محمد ناصر الأسمري

معمر القذافي ربما سبق الدكتور سعد الصويان آل زهير الصخري الطائي كما حددت نسبه الويكيبيديا، في الدعوة لمجتمع مدني في شكل سياسي بإنشاء تجمع سماه: الساحل والصحراء و رمز له بـ(س ص).

هذا التجمع ضم حوالي 25 دولة في أفريقيا عدا مصر، أنشئ في الرابع من فبراير 1998، ربما كان الدافع سياسيا أكثر منه اجتماعي، بل ربما كان المال وراء قبول المنضمين لـ(س ص).

أما سعد الصويان، سعودي وأستاذ علم الاجتماع في جامعة الملك سعود، وهو باحث مختص في الشعر النبطي والتاريخ الشفهي في الجزيرة العربية، وحاصل على العديد من الشهادات في هذا المجال.

درس في جامعة شمال إلينوي وحصل على البكالوريوس عام 1971، كما حصل على الدكتوراه من جامعة كاليفورنيا، بركلي في العام 1982، كما فاز بجائزة الشيخ زايد للكتاب فرع التنمية وبناء الدولة في الدورة الثامنة، وذلك عن كتابه «ملحمة التطور البشري»، وفاز بجائزة أمين مدني قبل بضع سنين في المدينة المنورة.

لا أعلم لمَ اختار الصويان الصحراء في نجد فقط لتمثل جزيرة العرب؟، أليست صحراء الأحقاف وفيها كما تشير بعض المصادر إلى وجود حضارة إرم ذات العماد التي لم يخلق مثلها في البلاد؟

وصحراء الربع الخالي، وبالذات موقع الفاو بالقرب من السليل، وما وجد فيه من معالم أثرية محفوظة في متحف جامعة الملك سعود، وقد كنت مع مجموعة من الطلبة نقبنا في الموقع تحت قيادة استاذي البروفيسور عبد الرحمن الطيب الانصاري شافاه الله.

كذلك فإن الربذة من صحراء الجزيرة العربية، ولعل ما نقب فيه الزميل العزيز البروفيسور سعد عبد العزيز الراشد مثال إعجاب كبير.

وماذا عن الصحراء الكبرى في شمال أفريقيا، ولعل ليبيا بما فيها من آثار رومانية وعثمانية وأوروبية الشيء الكثير، وقد سعدت أن تجولت في متحف طرابلس عام1991.

ورغم توالي مؤلفات وأبحاث الصويان على مدى أكثر من ربع قرن، ونداءته بضرورة التحول من مجتمع البداوة –الذي هو منهم– إلى مجتمع مدني تتبادل فيه قوى المجتمع الانتماء للتنمية المتوازنة دون نظر كبير إلى أي انتماءات قبلية أو عشائرية أو أسرية، إلا أن المقابلة التلفازية الأسابيع الماضية في برنامج «في الصورة»، أثارت ردودا من الجدل بين مستنكر ومحايد وقبول؟.

كان النمط القبلي هو الأبرز من ردود، بالذات في وسائط التواصل الاجتماعي، اتسم في نطاق التعصب لمجتمع القبيلة، وأن دعوة الصويان ضد الموروث الشعبي القبلي، بل ربما جنح البعض لاعتبار أن هذا مخالف لنص القرآن.

أعتقد أن الدعوة لمجتمع مدني تبرز فيه سمات التنافس من أجل النماء والانتماء والوطنية، ولا تعارض في هكذا دعوة مع التحول المجتمعي الذي تسير فيه بلادنا بصفة خاصة، وبعض البلدان العربية -ومصر مثال- من أجل العمل المنتج وعوائد النفع.

كنت حاضرا في حفل جائزة أمين مدني التي منح الدكتور الصويان جائزتها، وتبادلنا الأحاديث في مواضيع شتى، فقال لي يا خوي يقولون إنك دبوس! قلت صحيح يا سعد من أجل هذا منعت من الكتابة أكثر من مرة!

وحان منه في المقابلة مع المديفر أنه وسم أنه دبوس لأنه كان يمدح!

فهذه «تيه بتاك يا سعد».

ولعلي وأخي البروفيسور سعد الصويان -حفظه الله- نردد مع حمارس بن عدي العذري:

إني لأسكت عن علم ومعرفة

خوف الجواب وما فيه من الخطل

أخشى جواب جهول ليس ينصفني

ولا يهاب الذي يأتيه من زلل.