من بداية أنشطة هيئة الترفيه في السعودية منذ ما يزيد على خمس سنوات، ومع تنوعها وتعددها واستهدافها لجميع الفئات في المجتمع في أغلب المناطق بشكل نسبي، فإنها كانت في مرمى الانتقاد الدائم - سلبا أو إيجابا-، وأفضل ما كانت تقوم به الهيئة هو استمرارها بالعمل والإنجاز ووضع الخطط ورفع المؤشرات من خلال جودة الفعاليات ونسب الحضور العالية رغم تفوق النقد السلبي الجارف والمندد لأي أنشطة تعد جديدة على مجتمع لم يعتد على ما يراه الآن منذ سنين طويلة.
الانتقاد السلبي للترفيه أمر متوقع في ثقافة اجتماعية ودينية كانت تقاوم الفن بكامل أشكاله- والفن هو المادة الخام للثقافة والترفيه- وكانت المقاومة تتخذ شكل المحاربة والنفي والحرمان منه، حتى نشأت أجيال لم تر أي فعالية غنائية في مسارح مدنها، ولم تطرب لصوت عازف على أرصفة شوارعها، ولا تعرف معنى وقيمة المسرح التمثيلي ولا الرقص الأدائي، ولا تملك فكرة عن أهمية الترفيه باللعب والمسابقات والتحديات على الفرد بشكل خاص ولا المجتمع بشكل عام في تحسين جودة حياته، وصحته النفسية، والاجتماعية، والاقتصادية. بل إن من كان ينتسب للفن من المغنين أو الموسيقيين أو الممثلين وغيرهم كان يشعر بالغربة في مجتمعه، والحرب والإقصاء من محيطه.
ومن كان يستمتع به يتحوط كثيرًا ألا يكون تحت مرأى العيون الناقدة ولا الأفكار المعادية حتى أن البعض بات يحمل عقدًا من تأنيب الضمير ولوم الذات على الاستمتاع بأرق وأدق تفاصيل الحياة جمالًا في الفن والموسيقى.
كل ذلك لم يكن كراهية لرفاهية الفن والترويح عن النفس بحد ذاته، بل لأنها صورت لهذه الأجيال كخطيئة، ووضعت في سياقات شرعية تجرم وتحرم أي عمل بها، أو انتفاع من فوائدها للفرد فكيف إن كانت كما نراها الآن تمارس في العلن، وتستهدف الجميع، وتستقطب الآخر المختلف لتقديم ما لديه، وتؤثر في مستويات الوطن اجتماعيّا من حيث الشعور بالرضا عن النفس وتحسين جودة حياته، كما تؤثر اقتصاديًّا في توفير الفرص الوظيفية المتعددة، وفي تحسين العائد الاقتصادي للدولة.
تبرير حالة الانتقاد السلبي الذي يواجه قطاع الترفيه في السعودية ممن لم يستطع مواكبة التغيير الكبير الحاصل في المملكة والاستقبال الإيجابي من الجيل الجديد لهذه التغييرات، والتخلص من المعتقدات التي ثبت خطؤها لا يعفي من يصبح انتقاده أداه هدم وإيذاء للأفراد أو المجتمع من خلال حملات التشويه المتعمدة التي تقام على وسائل التواصل الاجتماعي أو الترويج للشائعات في التجمعات الخاصة.
المسيء لقطاع الترفيه – كأحد الأمثلة التي أحدثت فارقًا كبيرًا في المجتمع السعودي- لا يخرج غالبًا عن كونه أحد ثلاثة: الأول ممن يحاول أن يبعث في جسد الصحوة الرمق الأخير من الحياة السامة التي كانت تحاصر بها الجميع، فيمارس أساليبه القديمة الظلامية التي تميل للإيذاء النفسي والمعنوي لمن يخالفه، ويختلف عنه ويؤمن بامتلاكه حق الاختيار في اختيار أساليب معيشته ومظهره التي من ضمنها الترفيه، فيتعمد التهريب والتخويف خاصة في الأوساط التي لم تزل على ناصية الحياد من كل شيء، ويروج للشائعات التي تستهدف أخلاق الشباب وبالأخص الفتيات وسلامتهم لأنهن الحلقة الأضعف في الحذر الاجتماعي مما يمس الأعراض والسمعة.
والثاني: جاهل يتلقى هذه الأخبار المغلوطة، وتلك السموم المعجونة بوصايا الصحوة، والإشاعات المغرضة المدعومة بالصور المزيفة، ويرى في نشر الشائعات ما يسد به نقص أو عجز فكري عما آلت إليه الحياة من تغيير.
أما الثالث وهو أخطرهم فهو حاقد معاد لهذا الوطن، ممن لا يحركه ضمير ولا يردعه دين وأخلاق، قد يكون ربى على أرضها وتنعم بخيراتها، ثم أوغر صدره هذا الحراك والتقدم الذي تنعم به المملكة ومواطنيها، أو أنه يرعى أجندة خارجية معادية ديدنها العداء والتأليب تخدم أطرافًا لهم مصالح لا تخفى على أحد في إيذاء هذا الوطن والمس بمكانته، والتشكيك بقدراته وأبنائه المخلصين في كل القطاعات.
جميع هذه الفئات التي تسيء للوطن من خلال الإساءة لأحد قطاعاته المهمة كالترفيه يسهل التعامل معها بشكل رسمي وفق القوانين والأنظمة، ما يهم الآن أن يتحمل الأفراد من الفئة الشابة بالذات المسؤولية الاجتماعية والوطنية التي ينبغي أن يتحلوا بها تجاه وطنهم المعطاء.
معرفة الجيل بالشاب بالصورة البانورامية التي عاشها المجتمع السعودي لعقود ستساعده على فهم مجريات الأمور، وتسلحه بالإيمان بحق كل فرد في هذا الوطن في حرية الاختيار لطريقة حياته دون تعد على حياة الآخر، ستكون أول أسباب التقبل الذي يؤدي لزيادة النجاح، وسيكون السلاح الأنجع لمقاومة الشائعات وترك الانخراط فيها مشاركة وتداولًا وصناعة.
انتقال المجتمع من أقصى اليمين لأقصى اليسار كبندول ساعة مضطرب في سلوكه الاجتماعي حتى يستقر في منطقة الاتزان، منطقة الوسط، يعتمد كثيرًا على ما يؤمن به الجيل الشاب اليوم من حريات مسؤولة، وما يقدمه من وعي في سلوكه مع ما يقدم له من خيارات إما أن يقبلها باحترام ومسؤولية أو يمتنع عنها باحترام ومسؤولية أيضا.
والأهم أن يكون يد بناء لا معول هدم لهذا الوطن، قد يظهر منه بوعي أو دون وعي عن طريق تداول تغريدة أو نشر صورة أو تمرير معلومة خاطئة للآخرين لا يستفيد منها إلا من يريد الإساءة للوطن والمجتمع بيد أبنائه.
ولعل المسؤولين من تربويين آباء، أو معلمين، أو مختصين اجتماعيين،أو إعلاميين ومؤثرين، يركزون ويكررون دائمًا على أهمية مسؤولية الفرد تجاه وطنه وتجاه ذاته ومجتمعه، ويزود الخبراء بهذا الجهات المختصة بالتربية والتعليم بالوسائل والأدوات التي تفتح آفاقا أمام العقول الناشئة تعزز فيها من قيمته كفرد له دور كبير في قيمة مجتمعه ووطنه.
الانتقاد السلبي للترفيه أمر متوقع في ثقافة اجتماعية ودينية كانت تقاوم الفن بكامل أشكاله- والفن هو المادة الخام للثقافة والترفيه- وكانت المقاومة تتخذ شكل المحاربة والنفي والحرمان منه، حتى نشأت أجيال لم تر أي فعالية غنائية في مسارح مدنها، ولم تطرب لصوت عازف على أرصفة شوارعها، ولا تعرف معنى وقيمة المسرح التمثيلي ولا الرقص الأدائي، ولا تملك فكرة عن أهمية الترفيه باللعب والمسابقات والتحديات على الفرد بشكل خاص ولا المجتمع بشكل عام في تحسين جودة حياته، وصحته النفسية، والاجتماعية، والاقتصادية. بل إن من كان ينتسب للفن من المغنين أو الموسيقيين أو الممثلين وغيرهم كان يشعر بالغربة في مجتمعه، والحرب والإقصاء من محيطه.
ومن كان يستمتع به يتحوط كثيرًا ألا يكون تحت مرأى العيون الناقدة ولا الأفكار المعادية حتى أن البعض بات يحمل عقدًا من تأنيب الضمير ولوم الذات على الاستمتاع بأرق وأدق تفاصيل الحياة جمالًا في الفن والموسيقى.
كل ذلك لم يكن كراهية لرفاهية الفن والترويح عن النفس بحد ذاته، بل لأنها صورت لهذه الأجيال كخطيئة، ووضعت في سياقات شرعية تجرم وتحرم أي عمل بها، أو انتفاع من فوائدها للفرد فكيف إن كانت كما نراها الآن تمارس في العلن، وتستهدف الجميع، وتستقطب الآخر المختلف لتقديم ما لديه، وتؤثر في مستويات الوطن اجتماعيّا من حيث الشعور بالرضا عن النفس وتحسين جودة حياته، كما تؤثر اقتصاديًّا في توفير الفرص الوظيفية المتعددة، وفي تحسين العائد الاقتصادي للدولة.
تبرير حالة الانتقاد السلبي الذي يواجه قطاع الترفيه في السعودية ممن لم يستطع مواكبة التغيير الكبير الحاصل في المملكة والاستقبال الإيجابي من الجيل الجديد لهذه التغييرات، والتخلص من المعتقدات التي ثبت خطؤها لا يعفي من يصبح انتقاده أداه هدم وإيذاء للأفراد أو المجتمع من خلال حملات التشويه المتعمدة التي تقام على وسائل التواصل الاجتماعي أو الترويج للشائعات في التجمعات الخاصة.
المسيء لقطاع الترفيه – كأحد الأمثلة التي أحدثت فارقًا كبيرًا في المجتمع السعودي- لا يخرج غالبًا عن كونه أحد ثلاثة: الأول ممن يحاول أن يبعث في جسد الصحوة الرمق الأخير من الحياة السامة التي كانت تحاصر بها الجميع، فيمارس أساليبه القديمة الظلامية التي تميل للإيذاء النفسي والمعنوي لمن يخالفه، ويختلف عنه ويؤمن بامتلاكه حق الاختيار في اختيار أساليب معيشته ومظهره التي من ضمنها الترفيه، فيتعمد التهريب والتخويف خاصة في الأوساط التي لم تزل على ناصية الحياد من كل شيء، ويروج للشائعات التي تستهدف أخلاق الشباب وبالأخص الفتيات وسلامتهم لأنهن الحلقة الأضعف في الحذر الاجتماعي مما يمس الأعراض والسمعة.
والثاني: جاهل يتلقى هذه الأخبار المغلوطة، وتلك السموم المعجونة بوصايا الصحوة، والإشاعات المغرضة المدعومة بالصور المزيفة، ويرى في نشر الشائعات ما يسد به نقص أو عجز فكري عما آلت إليه الحياة من تغيير.
أما الثالث وهو أخطرهم فهو حاقد معاد لهذا الوطن، ممن لا يحركه ضمير ولا يردعه دين وأخلاق، قد يكون ربى على أرضها وتنعم بخيراتها، ثم أوغر صدره هذا الحراك والتقدم الذي تنعم به المملكة ومواطنيها، أو أنه يرعى أجندة خارجية معادية ديدنها العداء والتأليب تخدم أطرافًا لهم مصالح لا تخفى على أحد في إيذاء هذا الوطن والمس بمكانته، والتشكيك بقدراته وأبنائه المخلصين في كل القطاعات.
جميع هذه الفئات التي تسيء للوطن من خلال الإساءة لأحد قطاعاته المهمة كالترفيه يسهل التعامل معها بشكل رسمي وفق القوانين والأنظمة، ما يهم الآن أن يتحمل الأفراد من الفئة الشابة بالذات المسؤولية الاجتماعية والوطنية التي ينبغي أن يتحلوا بها تجاه وطنهم المعطاء.
معرفة الجيل بالشاب بالصورة البانورامية التي عاشها المجتمع السعودي لعقود ستساعده على فهم مجريات الأمور، وتسلحه بالإيمان بحق كل فرد في هذا الوطن في حرية الاختيار لطريقة حياته دون تعد على حياة الآخر، ستكون أول أسباب التقبل الذي يؤدي لزيادة النجاح، وسيكون السلاح الأنجع لمقاومة الشائعات وترك الانخراط فيها مشاركة وتداولًا وصناعة.
انتقال المجتمع من أقصى اليمين لأقصى اليسار كبندول ساعة مضطرب في سلوكه الاجتماعي حتى يستقر في منطقة الاتزان، منطقة الوسط، يعتمد كثيرًا على ما يؤمن به الجيل الشاب اليوم من حريات مسؤولة، وما يقدمه من وعي في سلوكه مع ما يقدم له من خيارات إما أن يقبلها باحترام ومسؤولية أو يمتنع عنها باحترام ومسؤولية أيضا.
والأهم أن يكون يد بناء لا معول هدم لهذا الوطن، قد يظهر منه بوعي أو دون وعي عن طريق تداول تغريدة أو نشر صورة أو تمرير معلومة خاطئة للآخرين لا يستفيد منها إلا من يريد الإساءة للوطن والمجتمع بيد أبنائه.
ولعل المسؤولين من تربويين آباء، أو معلمين، أو مختصين اجتماعيين،أو إعلاميين ومؤثرين، يركزون ويكررون دائمًا على أهمية مسؤولية الفرد تجاه وطنه وتجاه ذاته ومجتمعه، ويزود الخبراء بهذا الجهات المختصة بالتربية والتعليم بالوسائل والأدوات التي تفتح آفاقا أمام العقول الناشئة تعزز فيها من قيمته كفرد له دور كبير في قيمة مجتمعه ووطنه.