حصلت شبكة تابعة لمنظمة مجاهدي خلق الإيرانية داخل إيران على معلومات سرّية للغاية من داخل النظام، تتعلق بتفاصيل الهجوم الصاروخي الذي نفّذه نظام الملالي يوم 14 سبتمبر 2019 على المنشآت النفطية السعودية في بقيق وخريص.
التفاصيل
1. الخطة الأولية لضرب المنشآت النفطية التي نالت تأييد خامنئي، طرحت على طاولة المجلس الأعلى للأمن القومي للنظام الأربعاء 31 يوليو 2019 -يعد هذا المجلس أعلى جهاز لاتخاذ القرار في الشؤون السياسية والأمنية- وحصلت على موافقة المجلس.
وأفادت المعلومات الموثوقة بأن رئيس الجمهورية حسن روحاني، ووزير الخارجية جواد ظريف، وعدد من قادة قوات الحرس حضروا الاجتماع المشار إليه أعلاه اللواء الحرسي غلام علي رشيد قائد مقر خاتم الأنبياء المركزي «أعلى مقر للعمليات العسكرية في إيران، وهو المقر المسؤول عن التخطيط التنسيق لعمليات القوات المسلحة للنظام»، واللواء الحرسي حسين سلامي القائد العام لقوات الحرس، واللواء الحرسي قاسم سليماني قائد قوة القدس، والعميد الحرسي أمير علي حاجي زاده، قائد القوة الجوية – فضائية للحرس. هذا وكان اللواء رشيد والعميد حاجي زاده قد حضرا اجتماع المجلس الأعلى للأمن القومي بصورة خاصة. كما حضر عدد آخر من قادة الجيش وقوات الأمن الداخلي في هذا الاجتماع أيضا.
2. بعد مراجعة خطة العملية ودراسة تفاصيلها واتخاذ القرار النهائي حول التفاصيل، تم إرسال الخطة إلى خامنئي للمصادقة، وبدوره أبلغ خامنئي بصفته القائد العام للقوات المسلحة، اللواء رشيد والعميد حاجي زاده بتنفيذ العملية.
3. وتبنت مديرية العمليات للقوة الجوية - فضائية للحرس تخطيط العملية من الناحية التعبوية. ووفقا لمعلومات المقاومة الإيرانية تقع هذه المديرية في مقر هيئة القوة الجوية - فضائية للحرس الواقع في حامية «دستوارة» (حي جيتكر - شمال غرب طهران).
صورة من الأقمار الصناعية لمقر قيادة القوة الجوية فضائية للحرس في حامية دستوارة
4. ثم خضعت الخطة التفصيلية للعملية والتنفيذ النهائي للمراجعة والتدقيق من قبل اللواء الحرسي غلام علي رشيد في مقر خاتم الأنبياء المركزي.
5. بتاريخ 7 سبتمبر -أي أسبوع واحد قبل الهجوم الصاروخي- توجه فريق القادة المشرفين على هذه العملية من القوة الجوية فضائية للحرس إلى محافظة خوزستان جنوب غربي إيران.
وتم التعرف على بعض من هؤلاء القادة الموجودين ضمن هذا الفريق، وهم كل من:
- معاون عمليات القوة الجوية فضائية العميد الحرسي محمد فلاح
- قائد الصواريخ للقوة الجوية فضائية محمود باقري كاظم آباد
- قائد الطائرات المسيرة للقوة الجوية فضائية العميد الحرسي سعيد آقاجاني
تم إدراج اسم محمود باقري في قائمة العقوبات الأميركية بتاريخ 23 مايو 2018 لدوره في تطوير البرنامج الصاروخي لجماعة الحوثيين في اليمن.
6. هذا الفريق القيادي استقر في جزء من قاعدة «أوميدية» (في القاطع الذي يقع بين أوميدية وبين الأهواز في محافظة خوزستان يبعد 85 كلم عن الأهواز)، قاعدة «أوميدية» كانت في السابق القاعدة الجوية الخامسة للمقاتلات العائدة للقوة الجوية والمقر التعبوي لقيادة العميات.
7. قاعدة أوميدية هي بدرجة الأساس تعد القاعدة الجوية الخامسة للقوة الجوية للجيش النظامي، غير أنها استخدمت هذه المرة مقرا تعبويا لعملية الهجوم على المنشآت النفطية السعودية.
صورة من الأقمار الصناعية لقاعدة «أوميدية» على بعد 35 كلم من الأهواز
جزء من هذه القاعدة يستخدم من قبل القوة الجوية التابعة للحرس بقيادة الحرسي «أميري»، والقاعدة هي بالأساس مركز للدفاعات الجوية للجيش النظامي ووحدات من القوة الجوية وكذلك قوات الدفاعات الجوية مستقرة فيها، ووجود وحدات الجيش النظامي يشكل غطاءً لتمويه قوات الحرس المكلفة بتنفيذ الهجوم على المنشآت النفطية.
8. من أجل المضي قدما للمخططات التنفيذية، توجّه عدد من القادة والمراتب للقوة الجوية فضائية للحرس، وهم أخصائيون في المجالات الصاروخية والطائرات المسيرة الموجودين في «ماهشهر» (المنطقة البحرية الثالثة لقوات الحرس) إلى الأهواز على بعد 119 كلم، ووصلوا إلى قاعدة «أوميدية».
9. بعد تنفيذ عملية الهجوم الصاروخي من قبل الوحدة الصاروخية ووحدة الطائرات المسيرة للقوة الجوية فضائية للحرس السبت 14 سبتمبر 2019، عاد القادة الميدانيون إلى طهران بعد بضعة أيام، وقاموا بتسليم تقرير تنفيذ العملية مع تفاصيلها للواء الحرسي غلام علي رشيد قائد مقر خاتم الأنبياء المركزي.
10. وعاد عدد من منتسبي القوة الجوية فضائية الذين كان قد جاؤوا من «ماهشهر» إلى هذه المدينة بعد بضعة أيام، إذ بقي عدد من المنتسبين للقوة الجوية فضائية للحرس في قاعدة أوميدية.
11. وحسب آخر التقارير الواردة، وصل فريق جديد من منتسبي القوة الجوية فضائية للحرس من طهران إلى قاعدة أوميدية الأحد 22 سبتمبر 2019، ولم يتسن لنا بعد الحصول على الأوامر الخاصة بمهمة هذا الفريق.
معلومات حول صواریخ استخدمت في العملية -موقع تصنيعها- أماكن إخفائها
خصصت قوات الحرس جزءًا من مصانعها لتصنيع الصواريخ، وبالتحديد لإنتاج صواريخ كروز. هذه الصواريخ يتم إنتاجها من قبل مجمع تصنيع كروز المسمى تصنيع «ثامن الأئمة» التابعة لمنظمة صناعة الجو الفضاء لوزارة الدفاع والمجموعات التابعة لهذا المجمع، تشمل «صناعة فصيحي» و«صناعة مسلمي» و«صناعة رحيمي»، كما لهذا المجمع معهد للأبحاث لتصنيع كروز. (المخطط البياني لهيكل منظمة صناعة الجو الفضاء مرفق طيًا- رقم 1).
منطقة بارتشين هي منطقة عسكرية واسعة تقع جنوب شرقي طهران تخضع لسيطرة وزارة الدفاع. في منطقة بارتشين هناك 12 معملا للتصنيع العسكري والصاروخي، وحدّدت وزارة الدفاع لكل من هذه المعامل رمز «مشروع»، وبالتحديد شفرة «واحد إلى 12». وتؤكد معلومات دقيقة أن صواريخ كروز «يا علي» المستخدمة ضد مصافي العربية السعودية، هي مصنّعة في مجمع تصنيع كروز في مشروع 4 في بارتشين.
صورة لأقمار صناعية لمشروع 4 في موقع بارتشين (جنوب شرقي طهران)
النظام الإيراني، ومن أجل تصنيع صواريخ كروز، قد أرسل وفدًا مكونًا من مجموعة خبرائه إلى كوريا الشمالية في السنوات الماضية. بما في ذلك عام 2009 أرسل النظام مجموعة مكونة من 20 شخصًا من المتخصصين إلى كوريا الشمالية. وكان رئيس هذه المجموعة «حسين بور فرزانه» الخبير في تصنيع محرك «توربوجت»، وهو في الوقت الراهن يشغل منصب مدير «الصناعة العلمية التقنية لمؤسسة رئاسة الجمهورية» في مجال محرك «توربوجت».
أحد أهم أقسام قوات الحرس لإنتاج الصواريخ وصيانتها وإطلاقها، يقع في المحافظات الجنوبية الإيرانية وسواحل الخليج. وتُعد هذه المراكز مجموعات تابعة للقوة الجو الفضائية لقوات الحرس والقيادة الصاروخية التابعة للقوة البحرية لقوات الحرس، وتم تصنيع القسم الأعظم من هذه المراكز من قبل هندسة القوة البحرية لقوات الحرس.
9 أماكن من المراكز السرية لصواريخ كروز هي حسب التالي: (تفاصيل هذه الأماكن السرية لخزن الصواريخ وكذلك المراكز الصاروخية للنظام مرفقة طيًا).
نفق «فجر 5» في منطقة «بيضا» في شيراز- موقع إنتاج الصواريخ وخزنها
أحد أهم المراكز السرية للقوة البحرية لقوات الحرس، حيث يتم إنتاج الصواريخ وخزنها، يقع في معسكر بهشتي الواقع في منطقة «بيضا» شمال مدينة شيراز بمحافظة فارس. هذا المعسكر هو مركز التموين والإسناد للقوة البحرية لقوات الحرس. في هذا المعسكر ومجموعة الأنفاق والمنشآت الجانبية لها، يتم إنتاج صواريخ قوات الحرس وخزنها، إضافة إلى الأنفاق، أنشأ قسم هندسة قوات الحرس، منصات لإطلاق الصواريخ في مجموعة المنطقة المحمية في أطراف هذا المعسكر.
معسكر «بعثت1» أو (معسكر الإمام محمد الباقر)
يقع هذا المعسكر في شمال مدينة شيراز -الكيلو 5 طريق شيراز إلى مرودشت- تقع المجموعة شرقي الطريق بعد بلدة «ركن آباد» (أكبر آباد السابق).
هذا المعسكر يخضع لسيطرة القوة البحرية لقوات الحرس، ويتم فيه مختلف النشاطات بما فيها إنتاج الصواريخ وخزنها. الموقع مكون من ثلاثة معسكرات جنبًا إلى جنب يحتل مساحة لأكثر من 7 كلم طولًا. كما في نهاية الموقع هناك مخازن كبيرة لتصنيع الصواريخ، وكذلك منصات لإطلاق الصواريخ، أنشأتها هندسة القوة البحرية لقوات الحرس.
معسكر «بعثت 2»
يقع هذا المعسكر في طريق شيراز – مرودشت حوالي كيلو 12 في واد غربي الطريق. هذا المعسكر هو موقع للقيادة، وكذلك موقع لتصنيع صواريخ القوة البحرية لقوات الحرس وخزنها. وللمجموعة منشآت متعددة وأنفاق.
معسكر «شرق جشمه بيدي»
يقع هذا المجمع في كيلو 10 طريق شيراز- مرودشت جهة اليمين. هذا المعسكر هو مكان لخزن الصواريخ ومنصة إطلاقها وتابع للقوة البحرية لقوات الحرس.
مركز «كازرون» الصاروخي (بجوار معسكر القوات الخاصة لقوات الحرس)
يقع هذا المركز في الشمال الشرقي لمدينة كازرون، جوار معسكر القوات الخاصة للواء الإمام السجاد التابع للقوة البحرية لقوات الحرس. هذه المنطقة مخصصة لخزن الصواريخ ومنصات إطلاقها وتابعة للقوة البحرية لقوات الحرس. مهمة لواء الإمام السجاد (المغاوير) للقوة البحرية لقوات الحرس هي في جزيرة أبوموسى. وله معسكر جوار معسكر 07 التابع للجيش.
نفق للصواريخ شرقي مدينة لار
تقع هذه المجموعة في كيلو6 شرقي مدينة لار بمنطقة جبلية. المنطقة مخصصة لخزن الصواريخ الباليستية للنظام وإطلاقها. هناك في الموقع مجموعة واسعة من الأنفاق والمنشآت تحت الأرض. إجراءات حماية مشددة يتم تطبيقها هناك، منها تعطيل عمل الهواتف المحمولة في المنطقة القريبة من النفق. هذا النفق هو أحد الأماكن التي يسميها النظام في دعاياته باسم «البلدة الصاروخية».
نفق الصواريخ للقوة البحرية لقوات الحرس في مدينة برازجان
يقع هذا النفق شمال شرقي مدينة برازجان جنوبي إيران، وفي طريق معمل الأسفلت شرقي برازجان، بعد معسكر قوات الحرس. الطريق وبعد العبور من معسكر قوات الحرس يمتد باتجاه النفق وبعد حوالي 5 كلم نصل إلى النفق. هذه المجموعة التي يقع النفق فيها هي واحدة من المراكز الرئيسية لإنتاج الصواريخ وخزنها وتابعة للقوة البحرية لقوات الحرس. طول النفق حوالي 300 متر.
مركز للصواريخ في ميناء الإمام الحسن
هذا المركز يقع في ميناء الإمام حسن، مقابل مخازن النفط. وفي الجانب الآخر للطريق تم إنشاء منصة لإطلاق الصواريخ للقوة البحرية لقوات الحرس. اختارت قوات الحرس هذه النقطة لإطلاق الصواريخ بالقرب من مخازن النفط، بغرض تمويه وإخفاء أماكن إطلاق الصواريخ.
مركز للصواريخ في جزيرة قشم
هذا المركز يقع بالقرب من ساحل جزيرة قشم ومعسكر بالقرب من ميناء «مسن» - منشآت تحت الأرض. قوات الحرس أنشأت في ميناء قشم مخزنًا تحت الأرض لخزن صواريخ القوة البحرية لقوات الحرس. المنشآت تحت الأرض تشمل 5 طبقات من الخرسانة والتراب لغرض تحصين الموقع أمام تأثير القصف المحتمل. وكانت قوات الحرس تستخدم هذا الموقع لإرسال الصواريخ إلى دول مثل اليمن ولبنان.
إضافة إلى الأنفاق والمراكز أعلاه، للنظام أنفاق ومجموعات أخرى تحت الأرض جنوبي إيران في كل من عسلوية، ومدينة جم، وبندرعباس، وغتوند في خوزستان، وجزيرة أبوموسى، وجزيرة طنب الكبرى، وجزيرة طنب الصغرى، ومدينة ميناب.
استخلاص النتائج
إن الهجوم الصاروخي وكذلك بالطائرات المسيرة التي تعرضت له المنشآت النفطية السعودية في 14 سبتمبر 2019، كان قد نفذ من داخل إيران، وهو خطوة من خطوات الحرب، إذ كان خامنئي وروحاني وظريف وكذلك الرموز الآخرون للنظام مسؤولون عن اتخاذ القرار والتخطيط والتنفيذ للهجوم.
يحاول النظام يائسا للحيلولة دون حدوث الانتفاضات الجماهيرية ضده من قبل معاقل الانتفاضة ومجالس المقاومة، وذلك باستخدام القمع الداخلي ورعاية الإرهاب في الخارج. إنه يحاول احتواء الغضب الجماهيري المتعمق للمجتمع ضد نظام حكمه المدمر والمعادي لحقوق الإنسان.
إنه من الحقيقة بمكان أن تقارير عدة من داخل قوات الحرس بأن جميع هذه القوات وضعت في حالة التأهب القصوى أثناء الهجوم الصاروخي وبعد تنفيذه، إذ قامت وحدات هذه القوات بإجراء تمارين ومناورات في مختلف المدن الإيرانية، لتجنيب التهديد لنظام حكمهم، وهم ينظرون إلى الانتفاضة الشعبية في الداخل على أنها هي التهديد الرئيسي بالنسبة لهم.
يعتمد النظام على تقاعس المجتمع الدولي في عدوانه. طالما أن هذا النظام موجود، فلن يتوقف عن عدوانه. إن الحل الدائم لإنهاء الفاشية الدينية كمصدر لجميع الأزمات في الشرق الأوسط، هو أن يغير الشعب الإيراني هذا النظام غير الشرعي بالانتفاضة الشعبية، ومع حركة المقاومة المنظمة في إيران.
نحن ندعو إلى الخطوات الملموسة أدناه:
• يجب إعادة القرارات السابقة لمجلس الأمن التابع للأمم المتحدة بشأن مشروع الأسلحة النووية للملالي وحظر التخصيب
• طرد النظام وحرسه الثوري وميليشيات المرتزقة من العراق وسورية واليمن ولبنان وأفغانستان يعد ضرورة ملحة
• يجب على الاتحاد الأوروبي وضع خامنئي ومكاتبه وقوات الحرس الثوري الإيراني ووزارة المخابرات والأمن (MOIS) في قائمة الإرهاب
• يجب على مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة إحالة ملف النظام الديني بشأن انتهاكات حقوق الإنسان والفظائع، خاصة مذبحة عام 1988 التي شملت 30 ألف سجين سياسي إلى محكمة دولية
• يجب على المجتمع الدولي أن يعترف بحق مقاومة الشعب الإيراني في الإطاحة بالدکتاتوریة الدینیة الحاكمة وتحقيق الحرية
التفاصيل
1. الخطة الأولية لضرب المنشآت النفطية التي نالت تأييد خامنئي، طرحت على طاولة المجلس الأعلى للأمن القومي للنظام الأربعاء 31 يوليو 2019 -يعد هذا المجلس أعلى جهاز لاتخاذ القرار في الشؤون السياسية والأمنية- وحصلت على موافقة المجلس.
وأفادت المعلومات الموثوقة بأن رئيس الجمهورية حسن روحاني، ووزير الخارجية جواد ظريف، وعدد من قادة قوات الحرس حضروا الاجتماع المشار إليه أعلاه اللواء الحرسي غلام علي رشيد قائد مقر خاتم الأنبياء المركزي «أعلى مقر للعمليات العسكرية في إيران، وهو المقر المسؤول عن التخطيط التنسيق لعمليات القوات المسلحة للنظام»، واللواء الحرسي حسين سلامي القائد العام لقوات الحرس، واللواء الحرسي قاسم سليماني قائد قوة القدس، والعميد الحرسي أمير علي حاجي زاده، قائد القوة الجوية – فضائية للحرس. هذا وكان اللواء رشيد والعميد حاجي زاده قد حضرا اجتماع المجلس الأعلى للأمن القومي بصورة خاصة. كما حضر عدد آخر من قادة الجيش وقوات الأمن الداخلي في هذا الاجتماع أيضا.
2. بعد مراجعة خطة العملية ودراسة تفاصيلها واتخاذ القرار النهائي حول التفاصيل، تم إرسال الخطة إلى خامنئي للمصادقة، وبدوره أبلغ خامنئي بصفته القائد العام للقوات المسلحة، اللواء رشيد والعميد حاجي زاده بتنفيذ العملية.
3. وتبنت مديرية العمليات للقوة الجوية - فضائية للحرس تخطيط العملية من الناحية التعبوية. ووفقا لمعلومات المقاومة الإيرانية تقع هذه المديرية في مقر هيئة القوة الجوية - فضائية للحرس الواقع في حامية «دستوارة» (حي جيتكر - شمال غرب طهران).
صورة من الأقمار الصناعية لمقر قيادة القوة الجوية فضائية للحرس في حامية دستوارة
4. ثم خضعت الخطة التفصيلية للعملية والتنفيذ النهائي للمراجعة والتدقيق من قبل اللواء الحرسي غلام علي رشيد في مقر خاتم الأنبياء المركزي.
5. بتاريخ 7 سبتمبر -أي أسبوع واحد قبل الهجوم الصاروخي- توجه فريق القادة المشرفين على هذه العملية من القوة الجوية فضائية للحرس إلى محافظة خوزستان جنوب غربي إيران.
وتم التعرف على بعض من هؤلاء القادة الموجودين ضمن هذا الفريق، وهم كل من:
- معاون عمليات القوة الجوية فضائية العميد الحرسي محمد فلاح
- قائد الصواريخ للقوة الجوية فضائية محمود باقري كاظم آباد
- قائد الطائرات المسيرة للقوة الجوية فضائية العميد الحرسي سعيد آقاجاني
تم إدراج اسم محمود باقري في قائمة العقوبات الأميركية بتاريخ 23 مايو 2018 لدوره في تطوير البرنامج الصاروخي لجماعة الحوثيين في اليمن.
6. هذا الفريق القيادي استقر في جزء من قاعدة «أوميدية» (في القاطع الذي يقع بين أوميدية وبين الأهواز في محافظة خوزستان يبعد 85 كلم عن الأهواز)، قاعدة «أوميدية» كانت في السابق القاعدة الجوية الخامسة للمقاتلات العائدة للقوة الجوية والمقر التعبوي لقيادة العميات.
7. قاعدة أوميدية هي بدرجة الأساس تعد القاعدة الجوية الخامسة للقوة الجوية للجيش النظامي، غير أنها استخدمت هذه المرة مقرا تعبويا لعملية الهجوم على المنشآت النفطية السعودية.
صورة من الأقمار الصناعية لقاعدة «أوميدية» على بعد 35 كلم من الأهواز
جزء من هذه القاعدة يستخدم من قبل القوة الجوية التابعة للحرس بقيادة الحرسي «أميري»، والقاعدة هي بالأساس مركز للدفاعات الجوية للجيش النظامي ووحدات من القوة الجوية وكذلك قوات الدفاعات الجوية مستقرة فيها، ووجود وحدات الجيش النظامي يشكل غطاءً لتمويه قوات الحرس المكلفة بتنفيذ الهجوم على المنشآت النفطية.
8. من أجل المضي قدما للمخططات التنفيذية، توجّه عدد من القادة والمراتب للقوة الجوية فضائية للحرس، وهم أخصائيون في المجالات الصاروخية والطائرات المسيرة الموجودين في «ماهشهر» (المنطقة البحرية الثالثة لقوات الحرس) إلى الأهواز على بعد 119 كلم، ووصلوا إلى قاعدة «أوميدية».
9. بعد تنفيذ عملية الهجوم الصاروخي من قبل الوحدة الصاروخية ووحدة الطائرات المسيرة للقوة الجوية فضائية للحرس السبت 14 سبتمبر 2019، عاد القادة الميدانيون إلى طهران بعد بضعة أيام، وقاموا بتسليم تقرير تنفيذ العملية مع تفاصيلها للواء الحرسي غلام علي رشيد قائد مقر خاتم الأنبياء المركزي.
10. وعاد عدد من منتسبي القوة الجوية فضائية الذين كان قد جاؤوا من «ماهشهر» إلى هذه المدينة بعد بضعة أيام، إذ بقي عدد من المنتسبين للقوة الجوية فضائية للحرس في قاعدة أوميدية.
11. وحسب آخر التقارير الواردة، وصل فريق جديد من منتسبي القوة الجوية فضائية للحرس من طهران إلى قاعدة أوميدية الأحد 22 سبتمبر 2019، ولم يتسن لنا بعد الحصول على الأوامر الخاصة بمهمة هذا الفريق.
معلومات حول صواریخ استخدمت في العملية -موقع تصنيعها- أماكن إخفائها
خصصت قوات الحرس جزءًا من مصانعها لتصنيع الصواريخ، وبالتحديد لإنتاج صواريخ كروز. هذه الصواريخ يتم إنتاجها من قبل مجمع تصنيع كروز المسمى تصنيع «ثامن الأئمة» التابعة لمنظمة صناعة الجو الفضاء لوزارة الدفاع والمجموعات التابعة لهذا المجمع، تشمل «صناعة فصيحي» و«صناعة مسلمي» و«صناعة رحيمي»، كما لهذا المجمع معهد للأبحاث لتصنيع كروز. (المخطط البياني لهيكل منظمة صناعة الجو الفضاء مرفق طيًا- رقم 1).
منطقة بارتشين هي منطقة عسكرية واسعة تقع جنوب شرقي طهران تخضع لسيطرة وزارة الدفاع. في منطقة بارتشين هناك 12 معملا للتصنيع العسكري والصاروخي، وحدّدت وزارة الدفاع لكل من هذه المعامل رمز «مشروع»، وبالتحديد شفرة «واحد إلى 12». وتؤكد معلومات دقيقة أن صواريخ كروز «يا علي» المستخدمة ضد مصافي العربية السعودية، هي مصنّعة في مجمع تصنيع كروز في مشروع 4 في بارتشين.
صورة لأقمار صناعية لمشروع 4 في موقع بارتشين (جنوب شرقي طهران)
النظام الإيراني، ومن أجل تصنيع صواريخ كروز، قد أرسل وفدًا مكونًا من مجموعة خبرائه إلى كوريا الشمالية في السنوات الماضية. بما في ذلك عام 2009 أرسل النظام مجموعة مكونة من 20 شخصًا من المتخصصين إلى كوريا الشمالية. وكان رئيس هذه المجموعة «حسين بور فرزانه» الخبير في تصنيع محرك «توربوجت»، وهو في الوقت الراهن يشغل منصب مدير «الصناعة العلمية التقنية لمؤسسة رئاسة الجمهورية» في مجال محرك «توربوجت».
أحد أهم أقسام قوات الحرس لإنتاج الصواريخ وصيانتها وإطلاقها، يقع في المحافظات الجنوبية الإيرانية وسواحل الخليج. وتُعد هذه المراكز مجموعات تابعة للقوة الجو الفضائية لقوات الحرس والقيادة الصاروخية التابعة للقوة البحرية لقوات الحرس، وتم تصنيع القسم الأعظم من هذه المراكز من قبل هندسة القوة البحرية لقوات الحرس.
9 أماكن من المراكز السرية لصواريخ كروز هي حسب التالي: (تفاصيل هذه الأماكن السرية لخزن الصواريخ وكذلك المراكز الصاروخية للنظام مرفقة طيًا).
نفق «فجر 5» في منطقة «بيضا» في شيراز- موقع إنتاج الصواريخ وخزنها
أحد أهم المراكز السرية للقوة البحرية لقوات الحرس، حيث يتم إنتاج الصواريخ وخزنها، يقع في معسكر بهشتي الواقع في منطقة «بيضا» شمال مدينة شيراز بمحافظة فارس. هذا المعسكر هو مركز التموين والإسناد للقوة البحرية لقوات الحرس. في هذا المعسكر ومجموعة الأنفاق والمنشآت الجانبية لها، يتم إنتاج صواريخ قوات الحرس وخزنها، إضافة إلى الأنفاق، أنشأ قسم هندسة قوات الحرس، منصات لإطلاق الصواريخ في مجموعة المنطقة المحمية في أطراف هذا المعسكر.
معسكر «بعثت1» أو (معسكر الإمام محمد الباقر)
يقع هذا المعسكر في شمال مدينة شيراز -الكيلو 5 طريق شيراز إلى مرودشت- تقع المجموعة شرقي الطريق بعد بلدة «ركن آباد» (أكبر آباد السابق).
هذا المعسكر يخضع لسيطرة القوة البحرية لقوات الحرس، ويتم فيه مختلف النشاطات بما فيها إنتاج الصواريخ وخزنها. الموقع مكون من ثلاثة معسكرات جنبًا إلى جنب يحتل مساحة لأكثر من 7 كلم طولًا. كما في نهاية الموقع هناك مخازن كبيرة لتصنيع الصواريخ، وكذلك منصات لإطلاق الصواريخ، أنشأتها هندسة القوة البحرية لقوات الحرس.
معسكر «بعثت 2»
يقع هذا المعسكر في طريق شيراز – مرودشت حوالي كيلو 12 في واد غربي الطريق. هذا المعسكر هو موقع للقيادة، وكذلك موقع لتصنيع صواريخ القوة البحرية لقوات الحرس وخزنها. وللمجموعة منشآت متعددة وأنفاق.
معسكر «شرق جشمه بيدي»
يقع هذا المجمع في كيلو 10 طريق شيراز- مرودشت جهة اليمين. هذا المعسكر هو مكان لخزن الصواريخ ومنصة إطلاقها وتابع للقوة البحرية لقوات الحرس.
مركز «كازرون» الصاروخي (بجوار معسكر القوات الخاصة لقوات الحرس)
يقع هذا المركز في الشمال الشرقي لمدينة كازرون، جوار معسكر القوات الخاصة للواء الإمام السجاد التابع للقوة البحرية لقوات الحرس. هذه المنطقة مخصصة لخزن الصواريخ ومنصات إطلاقها وتابعة للقوة البحرية لقوات الحرس. مهمة لواء الإمام السجاد (المغاوير) للقوة البحرية لقوات الحرس هي في جزيرة أبوموسى. وله معسكر جوار معسكر 07 التابع للجيش.
نفق للصواريخ شرقي مدينة لار
تقع هذه المجموعة في كيلو6 شرقي مدينة لار بمنطقة جبلية. المنطقة مخصصة لخزن الصواريخ الباليستية للنظام وإطلاقها. هناك في الموقع مجموعة واسعة من الأنفاق والمنشآت تحت الأرض. إجراءات حماية مشددة يتم تطبيقها هناك، منها تعطيل عمل الهواتف المحمولة في المنطقة القريبة من النفق. هذا النفق هو أحد الأماكن التي يسميها النظام في دعاياته باسم «البلدة الصاروخية».
نفق الصواريخ للقوة البحرية لقوات الحرس في مدينة برازجان
يقع هذا النفق شمال شرقي مدينة برازجان جنوبي إيران، وفي طريق معمل الأسفلت شرقي برازجان، بعد معسكر قوات الحرس. الطريق وبعد العبور من معسكر قوات الحرس يمتد باتجاه النفق وبعد حوالي 5 كلم نصل إلى النفق. هذه المجموعة التي يقع النفق فيها هي واحدة من المراكز الرئيسية لإنتاج الصواريخ وخزنها وتابعة للقوة البحرية لقوات الحرس. طول النفق حوالي 300 متر.
مركز للصواريخ في ميناء الإمام الحسن
هذا المركز يقع في ميناء الإمام حسن، مقابل مخازن النفط. وفي الجانب الآخر للطريق تم إنشاء منصة لإطلاق الصواريخ للقوة البحرية لقوات الحرس. اختارت قوات الحرس هذه النقطة لإطلاق الصواريخ بالقرب من مخازن النفط، بغرض تمويه وإخفاء أماكن إطلاق الصواريخ.
مركز للصواريخ في جزيرة قشم
هذا المركز يقع بالقرب من ساحل جزيرة قشم ومعسكر بالقرب من ميناء «مسن» - منشآت تحت الأرض. قوات الحرس أنشأت في ميناء قشم مخزنًا تحت الأرض لخزن صواريخ القوة البحرية لقوات الحرس. المنشآت تحت الأرض تشمل 5 طبقات من الخرسانة والتراب لغرض تحصين الموقع أمام تأثير القصف المحتمل. وكانت قوات الحرس تستخدم هذا الموقع لإرسال الصواريخ إلى دول مثل اليمن ولبنان.
إضافة إلى الأنفاق والمراكز أعلاه، للنظام أنفاق ومجموعات أخرى تحت الأرض جنوبي إيران في كل من عسلوية، ومدينة جم، وبندرعباس، وغتوند في خوزستان، وجزيرة أبوموسى، وجزيرة طنب الكبرى، وجزيرة طنب الصغرى، ومدينة ميناب.
استخلاص النتائج
إن الهجوم الصاروخي وكذلك بالطائرات المسيرة التي تعرضت له المنشآت النفطية السعودية في 14 سبتمبر 2019، كان قد نفذ من داخل إيران، وهو خطوة من خطوات الحرب، إذ كان خامنئي وروحاني وظريف وكذلك الرموز الآخرون للنظام مسؤولون عن اتخاذ القرار والتخطيط والتنفيذ للهجوم.
يحاول النظام يائسا للحيلولة دون حدوث الانتفاضات الجماهيرية ضده من قبل معاقل الانتفاضة ومجالس المقاومة، وذلك باستخدام القمع الداخلي ورعاية الإرهاب في الخارج. إنه يحاول احتواء الغضب الجماهيري المتعمق للمجتمع ضد نظام حكمه المدمر والمعادي لحقوق الإنسان.
إنه من الحقيقة بمكان أن تقارير عدة من داخل قوات الحرس بأن جميع هذه القوات وضعت في حالة التأهب القصوى أثناء الهجوم الصاروخي وبعد تنفيذه، إذ قامت وحدات هذه القوات بإجراء تمارين ومناورات في مختلف المدن الإيرانية، لتجنيب التهديد لنظام حكمهم، وهم ينظرون إلى الانتفاضة الشعبية في الداخل على أنها هي التهديد الرئيسي بالنسبة لهم.
يعتمد النظام على تقاعس المجتمع الدولي في عدوانه. طالما أن هذا النظام موجود، فلن يتوقف عن عدوانه. إن الحل الدائم لإنهاء الفاشية الدينية كمصدر لجميع الأزمات في الشرق الأوسط، هو أن يغير الشعب الإيراني هذا النظام غير الشرعي بالانتفاضة الشعبية، ومع حركة المقاومة المنظمة في إيران.
نحن ندعو إلى الخطوات الملموسة أدناه:
• يجب إعادة القرارات السابقة لمجلس الأمن التابع للأمم المتحدة بشأن مشروع الأسلحة النووية للملالي وحظر التخصيب
• طرد النظام وحرسه الثوري وميليشيات المرتزقة من العراق وسورية واليمن ولبنان وأفغانستان يعد ضرورة ملحة
• يجب على الاتحاد الأوروبي وضع خامنئي ومكاتبه وقوات الحرس الثوري الإيراني ووزارة المخابرات والأمن (MOIS) في قائمة الإرهاب
• يجب على مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة إحالة ملف النظام الديني بشأن انتهاكات حقوق الإنسان والفظائع، خاصة مذبحة عام 1988 التي شملت 30 ألف سجين سياسي إلى محكمة دولية
• يجب على المجتمع الدولي أن يعترف بحق مقاومة الشعب الإيراني في الإطاحة بالدکتاتوریة الدینیة الحاكمة وتحقيق الحرية