انتقد خبير تعزيز الصحة والتوعية الصحية الدكتور عبدالرحمن يحيى القحطاني دور الدراما السعودية في التعامل مع تعاطي المخدرات والكحول، وأكد أن بعض المسلسلات السعودية قد تحفز على تجربة التعاطي والنظر له كسلوك اعتيادي، خصوصا لدى فئة المراهقين من كلا الجنسين.
وأشار في تصريح خاص لـ(الوطن) إلى أن الأبحاث والقرائن العلمية تشير بأن الإعلام بمختلف وسائطه، بما في ذلك الدراما والمسلسلات والأفلام والأغاني، لها تأثير على القناعات والتوجهات والسلوك، ويشمل ذلك احتمالية تحفيز الدخول في السلوكيات الخطرة كتعاطي التبغ والكحول والمخدرات، مع خلق شعور بالإيجابية تجاه تلك الممارسات، ويشمل ذلك ما يتم تداوله عبر شبكات التواصل الاجتماعي.
وأبدى القحطاني أسفه تجاه الدراما السعودية والعربية بشكل عام ووصفها بأنها تعمل وفق منظور القوالب النمطية المستوردة من الثقافة الغربية التي لا تتوافق مع ثوابت وقيم مجتمعاتنا وعراقتها في كثير من الأحيان .
وأوضح بأن بعض تلك المسلسلات، تحتوي على العديد من مشاهد تعاطي الكحول والمخدرات في إطار يوحي بالمتعة والترفيه والضحك، والإيجابية الممزوجة بالعلاقات الاجتماعية الشيقة، متجاهلة في كثير من الأحيان عرض التداعيات السلبية والخطيرة للتعاطي كالاضطرابات النفسية، والمشاكل الأسرية، ومشاكل العمل، وعقوق الوالدين، والألم والحسرة التي يعيشها المتعاطي.
وأضاف بأن العديد من الأبحاث العلمية تشير إلى أن كثرة مشاهد التعاطي في المسلسلات والأفلام والأغاني قد يؤدي لتطبيع التعاطي لدى المتلقي، وإضعاف الحساسية تجاه خطورته، واعتباره سلوكا اعتيادا في المجتمع. ويعزز ذلك نتائج دراسة "تحليل التناول الدرامي لمشكلة التدخين وتعاطى المواد المخدرة" في المسلسلات المصرية لشهر رمضان لعام 1442هـ، حيث أشارت أن ٨١% من مشاهد التعاطي في تلك المسلسلات تُظهره كسلوك اعتيادي في المجتمع، وأن ٢٥% منها توحي بأنه يساعد على نسيان الهموم.
وتُعد هذه الدراسة بصفة سنوية من قبل المرصد الإعلامي لصندوق مكافحة وعلاج الإدمان بمصر.
وأبدى خبير تعزيز الصحة أسفه تجاه بعض أبطال المسلسلات والممثلين السعوديين، وقال أنهم يقدمون دراما محلية تحتوي على رسائل محيرة ومشوشة تجاه تعاطي الكحول أو المخدرات، في سياق كوميدي يعزز الربط الذهني لدى المتلقي بين التعاطي وعلاقته بالهروب من المشاكل والتأقلم مع الضغوط الحياتية، وخصوصا بين فئة المراهقين والشباب.
واستعرض الدكتور القحطاني عدد من الأمثلة في الدراما السعودية والخليجية، منها أحد المسلسلات التي عرضت العام الماضي لأحد أعتى قطاع الطرق في السعودية (رحمه الله) الذي ظهر بصورة تربط ما بين تعاطي المخدرات والجرأة والقوة والدهاء، وهو في ذاته مسلسل يمجد الجريمة والعنف.
وأضاف بأن بعض المسلسلات الأكثر شهرة في المجتمع السعودي التي عُرضت في سنوات مضت، تُرسخ لربط تعاطي الكحول أو المخدرات بالمتعة والرومانسية والفكاهة.
كما حذر خبير تعزيز الصحة القطاعات المعنية بحملات التوعية للوقاية من المخدرات من التعاون مع شخصيات مشهورة شاركت في تلك المشاهد التمثيلية المحفزة لتجربة التعاطي، وشدد أن ذلك قد يُوصل رسائل مشتتة ومربكة غاية في الخطورة تجاه التعاطي لفئة الأطفال والمراهقين، خصوصا إذا علمنا أن اكتمال نمو الدماغ يستمر لما يقارب من منتصف العشرينيات، وقال "ومع التقدير لذوات تلك الفئة من المشاهير.. فهنا أعرض الحقائق والمنظور العلمي مجردا غير مقترن بأشخاص"، وثمن القحطاني الجهود التوعوية لتلك القطاعات، وأكد على ضرورة استخدام النهج القائم على البراهين العلمية في التخطيط لها.
كما أكد القحطاني أنه من المهم الإشارة أن تلك المشاهد تعكس عدم التعظيم للحكم الشرعي في التعاطي، وقد تؤدي إلى اضعاف حرمته وإثمه في قلوب الناشئة.
كما نوه القحطاني بأن أكثر الفئات عرضة لمخاطر مشاهد التعاطي هم فئة الأطفال والمراهقين والشباب من كلا الجنسين، وأشار إلى تقرير صادر عن الأكاديمية الأمريكية لطب الأطفال (AAP) يتعلق بتأثير الإعلام على الأطفال والمراهقين، حيث استعرض الضرر الناجم عن مشاهد تعاطي الكحول والمخدرات والتبغ وتحفيزها للتعاطي، وما أظهرته نتائج دراسة أمريكية بأن المراهقين الذين يشاهدون أكثر من 3 أفلام مصنفة من فئة (R) شهريا (وهو ما يطابق تقريبا التصنيف R18 وفق هيئة الإعلام المرئي والمسموع في السعودية)، بأنهم أكثر عرضة بـ5 مرات لتجربة الكحول مقارنة بالمراهقين الذين لا يشاهدون أي منها، وعرضة بمقدار 6 أضعاف لتجربة الماريجوانا (الحشيش)، وألمح إلى مراعاة الفارق في نوعية ما يشاهده المراهق السعودي والعوامل المحيطة به مقارنة بالمراهق الأمريكي.
وفي سياق الانتشار الواسع لمنصات الأفلام مثل نتفليكس وغيرها، قال خبير تعزيز الصحة أن هذه من الطوام الأخرى بما تحتويه من مسلسلات وأفلام أجنبية تصادم في كثير من الأحيان قيمنا وثوابتنا، عوضا عن استهداف المراهقين بما يسمى "دراما المراهقين"، وربط تعاطي الكحول والمخدرات والتبغ بشكل فاضح بالعلاقات الجنسية والمتعة المحرمة، وتجسيد المتعاطين من الجنسين كشخصيات جذابة ورشيقة، ناجحة في حياتها وعلاقاتها، والإيحاء بأن التعاطي جزء أصيل من حياة الفرد. بل وتتجرأ بعض الأفلام الأجنبية إلى حد تعليم المتعاطين كيفية التلاعب بفحوصات الكشف عن المخدرات.
ودعا الدكتور القحطاني وزارة الإعلام ممثلة في هيئة الإعلام المرئي والمسموع بالرقابة الصارمة مع التعامل مع مشاهد تعاطي المخدرات والكحول والتبغ ومنع أي سياق مغلوط سواء في المسلسلات المحلية أو غيرها التي تبث عبر القنوات السعودية.
كما طالب القطاعات المعنية التربوية والإعلامية بتكثيف التوعية بمفهوم "الدراية الإعلامية والمعلوماتية" التي تساعد في فهم الإعلام ووسائطه، وكيف تُدار صناعة الدراما، وتفكيك رسائلها ومضامينها الإعلامية، ومعرفة ما هو صالح وطالح للمتلقي، وخصوصا لدى المراهقين والشباب من الجنسين.
وحول ما قد يثار من أن المسلسلات الكوميدية وغيرها ليست سوى للتسلية والترفيه ولا يكمن خلفها أي مضامين وقيم وتوجهات، أشار القحطاني بأن هذا الحديث لا يستقيم إطلاقا مع الأبحاث والقرائن العلمية الحديثة التي تُبين بما لا يدع مجالا للشك بأن خلف كل مسلسل، أو فيلم، أو أغنية، مضامين وتوجهات وقيم ظاهرة أو مستترة، مباشرة أو غير مباشرة، سواء من صُنع منتجيها ومخرجيها، أو فنانيها وكتابها، أو مموليها ومُلاكها. وقال " ادعوا بعض الفنانين والقائمين على تلك الأعمال الفنية إلى توعية أنفسهم بنتائج تلك الأبحاث العلمية، وبما لم يحيطوا بعلمه، وتوسيع مداركهم حيال ذلك حتى لا يسيئوا للمجتمع وقيمه من حيث يجهلون أو يتجاهلون"، وطالبهم بالاستخدام الرشيد للدراما والكوميديا بطريقة إيجابية مبتكرة تتوافق وأهداف رؤية 2030، وترفع من شأن قيمنا وعراقتنا ومبادئنا.
وأشار في تصريح خاص لـ(الوطن) إلى أن الأبحاث والقرائن العلمية تشير بأن الإعلام بمختلف وسائطه، بما في ذلك الدراما والمسلسلات والأفلام والأغاني، لها تأثير على القناعات والتوجهات والسلوك، ويشمل ذلك احتمالية تحفيز الدخول في السلوكيات الخطرة كتعاطي التبغ والكحول والمخدرات، مع خلق شعور بالإيجابية تجاه تلك الممارسات، ويشمل ذلك ما يتم تداوله عبر شبكات التواصل الاجتماعي.
وأبدى القحطاني أسفه تجاه الدراما السعودية والعربية بشكل عام ووصفها بأنها تعمل وفق منظور القوالب النمطية المستوردة من الثقافة الغربية التي لا تتوافق مع ثوابت وقيم مجتمعاتنا وعراقتها في كثير من الأحيان .
وأوضح بأن بعض تلك المسلسلات، تحتوي على العديد من مشاهد تعاطي الكحول والمخدرات في إطار يوحي بالمتعة والترفيه والضحك، والإيجابية الممزوجة بالعلاقات الاجتماعية الشيقة، متجاهلة في كثير من الأحيان عرض التداعيات السلبية والخطيرة للتعاطي كالاضطرابات النفسية، والمشاكل الأسرية، ومشاكل العمل، وعقوق الوالدين، والألم والحسرة التي يعيشها المتعاطي.
وأضاف بأن العديد من الأبحاث العلمية تشير إلى أن كثرة مشاهد التعاطي في المسلسلات والأفلام والأغاني قد يؤدي لتطبيع التعاطي لدى المتلقي، وإضعاف الحساسية تجاه خطورته، واعتباره سلوكا اعتيادا في المجتمع. ويعزز ذلك نتائج دراسة "تحليل التناول الدرامي لمشكلة التدخين وتعاطى المواد المخدرة" في المسلسلات المصرية لشهر رمضان لعام 1442هـ، حيث أشارت أن ٨١% من مشاهد التعاطي في تلك المسلسلات تُظهره كسلوك اعتيادي في المجتمع، وأن ٢٥% منها توحي بأنه يساعد على نسيان الهموم.
وتُعد هذه الدراسة بصفة سنوية من قبل المرصد الإعلامي لصندوق مكافحة وعلاج الإدمان بمصر.
وأبدى خبير تعزيز الصحة أسفه تجاه بعض أبطال المسلسلات والممثلين السعوديين، وقال أنهم يقدمون دراما محلية تحتوي على رسائل محيرة ومشوشة تجاه تعاطي الكحول أو المخدرات، في سياق كوميدي يعزز الربط الذهني لدى المتلقي بين التعاطي وعلاقته بالهروب من المشاكل والتأقلم مع الضغوط الحياتية، وخصوصا بين فئة المراهقين والشباب.
واستعرض الدكتور القحطاني عدد من الأمثلة في الدراما السعودية والخليجية، منها أحد المسلسلات التي عرضت العام الماضي لأحد أعتى قطاع الطرق في السعودية (رحمه الله) الذي ظهر بصورة تربط ما بين تعاطي المخدرات والجرأة والقوة والدهاء، وهو في ذاته مسلسل يمجد الجريمة والعنف.
وأضاف بأن بعض المسلسلات الأكثر شهرة في المجتمع السعودي التي عُرضت في سنوات مضت، تُرسخ لربط تعاطي الكحول أو المخدرات بالمتعة والرومانسية والفكاهة.
كما حذر خبير تعزيز الصحة القطاعات المعنية بحملات التوعية للوقاية من المخدرات من التعاون مع شخصيات مشهورة شاركت في تلك المشاهد التمثيلية المحفزة لتجربة التعاطي، وشدد أن ذلك قد يُوصل رسائل مشتتة ومربكة غاية في الخطورة تجاه التعاطي لفئة الأطفال والمراهقين، خصوصا إذا علمنا أن اكتمال نمو الدماغ يستمر لما يقارب من منتصف العشرينيات، وقال "ومع التقدير لذوات تلك الفئة من المشاهير.. فهنا أعرض الحقائق والمنظور العلمي مجردا غير مقترن بأشخاص"، وثمن القحطاني الجهود التوعوية لتلك القطاعات، وأكد على ضرورة استخدام النهج القائم على البراهين العلمية في التخطيط لها.
كما أكد القحطاني أنه من المهم الإشارة أن تلك المشاهد تعكس عدم التعظيم للحكم الشرعي في التعاطي، وقد تؤدي إلى اضعاف حرمته وإثمه في قلوب الناشئة.
كما نوه القحطاني بأن أكثر الفئات عرضة لمخاطر مشاهد التعاطي هم فئة الأطفال والمراهقين والشباب من كلا الجنسين، وأشار إلى تقرير صادر عن الأكاديمية الأمريكية لطب الأطفال (AAP) يتعلق بتأثير الإعلام على الأطفال والمراهقين، حيث استعرض الضرر الناجم عن مشاهد تعاطي الكحول والمخدرات والتبغ وتحفيزها للتعاطي، وما أظهرته نتائج دراسة أمريكية بأن المراهقين الذين يشاهدون أكثر من 3 أفلام مصنفة من فئة (R) شهريا (وهو ما يطابق تقريبا التصنيف R18 وفق هيئة الإعلام المرئي والمسموع في السعودية)، بأنهم أكثر عرضة بـ5 مرات لتجربة الكحول مقارنة بالمراهقين الذين لا يشاهدون أي منها، وعرضة بمقدار 6 أضعاف لتجربة الماريجوانا (الحشيش)، وألمح إلى مراعاة الفارق في نوعية ما يشاهده المراهق السعودي والعوامل المحيطة به مقارنة بالمراهق الأمريكي.
وفي سياق الانتشار الواسع لمنصات الأفلام مثل نتفليكس وغيرها، قال خبير تعزيز الصحة أن هذه من الطوام الأخرى بما تحتويه من مسلسلات وأفلام أجنبية تصادم في كثير من الأحيان قيمنا وثوابتنا، عوضا عن استهداف المراهقين بما يسمى "دراما المراهقين"، وربط تعاطي الكحول والمخدرات والتبغ بشكل فاضح بالعلاقات الجنسية والمتعة المحرمة، وتجسيد المتعاطين من الجنسين كشخصيات جذابة ورشيقة، ناجحة في حياتها وعلاقاتها، والإيحاء بأن التعاطي جزء أصيل من حياة الفرد. بل وتتجرأ بعض الأفلام الأجنبية إلى حد تعليم المتعاطين كيفية التلاعب بفحوصات الكشف عن المخدرات.
ودعا الدكتور القحطاني وزارة الإعلام ممثلة في هيئة الإعلام المرئي والمسموع بالرقابة الصارمة مع التعامل مع مشاهد تعاطي المخدرات والكحول والتبغ ومنع أي سياق مغلوط سواء في المسلسلات المحلية أو غيرها التي تبث عبر القنوات السعودية.
كما طالب القطاعات المعنية التربوية والإعلامية بتكثيف التوعية بمفهوم "الدراية الإعلامية والمعلوماتية" التي تساعد في فهم الإعلام ووسائطه، وكيف تُدار صناعة الدراما، وتفكيك رسائلها ومضامينها الإعلامية، ومعرفة ما هو صالح وطالح للمتلقي، وخصوصا لدى المراهقين والشباب من الجنسين.
وحول ما قد يثار من أن المسلسلات الكوميدية وغيرها ليست سوى للتسلية والترفيه ولا يكمن خلفها أي مضامين وقيم وتوجهات، أشار القحطاني بأن هذا الحديث لا يستقيم إطلاقا مع الأبحاث والقرائن العلمية الحديثة التي تُبين بما لا يدع مجالا للشك بأن خلف كل مسلسل، أو فيلم، أو أغنية، مضامين وتوجهات وقيم ظاهرة أو مستترة، مباشرة أو غير مباشرة، سواء من صُنع منتجيها ومخرجيها، أو فنانيها وكتابها، أو مموليها ومُلاكها. وقال " ادعوا بعض الفنانين والقائمين على تلك الأعمال الفنية إلى توعية أنفسهم بنتائج تلك الأبحاث العلمية، وبما لم يحيطوا بعلمه، وتوسيع مداركهم حيال ذلك حتى لا يسيئوا للمجتمع وقيمه من حيث يجهلون أو يتجاهلون"، وطالبهم بالاستخدام الرشيد للدراما والكوميديا بطريقة إيجابية مبتكرة تتوافق وأهداف رؤية 2030، وترفع من شأن قيمنا وعراقتنا ومبادئنا.