في وتيرةِ السرعة التي تشهدها البلاد على جميع الأصعدة، وتسابق كثير من الوزارات والمؤسسات الحكومية نحو التميز، وطرح مفهوم التنافسية والعمل عليه، نجد هناك معضلة فكرية متأصلة لدى بعض المسؤولين الذين يعتبرون صناع قرار، حيث تكمن هذه المعضلة أو التحدي كما يرغب أصحاب التخطيط الإستراتيجي تسميتها في أنهم لا يقبلون الأفكار التطويرية أو المبادرات النوعية، ولا يقبلون التغيير في الروتين الذي دأبوا عليه، وهم دائماً في ترددٍ وتخوفٍ، فأسلوب وإستراتيجية عملهم تتمثل في (إستراتيجية المحارب القديم) الذي لا يستطيع الحرب إلا في الأرض التي يعرفها ويفهم تضاريسها ومناخها، فلا يستطيع المغامرة بدخول معارك بعيدة عن أرضه قد تكون سبباً لتوسعه ونجاحه، فحاجز الخوف الإداري من الفشل والغرق في محيط المعرفة والابتكار، يجعله يقف أمام أبواب المغامرة. ونتيجةً لذلك، فهو يرفض أي فكرة أو أطروحة جديدة من شأنها أن تغير وتطور المؤسسة أو الكيان الوزاري الذي يعمل فيه، طبعا ستكون النتيجة الحتمية لمثل هذه العقلية الإدارية الفشل بمفهومه الذي ينتهي ويخرج من مسلسل وفصل الإبداع والإنتاج والابتكار والاستمرارية، وليس بمفهومه التعليمي الذي يستفيد من أخطائه ويقوم بتحسين الإنجاز وقياس التغذية الراجعة، ولعلي أسوق في هذا المقال مثالاً هو إفلاس شركة «كوداك» العريقة في صناعة الكاميرات والأفلام، فمن أسباب فشل هذه الشركة بعد تاريخ حافل بالنجاحات يمتد إلى 133 عاماً، وكيف كان بإمكانها تجنب ما حصل: أولاً: التناقض بين الإستراتيجية المنطقية والإستراتيجية الابتكارية، حيث تركز الطريقة العقلانية على التطبيق الصارم لأساليب حل المشاكل بالمنطق، وبالمعرفة التي اكتسبها المسؤول، جراء خبرته التراكمية، وبنفس الأسلوب والأدوات ونتائج ذلك وخيمة، بينما تركز الطريقة الابتكارية على الحدس والبديهة، وهذا يجعل المديرين يستخدمون مهاراتهم الابتكارية والتفكير بشكل غير تقليدي، وبذلك يضمن الاستمرارية والبقاء والتنافس.
ثانيا: التناقض بين التغيير الجذري الثوري والتغيير البطيء التدريجي، حيث ظهرت المؤشرات في 1981 عندما أعلنت شركة «سوني» أنها ستطرح Mavica، وهي كاميرا رقمية يمكنها عرض الصور على شاشة التلفزيون، لكن شركة «كوداك» رأت أنه من الصعب تصديق أن شيئاً ما سيكون مربحاً كالأفلام التقليدية التي كانت رائدة بها، وكانت النتيجة خروجها من السوق؛ لأنها حاربت أفكار التطوير، فهناك مقولة ترى أن «الأفكار هي العدو»!، وقد نستغرب من ذلك، وكان الأفضل أن تكون المقولة (الأفكار هي الصديق الوفي). يذكر عن نيكولو ميكافيلي، الذي كان مستشاراً لكبار الأغنياء وأصحاب السلطة في القرنين الخامس والسادس عشر في إيطاليا، أنه قال «المبتكر صاحب الأفكار يحصل على عداوات من قبل أولئك الذين يشعرون بارتياح تحت النظام القديم، بينما يأتي بعض التأييد الفاتر من أولئك الذين ستصبح أوضاعهم أفضل تحت النظام الجديد، والسبب في ذلك حسب قوله إن التأييد الفاتر يعود جزئياً إلى أن الرجال متشككون بطبيعتهم بشكل عام، ولا يثقون في الأمور الجديدة إلا إذا اختبروها بشكل عملي» هذا في حال كان هناك تقبل، أما إذا كان المسؤول هو المحارب الأساسي للأفكار والتطور، فسيكون مصير الكيان الذي يعمل فيه هو الفشل المدوي.
ثانيا: التناقض بين التغيير الجذري الثوري والتغيير البطيء التدريجي، حيث ظهرت المؤشرات في 1981 عندما أعلنت شركة «سوني» أنها ستطرح Mavica، وهي كاميرا رقمية يمكنها عرض الصور على شاشة التلفزيون، لكن شركة «كوداك» رأت أنه من الصعب تصديق أن شيئاً ما سيكون مربحاً كالأفلام التقليدية التي كانت رائدة بها، وكانت النتيجة خروجها من السوق؛ لأنها حاربت أفكار التطوير، فهناك مقولة ترى أن «الأفكار هي العدو»!، وقد نستغرب من ذلك، وكان الأفضل أن تكون المقولة (الأفكار هي الصديق الوفي). يذكر عن نيكولو ميكافيلي، الذي كان مستشاراً لكبار الأغنياء وأصحاب السلطة في القرنين الخامس والسادس عشر في إيطاليا، أنه قال «المبتكر صاحب الأفكار يحصل على عداوات من قبل أولئك الذين يشعرون بارتياح تحت النظام القديم، بينما يأتي بعض التأييد الفاتر من أولئك الذين ستصبح أوضاعهم أفضل تحت النظام الجديد، والسبب في ذلك حسب قوله إن التأييد الفاتر يعود جزئياً إلى أن الرجال متشككون بطبيعتهم بشكل عام، ولا يثقون في الأمور الجديدة إلا إذا اختبروها بشكل عملي» هذا في حال كان هناك تقبل، أما إذا كان المسؤول هو المحارب الأساسي للأفكار والتطور، فسيكون مصير الكيان الذي يعمل فيه هو الفشل المدوي.