لا يجتمع مفهوم التعايش مع ممارسة الاحتساب. هذه مسلمة منطقية، فإن روح التعايش تتمثل في قبول المختلف على أرضية المشتركات الإنسانية دون التدخل في شؤونه الخاصة.
تقادم الزمن على الوجود البشري، وازداد تنوع الناس واختلافهم. فانقسموا إلى أعراق وألوان ومعتقدات وطبقات. وما زالوا مستمرين في صنع الفوارق بينهم شيئًا فشيئًا، ورغم أن الاختلاف بحد ذاته أمر إيجابي بما يؤدي إليه من تنوع وكثرة وإبداع، إلا أنه من جهة أخرى يصبح أشبه بقنبلة موقوتة إذا لم تنسج في بنيته قيم التسامح والمحبة وقبول المختلف بصدق لا تقية ولا نفاقًا ولا خداعًا.
واليوم في هذا العالم المفتوح لم يعد التعايش مجرد وجهة نظر، بل أصبح ضرورة من ضرورات الحياة والتعامل، وقيمة لا تكتمل النزاهة الأخلاقية إلا بها.
يعيش في بلادنا ملايين البشر المختلفين في الدين والرأي والتوجهات، كما يسافر أبناؤنا شرقًا وغربًا للتعليم والعمل والإقامة في مجتمعات متعددة ومتنوعة. ومع هذا فإننا ما زلنا نلمس خللًا في فهم أجيالنا لقيم التعايش مع المختلف أيًا كان.
تحت مبدأ (من رأى منكم منكرًا فليغيره) يتجرأ شخص فينكر على آخر عدم انضمامه لصلاة الجماعة، أو عدم صيامه، أو استماعه للموسيقى!
وتحت مبدأ (الولاء والبراء) يحدثك شخص عن (مشروعية الكراهية) لغير المسلم تقربًا لله!
وتحت مبدأ (بلغوا عني ولو آية) قد يتحول سائح أو مبتعث إلى داعية ينظر إلى الآخرين ويخبرهم أن كتبهم محرفة واعتقاداتهم شركية!
ولست هنا في وارد تفنيد وتشريح المبادئ السالفة أو غيرها، إلا أنه من الخطورة بمكان أن يعتقد المسلم أنه مسؤول عن التنفيذ المباشر لها فهي مبادئ عامة تشكلت في ظروف تاريخية وأنساق فكرية مختلفة، وقد خاض المسلمون فيها بمداد الجدل لقرون خلت وكتبوا فيها أشكالًا من الأفهام ومجلدات من المراجعات. فلا يتصور عقل أن يتم اجتزاء نص من سياقه ثم يحمل المسلم المعاصر على نفسه مسؤولية تطبيقه!
بعض المجتمعات المسلمة التي خرجت وتخلصت من التأثير المتطرف للإسلام السياسي، احتاجت وقتًا لتتحول إلى (الحياة المدنية) التي الإسلام فيها يمثل منظومة إنسانية تخدم العالم وتنسجم مع متغيراته، كما تحتاج إلى عمل تنويري جاد تؤديه الأجهزة التربوية والحقوقية والإعلامية والمؤسسات الاجتماعية.
ختامًا.. كم هو مقلق ما نشره بعض الأطفال مؤخرًا على وسائل التواصل الاجتماعي من مواد ذات مضامين إقصائية، فهذا يبرر للتحرش بمن لا تتحجب، وذاك يستنكر اختصار المصلين في التراويح، وغير ذلك من الممارسات الاحتسابية الصغيرة.
لا شك إذا أننا محتاجون لبرامج تغيير حقيقية تترسخ من خلالها ثقافة التعايش حتى تصبح جزءًا طبيعيًا بديهيًا من سلوكنا الاجتماعي.
تقادم الزمن على الوجود البشري، وازداد تنوع الناس واختلافهم. فانقسموا إلى أعراق وألوان ومعتقدات وطبقات. وما زالوا مستمرين في صنع الفوارق بينهم شيئًا فشيئًا، ورغم أن الاختلاف بحد ذاته أمر إيجابي بما يؤدي إليه من تنوع وكثرة وإبداع، إلا أنه من جهة أخرى يصبح أشبه بقنبلة موقوتة إذا لم تنسج في بنيته قيم التسامح والمحبة وقبول المختلف بصدق لا تقية ولا نفاقًا ولا خداعًا.
واليوم في هذا العالم المفتوح لم يعد التعايش مجرد وجهة نظر، بل أصبح ضرورة من ضرورات الحياة والتعامل، وقيمة لا تكتمل النزاهة الأخلاقية إلا بها.
يعيش في بلادنا ملايين البشر المختلفين في الدين والرأي والتوجهات، كما يسافر أبناؤنا شرقًا وغربًا للتعليم والعمل والإقامة في مجتمعات متعددة ومتنوعة. ومع هذا فإننا ما زلنا نلمس خللًا في فهم أجيالنا لقيم التعايش مع المختلف أيًا كان.
تحت مبدأ (من رأى منكم منكرًا فليغيره) يتجرأ شخص فينكر على آخر عدم انضمامه لصلاة الجماعة، أو عدم صيامه، أو استماعه للموسيقى!
وتحت مبدأ (الولاء والبراء) يحدثك شخص عن (مشروعية الكراهية) لغير المسلم تقربًا لله!
وتحت مبدأ (بلغوا عني ولو آية) قد يتحول سائح أو مبتعث إلى داعية ينظر إلى الآخرين ويخبرهم أن كتبهم محرفة واعتقاداتهم شركية!
ولست هنا في وارد تفنيد وتشريح المبادئ السالفة أو غيرها، إلا أنه من الخطورة بمكان أن يعتقد المسلم أنه مسؤول عن التنفيذ المباشر لها فهي مبادئ عامة تشكلت في ظروف تاريخية وأنساق فكرية مختلفة، وقد خاض المسلمون فيها بمداد الجدل لقرون خلت وكتبوا فيها أشكالًا من الأفهام ومجلدات من المراجعات. فلا يتصور عقل أن يتم اجتزاء نص من سياقه ثم يحمل المسلم المعاصر على نفسه مسؤولية تطبيقه!
بعض المجتمعات المسلمة التي خرجت وتخلصت من التأثير المتطرف للإسلام السياسي، احتاجت وقتًا لتتحول إلى (الحياة المدنية) التي الإسلام فيها يمثل منظومة إنسانية تخدم العالم وتنسجم مع متغيراته، كما تحتاج إلى عمل تنويري جاد تؤديه الأجهزة التربوية والحقوقية والإعلامية والمؤسسات الاجتماعية.
ختامًا.. كم هو مقلق ما نشره بعض الأطفال مؤخرًا على وسائل التواصل الاجتماعي من مواد ذات مضامين إقصائية، فهذا يبرر للتحرش بمن لا تتحجب، وذاك يستنكر اختصار المصلين في التراويح، وغير ذلك من الممارسات الاحتسابية الصغيرة.
لا شك إذا أننا محتاجون لبرامج تغيير حقيقية تترسخ من خلالها ثقافة التعايش حتى تصبح جزءًا طبيعيًا بديهيًا من سلوكنا الاجتماعي.