الخبر يقول إن البرازيل تسحق غينيا في مباراة لمكافحة العنصرية، والمفارقة أن المباراة كانت ودية، وذات مقاصد إنسانية، غير أن المحرر في وكالة رويترز فضل مفردة «السحق»، وسحق الشيء أهلكه وأبلاه بحسب المعجم الوسيط، وبالتالي يقترح علينا المحرر أن نطالعه باعتباره حدثًا انكسرت فيه جماعة ودقت فيه دقًا، ما يجعل تعابير الخبر في تناقض مع روح المناسبة، حيث الودي من المباريات هو ما لا يحمل صبغة تنافسية صريحة.
جاءت هذه المباراة ضمن قائمة أخرى من المباريات المقررة مع منتخبات أفريقية لمنتخب البرازيل ضمن حملته لدعم مهاجم ريال مدريد والمنتخب البرازيلي فينيسيوس جنيور جراء تعرضه لإساءات متكررة بدوافع عنصرية ضمن الدوري الأسباني، وهي في الغالب إساءات لفظية تتعلق بشكل اللعب ولونه، وكان آخرها وصفه بالقرد ضمن مواجهة فريقه مع فريق فالنسيا.
وأوضح أن الصحافة الرياضية التي استعارت مبكرًا معجم الحرب لتوصيف المباريات، لا تملك اليوم الكثير من الخيارات للتمييز بين وصف مباراة ودية وأخرى تنافسية، كثافة الاستعارات التي يجري تداولها ضمن حقل الرياضة من عالم الحرب يجعل من ابتكار لغة بديلة مسألة شاقة وغير مجدية، تعودنا على تلك العبارات المثقلة بإيحاءات الحرب في مانشيتات الصحف بمثل ما إلفنها في تعليق المذيعين، وطالما هنالك منتصر وآخر مهزوم ستبقى تطاردنا الحرب بعصاها في ملاعب اللغة الرياضية.
وعودة لموضوع الخبر، وهي الإساءات العنصرية ومحاربتها، يمكن القول إن الملاعب عمومًا تشهد ألوانًا من الإساءات الموجهة للاعبين والخصوم تحديدًا، والتي تصف أحوال الكراهية التي تملأ فضاء الممارسات الرياضية، وتحيط بها، فالذين رهنوا نبضات قلبهم لإيقاع المباريات ستجدهم عرضة للاستجابة لهذه الأشكال من التعابير الغاضبة تجاه الخصوم، ليتحول الترفيه الذي هو عنوان الفرجة الكروية إلى ضرب من التفريغ السلبي للمشاعر، ومحفز للكامن من التصورات النمطية والتمييزية للآخر، بحيث تصبح الرياضة منصة للفرز الاجتماعي والطبقي والعرقي على حد سواء.
لا يمكن فصل هذه السلوكيات العنصرية أو التمييزية عن الواقع، فهي في كثير من المرات مجرد صدى له، سنجد أن الكثير من تجليات هذا الخطاب العنصري يأتي من التنميطات التي تشيع على ألسنة العامة، والتسامح في استخدامها في الحكي اليومي، فإذا سمع أحد اللاعبين من ذوي البشرة السمراء قولا ثقيلا مثلا في الملعب كقول أحدهم «يالعبد» فهذا ليس سوى مفردة ضمن كاتالوج محلي لوصف ذوي البشرة الداكنة، لا وجود لعبد وسيد اليوم، لكن البعض يستخدمه كعقاب وكتلويح بالكراهية لمن لا ينسجم معه من أصحاب تلك البشرة، علمًا بأن المجتمعات الملونة كمجتمعنا لا تعرف ظواهر عنصرية صريحة كالتي تحدث في الدول الغربية، إلا أن غيابها هو ما يجعل البعض يتساهل في استخدامها، ولا يتنبه لعواقبها.
والحال أن العنصرية تتلون وتتعدد، وفي فضاءاتنا الرياضية تأخذ صورًا أخرى ولا تنحصر في دائرة التحيز ضد العرق واللون، فما أكثر الحالات التي تناولها الإعلام وهي تصف هجومًا عنصريًا موجهًا ضد جماعة أو قبيلة أو منطقة أو حتى انتماء ثقافيًا بعينه، بعضها كان مجرد سلوك أفراد، كإداري هنا أو لاعب هناك، وبعضها الآخر كانت فعلا جماعيًا تورطت به جماهير الفرق الرياضية، وإذا كان القانون قد ذهب بعيدًا في تشدده ومراقبته لهذه الحالات، فالأولى أن نجعل منها ثقافة حاضرة وسلوكًا دائمًا عند جماهيرنا الرياضية، حتى لا تخرج الرياضة من روحها، وتفرغ الأخلاق من وجودها، فأساس العلاقة بين الناس هو الاحترام، والاحترام المتبادل.
جاءت هذه المباراة ضمن قائمة أخرى من المباريات المقررة مع منتخبات أفريقية لمنتخب البرازيل ضمن حملته لدعم مهاجم ريال مدريد والمنتخب البرازيلي فينيسيوس جنيور جراء تعرضه لإساءات متكررة بدوافع عنصرية ضمن الدوري الأسباني، وهي في الغالب إساءات لفظية تتعلق بشكل اللعب ولونه، وكان آخرها وصفه بالقرد ضمن مواجهة فريقه مع فريق فالنسيا.
وأوضح أن الصحافة الرياضية التي استعارت مبكرًا معجم الحرب لتوصيف المباريات، لا تملك اليوم الكثير من الخيارات للتمييز بين وصف مباراة ودية وأخرى تنافسية، كثافة الاستعارات التي يجري تداولها ضمن حقل الرياضة من عالم الحرب يجعل من ابتكار لغة بديلة مسألة شاقة وغير مجدية، تعودنا على تلك العبارات المثقلة بإيحاءات الحرب في مانشيتات الصحف بمثل ما إلفنها في تعليق المذيعين، وطالما هنالك منتصر وآخر مهزوم ستبقى تطاردنا الحرب بعصاها في ملاعب اللغة الرياضية.
وعودة لموضوع الخبر، وهي الإساءات العنصرية ومحاربتها، يمكن القول إن الملاعب عمومًا تشهد ألوانًا من الإساءات الموجهة للاعبين والخصوم تحديدًا، والتي تصف أحوال الكراهية التي تملأ فضاء الممارسات الرياضية، وتحيط بها، فالذين رهنوا نبضات قلبهم لإيقاع المباريات ستجدهم عرضة للاستجابة لهذه الأشكال من التعابير الغاضبة تجاه الخصوم، ليتحول الترفيه الذي هو عنوان الفرجة الكروية إلى ضرب من التفريغ السلبي للمشاعر، ومحفز للكامن من التصورات النمطية والتمييزية للآخر، بحيث تصبح الرياضة منصة للفرز الاجتماعي والطبقي والعرقي على حد سواء.
لا يمكن فصل هذه السلوكيات العنصرية أو التمييزية عن الواقع، فهي في كثير من المرات مجرد صدى له، سنجد أن الكثير من تجليات هذا الخطاب العنصري يأتي من التنميطات التي تشيع على ألسنة العامة، والتسامح في استخدامها في الحكي اليومي، فإذا سمع أحد اللاعبين من ذوي البشرة السمراء قولا ثقيلا مثلا في الملعب كقول أحدهم «يالعبد» فهذا ليس سوى مفردة ضمن كاتالوج محلي لوصف ذوي البشرة الداكنة، لا وجود لعبد وسيد اليوم، لكن البعض يستخدمه كعقاب وكتلويح بالكراهية لمن لا ينسجم معه من أصحاب تلك البشرة، علمًا بأن المجتمعات الملونة كمجتمعنا لا تعرف ظواهر عنصرية صريحة كالتي تحدث في الدول الغربية، إلا أن غيابها هو ما يجعل البعض يتساهل في استخدامها، ولا يتنبه لعواقبها.
والحال أن العنصرية تتلون وتتعدد، وفي فضاءاتنا الرياضية تأخذ صورًا أخرى ولا تنحصر في دائرة التحيز ضد العرق واللون، فما أكثر الحالات التي تناولها الإعلام وهي تصف هجومًا عنصريًا موجهًا ضد جماعة أو قبيلة أو منطقة أو حتى انتماء ثقافيًا بعينه، بعضها كان مجرد سلوك أفراد، كإداري هنا أو لاعب هناك، وبعضها الآخر كانت فعلا جماعيًا تورطت به جماهير الفرق الرياضية، وإذا كان القانون قد ذهب بعيدًا في تشدده ومراقبته لهذه الحالات، فالأولى أن نجعل منها ثقافة حاضرة وسلوكًا دائمًا عند جماهيرنا الرياضية، حتى لا تخرج الرياضة من روحها، وتفرغ الأخلاق من وجودها، فأساس العلاقة بين الناس هو الاحترام، والاحترام المتبادل.