سعود سيف الجعيد

يظل موعدك سرابا أضاع مني أجمل الليالي والأيام، ويظل موقفك معي علامة استفهام تبحث عن الإجابة، ويظل حبك حلما يرفض أن يترجم إلى واقع، وتظل خطواتي تشتكي طول الطريق وعناء الصبر، ويظل طيفك مجرد خيال أحاول أن ألمسه فيخنقني حالما، أقترب منه تظل المسافات بيني وبينك أكبر وأطول من الماضي، مع أني أسرع بالخطى، وأنت تقف عند خطوتك الأولى، أعطيتني الأمل، ولكن أوهمتني وخدعتني وجعلتني أضيع في طريق الألم، في اعتقادي أنه لا يوجد أمل يمكن أن يوصلنا إلى شط الأمان الذي طالما حلمت بالوصول إليه، كنت أنتظر منك الكثير ففقدت أنا الكثير من سعادتي، طال بي الحزن، سئمت من التفكير، مللت الانتظار، رفض قلبي المخدوع أن يستمر في دوامة الحيرة والبحث، كنتُ مثالا للصدق مثالا لأسمى معاني الحب ولكنك كنتَ أنتَ عكس كل ذلك، زاد بك الغرور وزاد بي الخضوع.

كم أعلنت لك حبي! كم ترجمت لك مشاعري الصادقة! كم مددت لك يدي لكي تصافحها ولكنك كعادتك خيبت آمالي وحطمت أيامي، سألتك عن السبب فلم تجبني، تركتني في عالم كله تساؤلات، جسمي الذابل أشرف على الاحتضار، أذقتني مرارة الهجر، وتركتني حائرا أفتش عن واقعي، ولكن لا فائدة، فلقد انتهيت، قتلت أفراحي، فلقد كنتَ لي مصدر السعادة التي أبحث عنها، ولقد كنت لي نبع الحنان الذي يطفئ أحزاني، كم تمنيت أني لم أعرفك!

كم تمنيت أن أعود إلى الحياة من جديد وينتهي كل هذا العذاب والحرمان! لأعود إنسانا أشعر بوجودي في الحياة وأنعم بالسعادة كبقية البشر، ولكن لا فائدة، فلقد سلبت مني كل ماهو جميل، أخذت مني الفرح وتركت لي الحزن، تركتني في وقت كنت في أمَسِّ الحاجة إليك، كل ما حدث لم أكن أتوقعه، كيف حدث؟ ولماذا وبأي سبب؟ لا أدري.

كل ما أعرفه أنني قد أكون أنا السبب، حقاً عندما سلمتك مفاتيح قلبي لكي تعبث بعواطفي وأحاسيسي، كل ذلك وأنت تدعي الحب، أمنت لك ولم أكن أشك في إخلاصك، فزادك ذلك غدرا وخداعا، وأصبح لا يحلو لك إلا أن تراني معذبا وجريحا، وكم سألت نفسي: هل هذا هو الحب الذي كنت تحدثني عنه؟ هل هذا هو الوفاء الذي كنت تعدني به؟

تساؤلات تعاودني تطير بي إلى عالم كاذب من المشاعر المزيفة تحت ستار جميل اسمه الحب.