذائية، ومن أنواعها: الكنار البلدي، ذو الثمرة الصغيرة، والكنار الهندي متوسط الثمرة، ويشبه في طعمه طعم «التفاح».

ومن أسماء الكنار «أم صليم» الخالي من النوى، ويكون لون الثمرة فيه أحمر داكن في الغالب، إضافة إلى اللون الأخضر الفاتح، وهناك النوع الصيني، ولون ثمرته مزيج بين اللون الأخضر الداكن والفاتح، والخلاص، وهو أكثرها جودةً، ولجودته، سُمي باسم أجود أنواع التمور، وهناك نوع الكنار الكمثري، وهو من الألوان نفسها تقريبًا، وعندما يزيد نضج الثمرة من جميع الألوان، تتحول إلى اللون البني الفاتح.

حدث موسمي

لفت الجمعان إلى أن «كرتون فاكهة الكنار يضم (قرابة كيلوجرامين)، يُباع بين 20 و25 ريالًا، فيما يرتفع السعر بداية طرحه في الأسواق، قبل أن يتراجع بعد ذلك، ولكن الأسعار تبقى مناسبة وفي متناول الجميع». وأضاف «شراء فاكهة الكنار، يعتبر حدثًا سنويًا، فالمحصول موسمي، ولا يتوفر طوال العام، كما أن نوعية الثمرة غير قابلة للتخزين».