لك الحق في الانتقاد أليس كذلك؟ وهي وجهة نظرك على افتراض أنها مبنية على تجاربك وخبرتك، أو قد تكون على حصافة منك وعلم واستشراف وذكاء، ولكن السؤال ما الدافع لعملية الانتقاد؟ هل الانتقاد مهنة عبثية أم مهنة تصحيح مسار؟
هذه التساؤلات يجب التفكير بها من قبل من أمسكوا بلواء الانتقاد، وتربعوا على مسرح العملية الانتقادية، فالجماهير والمجتمعات جُبلت على إبداء الرأي بالانتقاد الكلي أو الثناء الكلي، وقد تراها بشكل جلي في وسائل التواصل الاجتماعي والهاشتاقات التي يتفاعلون معها، ولكن هذا الآراء قد يحركها شخص أو مجموعة باعتبارها ناقدة أو مختصة في مجال معين، وأصبح الانتقاد وظيفة للاصطياد في الماء العكر، ويحق لصاحبها إما الهدم بمعول التخصص الضبابي لأفكار قد يكون لها مستقبل مشرق، أو تقديم فكرة تعيد عجلة الزمن إلى الوراء، لأنه لا يعرف سواها.
في طرحنا هذا لا نقصد الرفض للانتقاد أو للثناء على وجه العموم، وإنما ألا يكون الانتقاد هواية صيد للأفكار ودفنها في مهدها لكثير من الأشخاص بسبب عدم الثقة بالنفس والمحاولة المستمرة لإثبات وجودهم بهذه الطريقة. الكثير من النقاد يسعون بشكل متكرر لتصيد الأخطاء لأي موضوع بغض النظر عن أهدافه، من أجل توجيه الأنظار لأنفسهم لأنهم قد يشعرون من دواخلهم بأنهم أشخاص سلبيون أو غير جديرين بتقديم شيء ينفع مجتمعاتهم، ويكون الانتقاد في أغلب حالاته غير منصف وغير موضوعي وليس مستندا على براهين. فهم ينتقدون ما يحتاجونه لأنفسهم، هم أشبه بمن يطلق طلقات نارية عشوائية ليس لها هدف، لإثبات قدرتهم على إطلاق النار ليس إلا.
فعندما تأخذ جولة في وسائل التواصل الاجتماعي تجد أصحاب المشارط في الانتقاد نشيطين ومتفاعلين ومتباهين بالانتقاد، لأن ضالتهم هي الشهرة بأبخس الأثمان. ولعلنا في هذا السياق نسوق حديثًا للمفكر العربي محمد الجابري عندما سئل: (بأن هناك أحد الكتاب يسعى بشكل متكرر لانتقاد أطروحاتك وأفكارك في كثير من المحافل وفي كل مناسبة)، فكان مضمون جوابه أنه سيسعى لتقديم ما يؤمن به من أفكار وأطروحات لجماهيره التي تنتظر ما يقدمه من علم ومعرفة، أما هذا الكاتب فسوف يضيع وقته في شيء لن يذكره التاريخ ولا الجمهور. هذه حكمة يجب أن يعيها من يحمل أذنا واعية من المنتقدين. بعض النقاد في وقتنا الحاضر يحاولون الانتصار لأنفسهم وهم بلا أهداف سامية يسعون لتحقيقها، فسعيهم نحو الانتقاد من أجل الانتقاد، وليس الانتقاد من أجل الإصلاح أو التوجيه للطريق الصحيح، لأنهم يعلمون أن الأفكار أو الأطروحات العلمية أو الابتكارات أو المبادرات أو الخطط، لن تكون كاملة وسالمة من العيوب بأي حال من الأحوال. ولأجل ذلك تجد الانتقاد، ومن يحمل همه وفكره نشط وذو قلم سيال في قدح كل من يخالفه الرأي أو التوجه، فهو صاحب نظرية فرعونية في الرأي والطرح. وقد يكون هذا جزءًا مما يدور في فكر المنتقد أو الناقد العبثي، أما الناقد الإصلاحي والذي يحمل في طيات أفكاره تصحيح القضايا والمسائل وبناء الأفكار ذات الإطار المنطقي، فهو يحاول الإصلاح بتقديم الحلول وتشخيص الأخطاء، ليس من أجل الوقوف عليها وإنما لتحويلها إلى مشاريع تخدم المجتمع. الناقد الإصلاحي يتبع إستراتيجية قرآنية عملية تتمثل بخطوات محددة هي أولاً: أن الرأي والانتقاد قائم على معرفة وخبرة ودراية بالموضوع بكل جوانبه، فلا يمكن أن يعطيك الناقد رأيًا مقصورًا على وجهة نظر قاصرة لا تعي الحقيقة والصورة بشكل كامل، ثانيًا: ألا يكون هدفه من طرحه هو مخالفة الناس أو حصر الانتقاد عليهم بغض النظر عما يقدمون وإثبات المعرفة، وأنه أفهم، وأن يكون هدفه الانتصار لذاته بدل الانتصار للحقيقة. ثالثًا: ألا يقتصر عمله على الانتقاد والنظر في العيوب والحكم الكلي على الأمور والمسائل، بل لا بد أن يصحب هذا الرأي مشروع إصلاحي وفكر تطوير لمخالفة ما يعتقد أنه خطأ، مبنيًا على البراهين أو التجارب أو الخبرة. رابعًا: أن يؤمن أن أفكاره وأطروحاته قابلة للتغيير والتطوير، فمعروف أنه ليس هناك عمل مكتمل، وأن الحقيقة ليست حبيسة عقل وإنما تدور في فلك العقول والمفكرين.
هذه التساؤلات يجب التفكير بها من قبل من أمسكوا بلواء الانتقاد، وتربعوا على مسرح العملية الانتقادية، فالجماهير والمجتمعات جُبلت على إبداء الرأي بالانتقاد الكلي أو الثناء الكلي، وقد تراها بشكل جلي في وسائل التواصل الاجتماعي والهاشتاقات التي يتفاعلون معها، ولكن هذا الآراء قد يحركها شخص أو مجموعة باعتبارها ناقدة أو مختصة في مجال معين، وأصبح الانتقاد وظيفة للاصطياد في الماء العكر، ويحق لصاحبها إما الهدم بمعول التخصص الضبابي لأفكار قد يكون لها مستقبل مشرق، أو تقديم فكرة تعيد عجلة الزمن إلى الوراء، لأنه لا يعرف سواها.
في طرحنا هذا لا نقصد الرفض للانتقاد أو للثناء على وجه العموم، وإنما ألا يكون الانتقاد هواية صيد للأفكار ودفنها في مهدها لكثير من الأشخاص بسبب عدم الثقة بالنفس والمحاولة المستمرة لإثبات وجودهم بهذه الطريقة. الكثير من النقاد يسعون بشكل متكرر لتصيد الأخطاء لأي موضوع بغض النظر عن أهدافه، من أجل توجيه الأنظار لأنفسهم لأنهم قد يشعرون من دواخلهم بأنهم أشخاص سلبيون أو غير جديرين بتقديم شيء ينفع مجتمعاتهم، ويكون الانتقاد في أغلب حالاته غير منصف وغير موضوعي وليس مستندا على براهين. فهم ينتقدون ما يحتاجونه لأنفسهم، هم أشبه بمن يطلق طلقات نارية عشوائية ليس لها هدف، لإثبات قدرتهم على إطلاق النار ليس إلا.
فعندما تأخذ جولة في وسائل التواصل الاجتماعي تجد أصحاب المشارط في الانتقاد نشيطين ومتفاعلين ومتباهين بالانتقاد، لأن ضالتهم هي الشهرة بأبخس الأثمان. ولعلنا في هذا السياق نسوق حديثًا للمفكر العربي محمد الجابري عندما سئل: (بأن هناك أحد الكتاب يسعى بشكل متكرر لانتقاد أطروحاتك وأفكارك في كثير من المحافل وفي كل مناسبة)، فكان مضمون جوابه أنه سيسعى لتقديم ما يؤمن به من أفكار وأطروحات لجماهيره التي تنتظر ما يقدمه من علم ومعرفة، أما هذا الكاتب فسوف يضيع وقته في شيء لن يذكره التاريخ ولا الجمهور. هذه حكمة يجب أن يعيها من يحمل أذنا واعية من المنتقدين. بعض النقاد في وقتنا الحاضر يحاولون الانتصار لأنفسهم وهم بلا أهداف سامية يسعون لتحقيقها، فسعيهم نحو الانتقاد من أجل الانتقاد، وليس الانتقاد من أجل الإصلاح أو التوجيه للطريق الصحيح، لأنهم يعلمون أن الأفكار أو الأطروحات العلمية أو الابتكارات أو المبادرات أو الخطط، لن تكون كاملة وسالمة من العيوب بأي حال من الأحوال. ولأجل ذلك تجد الانتقاد، ومن يحمل همه وفكره نشط وذو قلم سيال في قدح كل من يخالفه الرأي أو التوجه، فهو صاحب نظرية فرعونية في الرأي والطرح. وقد يكون هذا جزءًا مما يدور في فكر المنتقد أو الناقد العبثي، أما الناقد الإصلاحي والذي يحمل في طيات أفكاره تصحيح القضايا والمسائل وبناء الأفكار ذات الإطار المنطقي، فهو يحاول الإصلاح بتقديم الحلول وتشخيص الأخطاء، ليس من أجل الوقوف عليها وإنما لتحويلها إلى مشاريع تخدم المجتمع. الناقد الإصلاحي يتبع إستراتيجية قرآنية عملية تتمثل بخطوات محددة هي أولاً: أن الرأي والانتقاد قائم على معرفة وخبرة ودراية بالموضوع بكل جوانبه، فلا يمكن أن يعطيك الناقد رأيًا مقصورًا على وجهة نظر قاصرة لا تعي الحقيقة والصورة بشكل كامل، ثانيًا: ألا يكون هدفه من طرحه هو مخالفة الناس أو حصر الانتقاد عليهم بغض النظر عما يقدمون وإثبات المعرفة، وأنه أفهم، وأن يكون هدفه الانتصار لذاته بدل الانتصار للحقيقة. ثالثًا: ألا يقتصر عمله على الانتقاد والنظر في العيوب والحكم الكلي على الأمور والمسائل، بل لا بد أن يصحب هذا الرأي مشروع إصلاحي وفكر تطوير لمخالفة ما يعتقد أنه خطأ، مبنيًا على البراهين أو التجارب أو الخبرة. رابعًا: أن يؤمن أن أفكاره وأطروحاته قابلة للتغيير والتطوير، فمعروف أنه ليس هناك عمل مكتمل، وأن الحقيقة ليست حبيسة عقل وإنما تدور في فلك العقول والمفكرين.