مكة المكرمة: الوطن

وثّقت الرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي، ومن خلال وكالة المشاريع والدراسات الهندسية، أهم المكانز الإسلامية والأثرية بالمسجد الحرام، بالتقاط 1050 صورة للحجر الأسود، ومقام إبراهيم - عليه السلام-، تم تصويرها باستخدام الفوكس ستاك بانوراما، وتظهر الصور بوضوح 49 ألف ميجا بكسل، وحجم كل صورة 160 جيجا بايت، من خلال تقنية المسح الليزري لبناء نموذج حاسوبي عالي الدقة.

7 ساعات تصوير

واستغرق التقاط الصور 7 ساعات تصوير، وأسبوع عمل متواصل لتعديلها وإخراجها بالشكل النهائي، حيث تتميز الصور بشدة الوضوح، وعدم الضبابية والانعكاسات الضوئية، لتخرج تفاصيل الحجر الأسود، ومقام إبراهيم- عليه السلام- بدرجة وضوح عالية لأول مرة.

وأوضح وكيل الرئيس العام للمشاريع والدراسات الهندسية بالرئاسة المهندس سلطان القرشي، أن الرئاسة اهتمت باستخدام أحدث تقنيات التصوير، لما يمثله الحجر الأسود، ومقام سيدنا إبراهيم عليه السلام، من قيمة دينية لدى المسلمين، فالحجر الأسود مكون من عدة أجزاء، بيضاوي الشكل، أسود اللون مائل إلى الحمرة، وقطره 30 سم، يوجد في الركن الجنوبي الشرقي للكعبة المشرفة من الخارج، فهو نقطة بداية الطواف ومنتهاه، ويرتفع عن الأرض متر ونصف، وهو محاط بإطار من الفضة الخالصة صونًا له، ويظهر مكان الحجر بيضاويًّا.

توثيق الحجر والمقام

وقال القرشي «لما توليه حكومة خادم الحرمين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وولي عهده من عناية واهتمام بالكعبة المشرفة والحجر الأسود ومقام إبراهيم عليه السلام، حرصت الرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي على توثيق الحجر الأسود ومقام إبراهيم، عليه السلام، من حيث إظهار تفاصيله الفنية سواء في الشكل أو الحجم وكافة أبعاده الهندسية ولأول مرة يتم طباعة الأثر الكريم باستخدام الطابعة الثلاثية الأبعاد، وهي تقنية متطورة تستخدم لأول مرة في بناء نموذج يحاكي بشكل كبير جدا شكل وحجم مقام نبينا إبراهيم عليه السلام، حيث تعمل وكالة المشاريع والدراسات الهندسية على بناء معرض افتراضي لعرض جميع هذه المكانز في نموذج ثلاثي أبعاد يعتبر طبق الأصل للمقتنى الأثري، ومنها ماهو في متحف عمارة الحرمين التي تبلغ 123 قطعة مختلفة الحجم والنوع، ومما يتيح للرئاسة المشاركة بهذه النماذج في المحافل الثقافية المحلية والدولية، ليستمتع المسلمون بالنظر إلى هذا الإرث العظيم في ظل امتداد عناية ورعاية هذه الدولة المباركة، وما تشهده من تطورات وبناء وتشييد، وما تقدمه من خدمات جليلة للإسلام والمسلمين».