صدم عدد من التغريدات والمقاطع المصورة المنشورة عبر حسابات طبية موثقة المتابعين، وأصابهم بالحيرة لجهة ما إن كانت تستند إلى معلومات طبية موثقة، أم أنها مجرد أقاويل، خصوصا أن كثيرا منها صاحبها إما التراجع ممن أطلقها، أو معارضتها علميا من متخصصين.
ومع لجوء كثير من المتابعين إلى تلك الحسابات ـ التي ينظر إليها على أنها موثقة لأطباء مختصين ـ لزيادة وعيهم الطبي والصحي والأسري، ومع اتباع كثير منهم لما تأتي به تلك الحسابات من معلومات ونصائح ومحاذير، يصطدمون لاحقا بأن المعلومة لم تكن مستندة إلى حقائق، أو أن هناك ما يدحضها علميا، أو أنها مجرد دعابات لم تُقصد ما فيها، حيث يختلط عليهم الجد بالهزل، وبالتالي باتوا بين:
«المعلومة وضدها».
«الحقيقة العلمية أم الدعابة»..
«كلام العلم أم التهريج»..
كما أطلق أطباء تصريحات صادمة حتى خارج المجال الطبي، وهو ما لفت النظر أكثر لضرورة العناية بما تطلقه حساباتهم خصوصا مع كثرة متابعيها وعنايتهم بصدورها عن حساب موثق لشخص متخصص.
المعلومة وضدها
أثارت تصريحات أطلقها طبيب الأسرة الدكتور سعود الشهري حذر فيها من «التسمم المائي» ردود فعل كبيرة، حيث قال إنه «لو شرب الشخص 5 علب ماء حجم 200 مل خلال ساعة، فهو مُعَرّض للتسمم المائي، والأفضل أن يكون العدد على ساعتين و3 وليس في جزء من الساعة».
وعلى مواقع التواصل كانت ردود الأفعال حول ذلك التصريح متباينة، وكان من بينها ردود لأطباء أشاروا فيها إلى أنه لا مرجعية طبية لما ذكره الشهري.
وقال الدكتور هُمام عقيل في رده عبر الهاشتاق «لا توجد قاعدة عامة لكمية الماء التي يجب شربها أو التي تسبب تسمم الماء، وهي تختلف باختلاف الوزن، النشاط، المناخ والجنس للمرضعة، وتسمم الماء حالة نادرة لا تصيب البالغ السليم عند شربه للكمية المذكورة».
تصريح يعقبه تراجع
صدم تصريح صدر مؤخرا المتابعين، وأثار تفاعلهم، وفيه أكد الدكتور فهد الخضيري، أستاذ وعالم أبحاث المسرطنات عبر حسابه الرسمي إلى تغيّر مفهوم «تناول التبن»، باعتباره طعاما للحيوانات، وقال ناصحاً «إن من يدعونا لتناول التبن هو ناصح لنا، لأنه أحد الخيارات الصحية».
وعلل «إن تناول التبن كطعام، يعد أحد الخيارات الصحية جداً لأنه مليء بالألياف».
وأضاف «التبن بديل غذائي جيد لمنع الإمساك وتقليل السعرات الحرارية»، موضحًا أن «التبن يحتوي على نفس القيمة الغذائية الموجودة في كثير من المنتجات عالية الثمن التي يذكرون أنها غنية بالألياف».
وبعد أن أثار تصريحه ردود فعل عدة من رواد التواصل الاجتماعي والقنوات، تراجع الخضيري وقال إنه لم ينصح بأكل التبن بشكل مباشر، مشيرا «الأمر كان في إطار الرد على أحد المتابعين الذي ذكر أنه غضب من شخص آخر قال له في سياق الحديث: كل تبن»، وأضاف أنه ذكر له بأن التبن من الألياف الغذائية مثل النخالة، ومن أنواع الألياف النباتية التي تحارب الإمساك وتهيج القولون العصبي، وذلك من باب الدعابة وتهوين الأمر عليه.
ولفت إلى أنه قال مداعبا ومواسيا لذلك المتابع: لا تزعل إذا قال لك كل تبن فهو يبحث عن مصلحتك. مشيرا إلى أنه لم ينتبه إلى أنه تم تحريف كلامه.
استبيان يثير الجدل
من جانبه، أثار الدكتور نزار باهبري، مدير الجمعية السعودية للأمراض المعدية جدلا واسعا، بعد الكشف عن استبيان أجراه على 3 آلاف سيدة سعودية حول مشاهدة الأفلام الإباحية حيث أشار إلى أنه وجد أن نسبة 92 % منهن يشاهدنها.
وأطلق مغردون وسم "نزار باهبري يسيء للسعوديات"، ما دفعه لنشر تغريدة وضح فيها أن كل ما في الأمر أنه نشر مجرد استبيان بسيط لبيان مدى سهولة الوصول إلى مشاهدة تلك الأفلام حاليا بعدما كان الأمر صعبا قديما، وتابع عبر صفحته الموثقة على تويتر: جاوبني أكثر من 3000 سيدة على سؤال هل حصل وشاهدت مقطعا إباحيا مرة واحدة في حياتك والإجابة كانت نعم من 92 %، ليس هذا معناه كل المجتمع، بل هي شريحة تتابع حساباتي والمعنى أنه قد يحدث. على حد تعبيره.
وفيما رأى بعض المتابعين للحساب أنه كان يتحدث عن وجود اختلاف في مستوى سهولة الوصول إلى المشاهد الإباحية اليوم عن الماضي، رأى آخرون أن نشر الأمر على هذا النحو يسيء ويصدم.
الثقة المهددة
زادت خطورة الآراء والتصريحات التي يطلقها الأطباء في الآونة الأخيرة، وعلى الأخص منذ تفشي وباء كورونا ثم جدري القرود وغيرها، حيث تقول مريم الرويلي وهي ربة منزل لـ«الوطن» في الآونة الأخيرة بات كثيرون قلقون تجاه الأمراض والأوبئة، لا سيما مع وباء كورونا، وكان المرشد الأول لنا هو حسابات الأطباء عبر تويتر.
وتابعت "أتابع عددا من تلك الحسابات وأطبق النصائح التي تأتي بها بين الفينة والأخرى، ولكن عندما شاهدت بعض التغريدات التي وصفت بأنها صادمة من بعضهم، ومع التراجع اللاحق عنها عندما حملت على محمل الجد بتّ على حذر وصرت أنتظر ردود الفعل على التغريدة لبعض الوقت قبل أن أطبق ما فيها خشية أن يعقبها تصريح بأنها دعابة أو أنها بلا مستند طبي".
تذبذب المجتمع
أكدت أخصائية علم الاجتماع باسمة الضويمر أن وسائل التواصل الاجتماعي لها تأثير فعال على المجتمع لا سيما تلك التي تأتي من حسابات رسمية موثقة وعلى الأخص منها ما تعلق بالنصائح الطبية خصوصا بعد الجائحات الأخيرة، ومن هنا يعمد الجميع لمتابعة تلك الحسابات والأخذ الفوري بنصائحها الصحية.
وتابعت "وسائل التواصل لها تأثير سلبي على المجتمع عند عدم الدقة والصدق في طرح أي موضوع أو معلومة، خاصة المواضيع الطبية التي تسبب التذبذب، وهذا قد يقود إلى حالة رفض مجتمعي لأي معلومة تأتي بها تلك الوسائل سواء أكانت صحيحة أم خاطئة لأنها فقدت المصداقية".
انعكاسات سلبية
أوضحت دكتورة التربية، المستشارة الأسرية الدكتورة هداية الله أحمد الشاش أن بعض الأسر الحريصة على صحة أفرادها تثق في كلام الأطباء وتصدّق كل ما ينشرونه في حساباتهم على وسائل التواصل، وتبدأ بالفعل بتطبيق نصائحهم الطبية على أسرهن، لا سيما ما تعلق بالأغذية والمحاذير المذكورة حولها، وأحيانا قد لا تعرف شيئاً حول تراجع الطبيب عن تلك التغريدة، وهذا قد يكون له انعكاسات سلبية في حال اتباعها ما ورد في التغريدات على أنه نصائح، أما الأسر التي تكتشف أن تلك المعلومة المنشورة مجرد دعابة وليست معلومة علمية صحيحة، فتشعر بدورها بالحيرة والتوتر وعدم الثقة حتى بأصحاب الألقاب العلمية، ومن هنا نؤكد بشدة على أهمية تحري المتخصصين الدقة العلمية، والشعور بالمسؤولية حول ما ينشر، فالعلم أمانة لا يجدر التفريط بها.
ومع لجوء كثير من المتابعين إلى تلك الحسابات ـ التي ينظر إليها على أنها موثقة لأطباء مختصين ـ لزيادة وعيهم الطبي والصحي والأسري، ومع اتباع كثير منهم لما تأتي به تلك الحسابات من معلومات ونصائح ومحاذير، يصطدمون لاحقا بأن المعلومة لم تكن مستندة إلى حقائق، أو أن هناك ما يدحضها علميا، أو أنها مجرد دعابات لم تُقصد ما فيها، حيث يختلط عليهم الجد بالهزل، وبالتالي باتوا بين:
«المعلومة وضدها».
«الحقيقة العلمية أم الدعابة»..
«كلام العلم أم التهريج»..
كما أطلق أطباء تصريحات صادمة حتى خارج المجال الطبي، وهو ما لفت النظر أكثر لضرورة العناية بما تطلقه حساباتهم خصوصا مع كثرة متابعيها وعنايتهم بصدورها عن حساب موثق لشخص متخصص.
المعلومة وضدها
أثارت تصريحات أطلقها طبيب الأسرة الدكتور سعود الشهري حذر فيها من «التسمم المائي» ردود فعل كبيرة، حيث قال إنه «لو شرب الشخص 5 علب ماء حجم 200 مل خلال ساعة، فهو مُعَرّض للتسمم المائي، والأفضل أن يكون العدد على ساعتين و3 وليس في جزء من الساعة».
وعلى مواقع التواصل كانت ردود الأفعال حول ذلك التصريح متباينة، وكان من بينها ردود لأطباء أشاروا فيها إلى أنه لا مرجعية طبية لما ذكره الشهري.
وقال الدكتور هُمام عقيل في رده عبر الهاشتاق «لا توجد قاعدة عامة لكمية الماء التي يجب شربها أو التي تسبب تسمم الماء، وهي تختلف باختلاف الوزن، النشاط، المناخ والجنس للمرضعة، وتسمم الماء حالة نادرة لا تصيب البالغ السليم عند شربه للكمية المذكورة».
تصريح يعقبه تراجع
صدم تصريح صدر مؤخرا المتابعين، وأثار تفاعلهم، وفيه أكد الدكتور فهد الخضيري، أستاذ وعالم أبحاث المسرطنات عبر حسابه الرسمي إلى تغيّر مفهوم «تناول التبن»، باعتباره طعاما للحيوانات، وقال ناصحاً «إن من يدعونا لتناول التبن هو ناصح لنا، لأنه أحد الخيارات الصحية».
وعلل «إن تناول التبن كطعام، يعد أحد الخيارات الصحية جداً لأنه مليء بالألياف».
وأضاف «التبن بديل غذائي جيد لمنع الإمساك وتقليل السعرات الحرارية»، موضحًا أن «التبن يحتوي على نفس القيمة الغذائية الموجودة في كثير من المنتجات عالية الثمن التي يذكرون أنها غنية بالألياف».
وبعد أن أثار تصريحه ردود فعل عدة من رواد التواصل الاجتماعي والقنوات، تراجع الخضيري وقال إنه لم ينصح بأكل التبن بشكل مباشر، مشيرا «الأمر كان في إطار الرد على أحد المتابعين الذي ذكر أنه غضب من شخص آخر قال له في سياق الحديث: كل تبن»، وأضاف أنه ذكر له بأن التبن من الألياف الغذائية مثل النخالة، ومن أنواع الألياف النباتية التي تحارب الإمساك وتهيج القولون العصبي، وذلك من باب الدعابة وتهوين الأمر عليه.
ولفت إلى أنه قال مداعبا ومواسيا لذلك المتابع: لا تزعل إذا قال لك كل تبن فهو يبحث عن مصلحتك. مشيرا إلى أنه لم ينتبه إلى أنه تم تحريف كلامه.
استبيان يثير الجدل
من جانبه، أثار الدكتور نزار باهبري، مدير الجمعية السعودية للأمراض المعدية جدلا واسعا، بعد الكشف عن استبيان أجراه على 3 آلاف سيدة سعودية حول مشاهدة الأفلام الإباحية حيث أشار إلى أنه وجد أن نسبة 92 % منهن يشاهدنها.
وأطلق مغردون وسم "نزار باهبري يسيء للسعوديات"، ما دفعه لنشر تغريدة وضح فيها أن كل ما في الأمر أنه نشر مجرد استبيان بسيط لبيان مدى سهولة الوصول إلى مشاهدة تلك الأفلام حاليا بعدما كان الأمر صعبا قديما، وتابع عبر صفحته الموثقة على تويتر: جاوبني أكثر من 3000 سيدة على سؤال هل حصل وشاهدت مقطعا إباحيا مرة واحدة في حياتك والإجابة كانت نعم من 92 %، ليس هذا معناه كل المجتمع، بل هي شريحة تتابع حساباتي والمعنى أنه قد يحدث. على حد تعبيره.
وفيما رأى بعض المتابعين للحساب أنه كان يتحدث عن وجود اختلاف في مستوى سهولة الوصول إلى المشاهد الإباحية اليوم عن الماضي، رأى آخرون أن نشر الأمر على هذا النحو يسيء ويصدم.
الثقة المهددة
زادت خطورة الآراء والتصريحات التي يطلقها الأطباء في الآونة الأخيرة، وعلى الأخص منذ تفشي وباء كورونا ثم جدري القرود وغيرها، حيث تقول مريم الرويلي وهي ربة منزل لـ«الوطن» في الآونة الأخيرة بات كثيرون قلقون تجاه الأمراض والأوبئة، لا سيما مع وباء كورونا، وكان المرشد الأول لنا هو حسابات الأطباء عبر تويتر.
وتابعت "أتابع عددا من تلك الحسابات وأطبق النصائح التي تأتي بها بين الفينة والأخرى، ولكن عندما شاهدت بعض التغريدات التي وصفت بأنها صادمة من بعضهم، ومع التراجع اللاحق عنها عندما حملت على محمل الجد بتّ على حذر وصرت أنتظر ردود الفعل على التغريدة لبعض الوقت قبل أن أطبق ما فيها خشية أن يعقبها تصريح بأنها دعابة أو أنها بلا مستند طبي".
تذبذب المجتمع
أكدت أخصائية علم الاجتماع باسمة الضويمر أن وسائل التواصل الاجتماعي لها تأثير فعال على المجتمع لا سيما تلك التي تأتي من حسابات رسمية موثقة وعلى الأخص منها ما تعلق بالنصائح الطبية خصوصا بعد الجائحات الأخيرة، ومن هنا يعمد الجميع لمتابعة تلك الحسابات والأخذ الفوري بنصائحها الصحية.
وتابعت "وسائل التواصل لها تأثير سلبي على المجتمع عند عدم الدقة والصدق في طرح أي موضوع أو معلومة، خاصة المواضيع الطبية التي تسبب التذبذب، وهذا قد يقود إلى حالة رفض مجتمعي لأي معلومة تأتي بها تلك الوسائل سواء أكانت صحيحة أم خاطئة لأنها فقدت المصداقية".
انعكاسات سلبية
أوضحت دكتورة التربية، المستشارة الأسرية الدكتورة هداية الله أحمد الشاش أن بعض الأسر الحريصة على صحة أفرادها تثق في كلام الأطباء وتصدّق كل ما ينشرونه في حساباتهم على وسائل التواصل، وتبدأ بالفعل بتطبيق نصائحهم الطبية على أسرهن، لا سيما ما تعلق بالأغذية والمحاذير المذكورة حولها، وأحيانا قد لا تعرف شيئاً حول تراجع الطبيب عن تلك التغريدة، وهذا قد يكون له انعكاسات سلبية في حال اتباعها ما ورد في التغريدات على أنه نصائح، أما الأسر التي تكتشف أن تلك المعلومة المنشورة مجرد دعابة وليست معلومة علمية صحيحة، فتشعر بدورها بالحيرة والتوتر وعدم الثقة حتى بأصحاب الألقاب العلمية، ومن هنا نؤكد بشدة على أهمية تحري المتخصصين الدقة العلمية، والشعور بالمسؤولية حول ما ينشر، فالعلم أمانة لا يجدر التفريط بها.