أبها : محمد الفهيد

فيما دعت منظمة العالم الإسلامي للتربية والعلوم والثقافة «إيسيسكو»، دولها الأعضاء إلى العمل وفق الطرق العلمية والمنهجية الحديثة، للنهوض باللغة العربية، لمواجهة التحديات التي تجابهها على مستويات عدة، حتى تتمكن من إثبات حضورها على جميع الأصعدة، ومد إشعاعها إلى مختلف الآفاق، ومشاركتها في الإنتاج الرقمي التربوي والعلمي والثقافي والاقتصادي التنموي، إلا أن هذه الدعوة ربما تحتاج إلى معجزة حقيقية لتحقيق ذلك، خصوصًا أن المحتوى العربي على الإنترنت لا يتجاوز 3% من محتوى الإنترنت بكل اللغات.

هذه النسبة تشكل تحديًا صعبًا يحتاج إلى تضافر الجهود بين كل الدول الناطقة بهذه اللغة للنهوض بها على كافة الأصعدة والمجالات العلمية، خصوصًا أن كثيرًا من رواد الإنترنت يعانون صعوبة إيجاد المعلومات والدراسات والأبحاث المنشورة باللغة العربية في كثير من المواقع، كما أن هناك مشكلة تواجه الباحثين العرب تتمثل في أن كبرى مواقع المجلات العلمية المعروفة لا تتضمن نسخًا بالعربية، الأمر الذي يجعل من عملية الترجمة الحل الوحيد لنقل الأبحاث ومشاركتها في الجامعات أو عبر وسائل الإعلام.

مرتبة متأخرة

احتلت مواقع الإنترنت العربية مرتبة متأخرة بين اللغات الأخرى التي يتم تصفحها عبر الويب، حيث حلت في المرتبة 11 على مستوى العالم.

وأجرت مؤسسة W3Techs للدراسات التقنية، دراسة في نوفمبر الماضي، لأفضل 10 ملايين موقع على شبكة الإنترنت باستخدام لغات مختلفة، ووجدت أن المواقع المنشورة بالإنجليزية تصدرت القائمة بنحو 63.4% تلتها الروسية بـ7.1% ثم التركية بـ3.9% فالإسبانية بـ3.7%، في حين جاءت المواقع المنشورة باللغة العربية في المرتبة 11 بنسبة 1.2%.

وتستخدم جميع اللغات الأخرى في أقل من 0.1% من المواقع. حتى مع تضمين جميع اللغات، قد لا تبلغ النسب المئوية 100% لأن بعض مواقع الويب تحتوي على لغات محتوى متعددة.

بعدان سياسي واقتصادي

يرجع اهتمام المواقع العالمية باللغة العربية لأنه يتكلم بها أكثر من 300 مليون متحدث حول العالم، وكذلك لأنها إحدى اللغات الست الرسمية للأمم المتحدة. كذلك للأهمية الإستراتيجية للشرق الأوسط، وكذلك لازدياد الوزن التجاري والدبلوماسي والإعلامي للدول العربية، خاصة بلدان مجلس التعاون الخليجي.

بعد هجمات 11 سبتمبر 2001 أطلقت الحكومة الأمريكية ومؤسسات أمريكية أخرى عددًا من المواقع باللغة العربية لتعميق التواصل مع العالم العربي ولتحسين صورة الولايات المتحدة. كما أن ازدياد عدد مستخدمي الإنترنت في العالم العربي أدّى إلى زيادة هذا الاهتمام.

شهد أواخر عام 2006 ضعفًا شديدًا في الاهتمام العالمي باللغة العربية من حيث تدعيم اللغة العربية في المواقع والبرامج والأنظمة الإلكترونية الجديدة. ولكن هناك تحسنًا منذ 2009 حيث بدأت المواقع العالمية بدعم اللغة العربية مثل موقع «فور شارد» وموقع «فيسبوك» و«تويتر» وآخر المواقع التي تم تدعيم اللغة العربية فيها هو «يوتيوب» المملوك لعملاق البحث «قوقل».

ضعف المحتوى في يوتيوب

ومن بين أفضل 250 قناة موجودة في موقع «يوتيوب» تستحوذ اللغة الإنجليزية على 66%، والإسبانية على 15% والبرتغالية على 7%، والهندية على 5%، والكورية على 2%، في حين تشكل اللغات الأخرى 5%، بمعنى أن نسبة اللغة العربية من المحتوى تندرج مع اللغات الأخرى، وهذا من ضمن الأسباب التي تجعل الأشخاص يلجؤون أيضًا إلى ترجمة المحتوى في «يوتيوب» إلى العربية من قنوات ناطقة بغير العربية.

في الجانب العلمي، لا يوجد موقع واحد ناطق بالعربية ضمن قائمة أفضل مواقع البحث العلمي في العالم، ولكن في السنوات الأخيرة بدأت مواقع نشر الأبحاث العلمية العربية بالظهور على مواقع الإنترنت، وأصبح بإمكان الباحث العربي الاطلاع على أحدث الأبحاث العلمية باللغة العربية.

لكن ليست كل المواقع التي ظهرت يمكن الوثوق بها، الأمر الذي يجعل الباحث يقع في حيرة خلال بحثه عن المواقع العلمية العربية الموثوقة لنشر الأبحاث العلمية.

كما لا يجد الباحثون الأكاديميون غالبًا نتائج جيدة لأبحاثهم على محركات البحث المعروفة مثل «قوقل» و«ياهو» و«بينغ»، ورغم أن محرك البحث قوقل يعد أقوى محرك بحث في العالم لكن نتائجه المتباينة لا تلبي حاجيات الدارسين والطلاب والأساتذة والباحثين الراغبين في إنجاز أبحاث أكاديمية، لذلك من الأفضل بالنسبة لهم التوجه إلى مصادر بحث أكاديمية متخصصة.

وباستعراض قائمة بأفضل محركات البحث العلمي الأكاديمي التي تهدف إلى جعل المواد العلمية في متناول الجميع، نجد أن أغلبها يدعم اللغة الإنجليزية فقط.

أكثر مواقع الإنترنت العالمية زيارة من (من حيث اللغة)

1. الإنجليزية 63.4%

2. الروسية 7.1%

3. التركية 3.9%

4. الإسبانية 3.7%

5. الفارسية 3.5%

6. الفرنسية 2.5%

7. الألمانية 2.0%

8. اليابانية 1.9%

9. الفيتنامية 1.8%

10. الصينية 1.3%

11. العربية 1.2%

12. الإندونيسية 0.8%